آخر الاخبار

الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار أول دولة أوربية تعلن خوفها الحقيقي من الحرب العالمية الثالثة وتكشف عن خطوة واحدة لتفجير الوضع إسرائيل توقف عمل قناة الجزيرة والعمري يتوعد برد قانوني السعودية تكشف حجم العجز في ميزانيتها خلال الربع الأول هذا العام

  ذكرى مع الجنرال
بقلم/ محمد الجماعي
نشر منذ: 3 سنوات و شهر و 9 أيام
الجمعة 26 مارس - آذار 2021 09:02 م
 

أنتم لا تعرفون معنى أن يترك علي محسن صالح الأحمر مكانه في منصة الاحتفال متجها إلى حيث يجلس أحدكم في نفس القاعة ليضع يده على رأسك مقبلا إياه ومربتا على كتفك باليد الأخرى ليدور هذا الحوار:

- أحسنتم يا ولدي أشهد انكم رجال، ولكن لي طلب خاص.. * شكرا يافندم، تفضل..

- أرجو ان تخففوا شوية في خطابكم، يعني هدوا السرعة شوية..

* أيش تقصد يا فندم، في اي موضوع؟

- يعني.. في موضوع الحرس الجمهوري والقناصة والامن المركزي وووو

* طيب ليش يا فندم، اصلا تكريمنا لكم اليوم هو لأنكم حافظتم علينا وحميتم ساحتنا منهم وجئنا اليوم لنرد لكم الجميل في الذكرى الثانية لانضمامكم للثورة..

- ايوة انا معك، بس احنا الان في حالة (وفاق)!!

* هذا انتم.. اما نحن فما زلنا في حالة ثورة..

حدث هذا بين كاتب هذه السطور وبين اللواء الاحمر - حينها - في مثل هذا اليوم ٢١ مارس عام ٢٠١٣ في الذكرى الثانية للثورة، لتكريم قائد وأعضاء وهيئة القيادة التي تشكلت عقب جمعة الكرامة.

كنا أكثر من عشرين شابا من شباب الثورة ومثل هذا العدد من جنرالات وقيادات أنصار الثورة داخل مقر الفرقة الاولى مدرع التي كان الاحمر قائدا لها. ذهبنا لتكريمهم بدرع الثورة نيابة عن الساحات، وكانت الفعالية عبارة عن كلمة لشباب الثورة تشرفت بإلقائها نيابة عنهم، واخرى للواء محسن نيابة عن هيئة الأنصار.. اتذكر من الزملاء: نذير القدسي، د. خالد عجلان، يسرى بيرق، علي البكالي، ياسر الحسني، وليد المعلمي، هلال المرقب، وآخرون..

في كلمتي تطرقت إلى حيثيات التكريم التي جئنا لأجلها، وثمنت تضحيات الجيش المؤيد لانتفاضة الشباب وحامي حمى الساحات، وبالتأكيد سأتطرق الى ما فعله الآخرون بنا، سواء بالزي العسكري أو بدونه، ولم أقصر في ذلك. (الكلمة نصا في الصور المرفقة).

وفي كلمته لم ينس الفريق علي محسن شيئا له علاقة بالثورة الا وأكد عليه، هنأنا بالذكرى الثانية وترحم على شهدائنا وشهدائهم، وتضحياتنا جميعا، وحدة الصف، الوفاق، جهود الرئيس هادي... واهم نقطة تطرق إليها واشاد بها هي تحرك الشعب بوعي وسلمية وتحمل وانضباط.. لم يكن ليفوت هذه النقطة في احتفاء كهذا، يضيفها بين السطور وفي مضامين الفقرات: الفضل للشعب في كل وقت، اما وقد تحرك فالفضل كل الفضل له وما علينا الا الاستجابة.

وبالعودة الى نقطة (الوفاق)، وهي التي حزت في نفسي حينها وظللت اقلبها في راسي منذ ذلك اليوم، تارة أتهم خطابي بالاندفاع، وهو خطاب الشباب حينها. وتارة أتهم الفندم بالتراجع أو التخوف من شيء يفهمه ولا نفهمه.

فكرت في لحظتي، وفكر هو بالمستقبل فيما يبدو.. قال لي احدهم إن علي محسن كان فقط يتواضع، وذكرني برفضه في اليوم الاول استلام الدرع لأنه ليس سوى واحد فقط من هيئة انصار الثورة، وإشارته في اليوم الثاني وقد اصطف الكبار عسكريون ومدنيون، اشارته لي أثناء كلمتي أنني نسيت تقديم اسم رئيس الاركان اللواء الركن عبدالله علي عليوة، وحين واصلت حديثي ارسل لي مستشاره الإعلامي د. عبدالغني الشميري وبيده قصاصة ورقية في ذات الموضوع..

لكنه لاحقا كان يمضي في ذات التهمة التي وضعتها في بالي: علي محسن يريد ان ينقل الحالة الثورية إلى حالة الوفاق!! ظهر ذلك في ضغوطه التي مارسها على النخبة السياسية للقبول بتوقيع المبادرات الخمس ايا كانت بنودها. ومن ثم رضوخه لتحويل مقر الفرقة المدرعة الى حديقة عامة وعزله عن منصبه وتعيينه مستشارا، فيما سمي تاليا بهيكلة الجيش.

 

أكتب هذا الآن وقد أبان الفريق محسن وهو يخوض حربا بقيادة المشير هادي، موقفه من مقتل الرئيس صالح وتسميته لما حدث قبلها من حراك في صنعاء بانه ثورة رفض لمليشيا الحوثي (مقابلة عكاظ) بل ورغبته واندفاعه باتجاه الوفاق الذي يعبر عنه الجميع الان بالاصطفاف..

وأتساءل: هل تنجح مساعيه التي رتب لها منذ زمن في ضم كل القوى تحت راية "الاصطفاف" التي غنى لها نخبة من كبار الثوريين، وغرد ضدها أخرون بحجج ثورية كتلك التي كانت تتلبسني حين همس هو في أذني أن أخفف؟

فكرت كثيرا قبل ان أكتب هذا المقال، لكن هذه الصورة ومناسبتها المؤرخة في مثل هذا اليوم قبل ثمانية أعوام كانت تدفعني لتوثيق المناسبة، وربما حظ النفس، لأن وسائل الاعلام التي حضرت الاحتفال تجاوزت بث كلمتي بعد ملاحظة اللواء محسن رهبة ورغبة..