إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
في حوار سريع جمعني قبل أيام على طاولة (شاي) بأحد أساتذة قسم الصحافة والإعلام بجامعة عدن, فسألته: كم عدد الطلاب في المستوين الأول والثاني في القسم؟ فأجاب: يزيدون على مئة طالب وطالبة في كل مستوى.
ثم سألته مرة أخرى: كم عدد الذين يعملون في مجال الصحافة أو الذين لديهم حماس للالتحاق بالمهنة بعد التخرج؟ فقال: لا يوجد أحد حتى الآن.
لقد كانت الإجابة صادمة بالنسبة لشخص مثلي هو أحد خريجي قسم الإعلام بجامعة عدن ولديه تجارب صحفية مختلفة ومتواضعة يعتز بها منذ أيام الدراسة ابتداء بصحيفة "الأيام" مرورا بصحيفة "السياسية" وحتى آخر تجربة في صحيفة "أخبار عدن" المستقلة.
ما قاله (أستاذ الصحافة) استفزني كثيرا ما دفعني للاستفسار حول ما إذا كانت هناك رغبة لدى قسم الصحافة والإعلام أو الجامعة في إقامة برنامج عملي للطلاب على هامش المحاضرات النظرية أو ما يعرف بالسمنارات يتولاها صحفيون متخصصون لعلها تعين الطلاب أو تحفزهم للالتحاق بمهنة الصحافة في المستقبل ولكي يشكلون رافدا للمؤسسات الصحفية والإعلامية الرسمية وغيرها.
فما كان منه إلا أن أبدأ تفاعله مع الموضوع واعدا بتحقيقه في أقرب فرصة, فاعتبرت ذلك مؤشرا إيجابيا يحقق غرضين، الأول: الجمع بين العملي أو التطبيقي والنظري كما تفعل دول عربية عديدة كمصر ولبنان على سبيل المثال.
وثانيا: للمساهمة في خلق جيل صحفي متسلح بالمعرفة والمهارة قادرا على خلق أو إحداث تطور ايجابي في المؤسسات أو الصحف التي سيلتحقون بها بعد تخرجهم يساهم في نقلها من الأداء الرتيب ومن تكرار نفسها إلى صحافة جديدة ومتنوعة قادرة على المنافسة في سوق العرض والطلب.
لم تتبدل القناعات مطلقا في أن للصحافة والإعلام وظيفة هامة تصبح بدونها فاقدة لوجودها وفاعليتها ألا وهي تحقيق التنمية بما تحمله من مضامين ووظائف متعددة من خلال دورها التقييمي والرقابي, وقد خلصت فيما بعد إلى أن الذي تبدل أو قد يتبدل لدى الطلاب وأساتذة الإعلام وكذا قيادة الجامعة ليس الإيمان بوظيفة الصحافة والإعلام المذكورة آنفا وإنما الإيمان بنجاح التجربة الجديدة مع الطلاب إذا ما طرحت بشكل جدي.
ويمكن هنا أن أتصور أو أفصل الأسباب المؤدية لذلك من جانبين, أحدهم يختص بالجامعة, والآخر بالطلاب.
أولاً الأسباب التي ستؤدي إلى إجهاض التجربة من جانب الجامعة:
- الجامعة أو قسم الإعلام جزء لا يتجزأ من السلطة أو النظام التعليمي القائم في البلاد والمعتمد على التلقين لا على الإبداع والاكتشاف وتنمية المهارات.
- الصحافة مهنة مقلقة للسلطات, وبالتالي فإن وجود صحفيين متسلحين بالمعرفة والمهارة ويتطلعون إلى إحداث تحول في الأداء هو أمر مرفوض وتجاوز للخطوط الحمراء.
- إقبال الجامعة أو القسم على خطوة من هذا النوع قد يعرضهم للنقد وتوجيه التهم وكذا للمسألة والضغوطات اليومية, وقد يصل الأمر إلى أن يفقدون وظائفهم بتهمة صناعة (صواريخ وقنابل كيماوية) وليس جيل متسلح بالعلم والمعرفة يساهم في بناء بلده وخدمة أمته.
ثانيا من جانب الطلاب:
- الوضع القائم في البلاد لم يعد محفزا على الطموح والإبداع.
- عدم وجود بيئة آمنة وحرية كافية لممارسة مهنة الصحافة والإعلام.
- تعرض صحف للإغلاق والمداهمات المسلحة وصحافيين للسجن والضرب والمضايقات.
- تضييق الخناق على الصحفيين من خلال الرقابة اللصيقة للمكالمات الهاتفية وغيرها من وسائل الرقابة القذرة والهابطة والعبثية..!!
- معاناة العاملين في وسائل الإعلام وشكاواهم المستمرة من تدني الأجور.
- توجيه النقد لأي مسئول حكومي سواء أكان محلي أو أمني أو متهبش أراضي.. أمر محرم وغير مقبول يستدعي المحاسبة والتحقيق وتوجيه تهم الخيانة والعمالة على الرغم من أن ما يمارسه فساد واضح ومكشوف يضر البلاد والعباد.
- سيكتشف الطلاب عند ممارسة عملهم بأن أبناء مدينة عدن "هنود وصومال" وأن المدينة التي وقعت فيها اتفاقية الوحدة هي "نيودلهي" وليست عدن وأن الرجل الذي تنازل عن 90 بالمائة من الثروة وثلثي المساحة من أجل وحدة طوعية وبحسن نية هو "جواهر آل نهرو أو عبد الكلام" وليس الرئيس الوحدوي علي سالم البيض وأن أبناء الصبيحة قطاع طرق، وأبناء أبين "البدو" غدارين، وأبناء ردفان والضالع مصاصو دماء وقتله، وأبناء حضرموت والمهرة جبناء.. وأن ضحايا حادثة الأمن السياسي في التواهي "شوية أخدااام" وغيرها من النعوت والأوصاف التي إذا ما رفضتم التعامل معها أو السماح بنشرها فإنكم لن تسلموا من تهم الخيانة والعمالة.. ويا سلام سلم على الوحدة..!!
- عدم القدرة على تأسيس مشاريع صحفية مستقلة ناجحة بسبب غياب الإمكانات أو بسبب الدعم المشروط, وإذا ما نجح البعض في تجاوزه أو الحد منه فإنه لن يسلم من معاول الهدم التي تنطلق من داخل السلطة المتحجرة والمسكونة بالتبعية والإخضاع ونظرية المؤامرة.
- سيكتشف الطلاب أيضا أن مقولة "العمل تحت سقف الوحدة" كذبة أو خدعة كبرى والمطلوب هو العمل تحت سقف السلطة..؟!
لهذه الأسباب وغيرها قد يعزف الطلاب عن الالتحاق بدراسة الصحافة والعمل فيها, ومما سبق سيخلصون إلى نتيجة مفادها أن الصحافة أصلا لم يراد لها أن تكون السلطة الرابعة وإنما السلطة الراكعة..!! فهكذا تريدها الأنظمة العربية أن تكون بينما هي راكعة مستسلمة عند أقدام (ويكيليكس) العظيم..!! ومع كل تلك الممارسات التعسفية والصبيانية, فإنه لا ينبغي الاستسلام أو الرضوخ, فالصحافة والإعلام تظل مهنة شريفة وسامية وإن حاول البعض تشويهها أو الحط من قدرها..!!
b.shabi10@gmail.com