مفاوضات مسقط تقترب من صفقة النهاية .. شبكة حقوقية تطالب بضغط دولي
اشتعال الموجهات من جديد وقوات الجيش تفشل هجوماً حوثياً على مأرب وتقتل قيادياً
تعرف على ثروة أغنى أغنياء العالم.. إيلون ماسك في المقدمة
أردوغان يكشف عن فخ خبيث.. وتركيا تعلن غلق حدودها مع سوريا
10 أشياء في الحياة إياك أن تبوح بها للآخرين
بعد مظاهرات عارمة محكمة كندية قرارات مخزية بحق مخيم مؤيد للفلسطينيين بجامعة تورونتو
صفقة مفاجئة وغير متوقعة بين تركيا والسعودية
أكبر كارثة في أجواء الخليج.. صاروخ أمريكي يخترق قلب طائرة مدنية
بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل
تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء
فإن الأيام دول, والدول أيام, وهذه سنّةٌ كونيةٌ, قال تعالى: [ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ], لكن الجاهلين الظالمين المتكبرين لا يُدركون هذه السنة الإلهية, ولا يريدون الاستسلام لهذا القَدَر الغالب؛ حتى ولو تبينت لهم آياتُ قُرْبِ رحيل ملكهم وزوال دولتهم, وهذه السنة قَدَرَيّةٌ حتميةٌ ماضيةٌ على المؤمنين والكافرين, وعلى الظالمين والعادلين, وعلى القاسطين والمقسطين, ولو تخلّفت دولةٌ عنها لكان من أحق الدول بذلك دولة الخلفاء الراشدين, فلم تدم بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم سوى ثلاثين سنة, ودام حكم علي صالح أكثر من مجموع سنوات حكم الخلفاء الراشدين جميعاً, ولم يقتنع أن ما مضى فيه كفاية, بل لا يزال يُكابر ويريد أن يستمر؛ لأنه وصل إلى مرحلة "الفرعنة" متوهما أن ما شاءه في ملكه فسوف يكون, وأنه أقدر الناس, وأجدر الناس, وأحق الناس - كما يوسوس له الوسواس الخناس- ويظن أن من ينازعه فإنه يريد الإنقلاب على الشرعية والإفساد في الأرض, تماماً كما صرح بذلك صاحبه من قبل: [وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ], ومع أن التشابه بين الفرعونين ليس من كل وجه, لكنه أكثر ما يكون في أسلوب الحكم, ومقاومة الحق, والفرعون الصغير فيما مضى - ولا يزال - جعل الشعب شيعاً يستضعف طائفة, ويقتل أخرى, ويغتال آخرين, يعزل من يشاء, ويولي من يشاء, ظُلْمٌ ونهبٌ, مكرٌ وخداعٌ, غِشٌ وتزوير, كذبٌ وخيانةٌ, يراوغ كالثعلب ويصر على عماه, ويتعالى على النصح, كشَبَهه الذي حكى الله عنه قوله: [مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَاد.], يستخف بالناس ليطيعوه, أهان شعباً بأكمله, وظلم أسر ومجتمعات,
ما لليمانيين في نظراتهم *** بؤسٌ وفي كلماتهم آلامُولم يدُر بخلده أن للظلم نهاية, وللمظلوم يومٌ سينتصر فيه: [إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ], و"المتفرعن" لا يرضى أن يُذعن للحق, حتى ولو رأى ما رأى من الآيات البينات الواضحات, فالفرعون الصغير رأى من الآيات ما يكفيه لِأَنْ يوقن بضرورة الرحيل العاجل, ولكنه عمى الكبر وكبر العمى؛ فخروج الشباب الأحرار, ونزعهم أيديهم من جيوبهم بيضاء نقية, [وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ], أيديهم بيضاء نقية من المال الحرام, ومن الدم الحرام, في ثورةٍ سلميةٍ بإرادة صُلْبةٍ, وعزمٍ قويٍّ لا يتزعزع لأزيز الرصاص, ولا يهتز لتهديد الطغاة, ولا يخاف شبح الموت, كان له في ذلك آية, ولكنه لم يفهم,,, ثم انضمام الشعب وعلى رأسه العلماء والمشايخ وقادة الفكر, وكوادر السياسة, وأحزاب المعارضة, والقبائل, والأطباء والمحامون والإعلاميون, وجميع فئات الشعب على اختلاف مشاربهم, ثم كبار قادته العسكريين والشرفاء من قيادات حزبه ومن كانوا فيما مضى أركان حكمه ودعائمه التي يعتمد عليها, خرجوا جميعاً, وألقوا عصاهم فإذا هي تلقف ما يأفكه من كذب وبهتان,, وأرادوها سلمية, وهتفوا بصوت واحد, ارحل.. ارحل, لكنه لم يستسلم,,, ورأى الآيات تلو الآيات.., والانضمامات تلو الانضمامات.., ولا يزال يناور ويكابر,,, رأى بعض أصهاره وجُلَّ أنصاره قد ملّوا من ظلمه وكبره وقهره وعتوه, فلم يوقن,, ولم يتبق له إلا أقاربه الأقربين, ومجموعةٌ من النكرات الذين جعل منهم شيئاً يُذكر, وجعلوا منه طاغيةً يُسبحون بحمده بكرةً وعشيا, وفئامٌ من المغرورين وضعاف العقول الذين كان غاية سعيهم فيما مضى أن يفوزوا بمقابلته ولو خرجوا صفر اليدين, ومنتهى ما يؤملون أن يحظوا منه بمكالمة هاتفية ولو سبهم فيها وأهانهم!!؛ ليقولوا للناس اتصل علينا الرئيس..!!, وقطعانٌ من الهمج الرعاع أتباع كل ناعق من الذين يبيعون كرامتهم وذممهم بحفنةٍ من الحطام القذر!!, ويفاخرون أنهم مع الرئيس ومن حزب الرئيس, حتى ولو كان غداء أحدهم (زبادي) وينام على كيس..,, هؤلاء وأولئك الذين خدعوه وأوصلوه إلى الفرعنة, متوهمين أنه لن يحكمهم غيره,, وهاهو يسير بهم, ويسيرون به إلى الطوفان.. إلى الغرق.. إلى الهلاك.. وهو لا يعقل وهم لا يعقلون, وحين يزحف عليه طوفان الشعب فلا يظن أنهم إنما يهتفون بحياته, كما ظن فرعون بكبره وجهله أن البحر ما انشق إلا لعظمته, وكذلك ظن جنوده:[ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ], ولا يؤمل عندما يغرق في بحر الشعب أنه سيأتي بمبادرةٍ يائسةٍ بائسةٍ تضمن له النجاة بعد أن غرق في دماء الشعب.. بعد أن فعل ما فعل, وقتل من قتل.., [حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ].