توجهات إقليمية تنافسية تسعى لعسكرة البحر الأحمر وإعادة تشكيل أمن المنطقة
في أقوى وأخطر تهديد: تركيا تتوعد وتعلن حان وقت محاسبة الإمارات على جرائمها
الهلال السعودي يكشف عن تمزق لعضلات أحد نجومه الرياضين وكويلار يعود
الأردن ترفض دخول وفد الحوثيين المفاوض الى أراضيها.. ماهي الأسباب؟
مصادرة أموال 89 من قادة الإخوان المسلمين ونقلها للخزينة العامة
السفارة الروسية تكشف عن وفاة سفيرها في الامارات بشكل مفاجئ
إدارة الرئيس الأمريكي الجديد ”جو بايدن“ تعلن موقفها من قرار ”ترمب“ تصنيف الحوثيين ”منظمة ارهابية“
السعودية تحدد من لهم الأولوية في الحصول على لقاح كورونا داخل المملكة
من هو الدكتور الموساي المعين نائبا عاما للجمهورية وما مؤهلاته العلمية؟
وسط تحذيرات وتنبيهات.. طقس شديد البرودة خلال الساعات القادمة على هذه المناطق في اليمن
أشرنا في مقال سابق إلى أن المعطيات اليمنية تختلف تماما عن معطيات وخصائص مصر وتونس، وبالرغم من وجود هذا الاختلاف، فهذا لا يعني عدم إمكانية حدوث ثورة تغييرية في اليمن.. بل يمكن لهذه الثورة أن تحدث ولكن ستكون النتائج مختلفة عن تلك التي انتهت عليها ثورتا تونس ومصر وهذا أمر طبيعي ما دامت المعطيات مُختلفة ..
وتأكيدا لهذا الاختلاف، لاحظنا في مصر وتونس شبه اجماع شعبي على تغيير النظام؛ بينما في اليمن هناك انقسام في الشعب وانقسام في الجيش وانقسام بين القبائل وانقسام بين العلماء وانقسام بين منظمات المجتمع المدني.. بل هذا الانقسام نلحظه في البيت الواحد، فنجد الأب في ميدان التحرير مؤيدا لصالح، والابن في ساحة التغيير متطلعا للتغيير وسيبذل روحه لأجل ذلك.. ولعل أكثرنا قد سمع عن المأساة التي حدثت في منزل أحد المشايخ المعروفين في محافظة المحويت، عندما أقدم الأخ على قتل أخيه لأن أحدهم يريد نصب خيمة في ساحة التغيير والآخر يريدها في ميدان التحرير.. وهذا بالطبع راجع لجملة من العوامل على رأسها جهل فئة كبيرة من الشعب اليمني ..!
الرئيس صالح راحل في الأيام أو الاسابيع القليلة القادمة وهذا أمر مفروغ منه لأن بقاؤه يمثل اليوم مشكلة وليس حلا، ولكن يجب على الشباب والقيادات السياسية أن يحرصوا على التعامل مع أنصار صالح –وهم ليسو قلة- على أنهم شركاء في اليمن في المرحلة القادمة وليس على أنهم أنداداً خسروا المعركة السياسية.. ليس في الجانب العملي وحسب، بل حتى على المستوى المعنوي .
حقيقة استغرب توجه بعض الاخوة الذين يعجزون عن التفكير بحس استراتيجي يضمن سلامة المستقبل، وذلك عندما يستخدمون نفس أساليب النظام في عملية تقسيم الناس والإيغال في زراعة الحقد بينهم ..
على سبيل المثال، ما دمنا نؤمن بالديمقراطية ونرفض أن يقال علينا في ساحة التغيير بأننا عملاء؛ فلا يصح أن نصف أنصار صالح الذين يخرجون في السبعين بأنهم بلاطجة ومأجورين ما داموا قد خرجوا معبرين عن رأيهم بسلمية، بل يجب أن نتقبّل قناعتهم بعلاتها - مهما كانت دوافعهم- كما نريد أن يتقبّلوا هم قناعتنا، فالمرحلة تحتاج إلى العمل على استقطابهم ومد أيدينا لهم ومحاولة ترغيبهم في مشروعنا، لا ترهيبهم منه ..!
مرحلة ما بعد صالح حساسة جداً، بل وأكثر صعوبة من هذه التي نعيشها الآن، ومن يعتقد أن مشاكل البلاد ستحل بمجرد كبسة زر بعد رحيل صالح فهو مخطئ.. ولذا نقول إنه ليس من مصلحة اليمن الابقاء على العداوة والكراهية الموجودة بين القطبين.. كما لا يجب التعامل مع أنصار صالح بلغة المنتصر في المرحلة القادمة لأنهم في حال تم عزلهم واقصاؤهم سيمثلون حجرة عثرة أمام أي عملية إصلاحية وتنموية في اليمن، لاسيما ونحن نعرف جيدا بأن أنصار صالح سيحملون مشاعر النقمة على الأحزاب والشخصيات التي سعت وشاركت في إقصاء قائدهم وحزبهم ..
تأسيساً على ما سبق.. أرى وجوبية تبني برامج واضحة ينفذها الشباب وأحزاب المعارضة بالشراكة مع قيادات المؤتمر الشعبي العام الصادقة، تهدف هذه البرامج إلى تأليف القلوب ورأب الصدع الذي سببته سياسة الحشد والتمترس السابقة، ولتفويت الفرصة على من يريد إثبات أن مرحلة ما بعد صالح لن تكون صالحة لليمن ..!
يجب أن نبدأ بالعمل على هذا البرنامج في أسرع وقت ممكن لاستبدال الكراهية الموجودة بالمحبة التي يجب أن تكون ..
Hamdan_alaly@hotmail.com