آخر الاخبار

النجم ميسي يحقق 3 أرقام قياسية ويقود إنتر ميامي لاكتساح نيويورك ريد بولز بسداسية بحضور قيادات بارزة … مكتب الاوقاف بمأرب يكرم الدفعة الاولى من الحافظات والحافظين المجازين بالسند المتصل للنبي فوز تاريخي وغير مسبوق .. أول عمدة مسلم في لندن يفوز بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة روسيا تقلب موازين المعارك وتعلن التقدم والسيطرة وقرية أوكرانية تتحول لأنقاض مع فرار سكانها من التقدم الروسي تفاصيل فضيحة ثانية تهز ألمانيا في اختراق 6 آلاف اجتماع أمني للجيش حرب ومعارك طاحنة في السودان والجيش يشعل مواجهات غير مسبوقة شمال الخرطوم لقطع إمدادات الدعم الصحة السعودية تكشف عن آخر مستجدات واقعة التسمم في الرياض رسميًا.. ريال مدريد يحصد لقب الدوري الإسباني لهذا الموسم السنوار يتحدث للمرة الأولى عن صفقة الهدنة المقترحة في غزة

جنيف في مواجهة العاصفة
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 8 سنوات و 11 شهراً و 14 يوماً
الخميس 21 مايو 2015 04:25 م

كغيري من المتابعين فى الشأن السياسي أرى أن عاصفة الحزم نقطة تحوّل إستراتيجية عظمى في مسار الأمة العربية والإسلامية ، ولها أبعاد قوية وحاسمة في أن تحقق لهذه الأمة مكانتها المرموقة بما تحمله من مقوّمات دينية واستراتيجية ومالية عظيمة ، حُقَّ لها أن تكون هي المؤثرة لا المتأثرة ، والرائدة لا الخانعة لما يُملى عليها من الخارج سواء غربيًا أو شرقيًا ، ولأن السعودية هي قلب الأمة النابض فقد أخذت زمام المبادرة لتحريكها ، وقد استطاع سلمانها – حفظه الله – أن يكون قائدها الهمام ..

جاءت العاصفة قوية مدمِّرة للمشروع الفارسي المجوسي فى المنطقة ، وعصفت معه كذلك بالمؤامرة الامريكية الإيرانية لاستخدام هذا المشروع للعبث بأمن المنطقة كاملة بما فيها السعودية ، لتكون تحت رحمة امريكا أمنيًا واقتصاديًا ، ما يعني ذلك أن بعثرة أوراق امريكا لن يسكت عليه من قبلها ، وإن كانت الآن تداهن وتراوغ كما عادتها بحرصها على أمن الخليج والمنطقة ، وفي نفس الوقت تنسِّق مع إيران فى الخفاء .

استطاعت السعودية أن تجمع كل أطراف الطيف اليمني على كلمة سواء في مؤتمر الرياض ، ما يعني ذلك أن ترتيبات أمر اليمن والجزيرة سيكون سعوديًا وخليجيًا ، وتصبح حينئذ ٍ امريكا تغرِّد خارج السرب ، ولن تبقى اليمن بحاجة الى تدخلات واشنطن في سياساتها البتة ..

امريكا الآن تضغط بكل قوتها عبر ( ولد الشيخ بن عمر ) ، وأعني بهذه التسمية لأن الأول والثاني وغيره لن يخرج عن السياسة الامريكية فى المنطقة ، وهم أدوات لا غير ، وأجنداتهم واضحة وضوح الشمس في أن ملف اليمن بتفاصيله وترتيباته ومخرجاته يراد له أن يكون امريكيًا ، وإلا سيتم تعطيل الملعب بأوراق قذرة يمكن أن تستخدم في أي لحظة..

يراد لمؤتمر جنيف في حقيقته سحب الملف اليمني إلى أيدي امريكا ، وعدم السماح للسعودية أن تكون مؤثرة فيه ، أو مسيطرة عليه ، يضاف إلى ذلك أن المشروع الامريكي الإيراني فى المنطقة لابد أن يمضي في مشواره الدنيء ليحقق غاياته الإستراتيجية فى التمكين للصهيونية العالمية ، وعدم السماح لأي توجهات إسلامية سنية أن تشكل خطرًا على إسرائيل في قادم الأيام ..

يراد لمؤتمر جنيف - بحسب الإتفاق الامريكي الإيراني – أن يحل هذه المعضلة الطارئة ( عاصفة الحزم ) لحرفها عن مسارها التدميري للمؤامرة الصهيو امريكية إيرانية ، باتفاق هش ومناورات سياسية خبيثة ، يعود فيها كل الأطراف المتورطة بتدمير اليمن مرة أخرى للقبول بأنصاف الحلول والمشاركة فى المشهد السياسي اليمني من جديد ، ليتم بعد ذلك لاحقًا التعديل فى المخطط التآمري ، لتمكين دولة إيران الفارسية أن تكون شرطيًا مسلطًا على الأمة العربية الإسلامية السنية فى المنطقة ، كما فى العراق وسوريا ..

فهل العاصفة يمكن لها أن تهدأ في مواجهة حرفها عن مسارها التغييري فى المنطقة وستذعن لعصا امريكا ، أم أنها ستستمر ؟ وفي حال أن الطرف اليمني وبدعم سعودي قوي رفض القبول بمؤتمر جنيف ولم يذعن للمشاركة فيه فما هي المآلات التي يمكن أن تحدث ؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمات ..

من وجهة النظري القاصرة أرى أن العاصفة الحازمة فرصة تأريخية لن تعوّض سواء للسعودية أو لليمن ، ولذلك يجب أن تستمر في عصفها الحاسم في وجه التمدد الإيراني الفارسي المجوسي ، أما المطالبين بالحل السلمي والحوار أراهم يدسون السُّمَّ فى العسل ، فماذا بقي لنا حتى نخاف عليه ، وقد سفكت دماء آلاف اليمنيين ودمِّرت مساكنهم وشردوا في كل المناطق ، فنقول لهؤلاء : ماذا كان يعمل المتحاورون في موفنبيك طيلة عشرة أشهر حتى يطلب الحوار مرة أخرى ، والكل يعلم أن تحالف الحوافيش يعيش في رمقه الأخير ، ويراد لمؤتمر جنيف أن يعطيهم جرعة الحياة من جديد ، مع العلم أن الشرط الذي وضعته الحكومة كانت صائبة فيه بصورة غير متوقعة بخروج المسلحين من المدن وتسليم السلاح مقابل حضور جنيف .