فارس مناع: ارسلت في الحرب الخامسة لتفادي سقوط الجيش
بقلم/ مأرب برس - ايلاف
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 16 يوماً
السبت 07 أغسطس-آب 2010 11:27 م

* حاوره غمدان اليوسفي.

أطلق تاجر السلاح اليمني فارس مناع نداء استغاثة باسم اهالي صعدة وطالب الدول الخليجية عامة والمملكة العربية السعودية وقطر خاصة بالتدخل وتقديم الدعم والمساهمة في إعادة إعمار المحافظة. وفيما حمّل في حديث مع ايلاف الدولة مسؤولية انتشار السلاح في الاسواق اكد ان السلاح الذي يحمله الحوثيون يعود اصلا الى الجيش اليمني.

فارس مناع، اسم ذاع صيته بين أسطر الأخبار كإحدى أبرز الشخصيات المؤثرة في المجتمع اليمني. لكن كل ما يعرف عن "الشيخ فارس" هو أنه تاجر سلاح ويعد أحد أبرز ثلاثة تجار سلاح في المنطقة، إلى جانب قيامه بأعمال تجارية أخرى.

يقول مناع إنه ليس تاجر تجزئة وأنه يعقد الصفقات بين شركات الأسلحة والدول وبينها دول عربية وأفريقية كما يقول، ومهمته الدخول كوسيط بين هذه الدول والشركات في روسيا وعدد من دول أوروبا وأوروبا الشرقية وله مكاتب عدة في تلك الدول.

ذاع صيت فارس من خلال هذه المهنة ويعمل منذ قرابة 20 عاما فيها وكان له مكتب في مركز التجارة العالمي الذي استهدف في أحداث ايلول- سبتمبر.

دخل كرسول –كما يحب أن يصف ذلك نفسه- من الرئيس اليمني إلى الحوثيين وذلك أثناء الحرب الخامسة في صعدة حيث يقول إنه ساهم في إنقاذ لواء كامل وقع في فخ للحوثيين وكاد يباد.

وقد غادر اخيرا سجن الأمن القومي بعد أن ظل مسجونا قرابة شهرين بتهم تتعلق بحرب صعدة، وهو يعمل اليوم على إنشاء ما أطلق عليه بـ "مؤتمر السلام الوطني" المتعلق بصعدة على وجه الخصوص.

حول جميع هذه القضايا يتحدث فارس مناع لـ إيلاف من مكتبه المطل على حرم جامعة صنعاء في أول حديث له لوسيلة إعلام غير محلية.

في ما يلي نص الحوار.

*أولا.. هل نستطيع القول عن فارس مناع شخصية غامضة لا يعرف عنه الكثير سوى ما يتداوله الناس في الأخبار؟

بالنسبة إلي لا أحب التحدث عن نفسي، ولم يصادف التحدث عن هذا الأمر، ولكن أقول إنني "فارس محمد حسن مناع" ولدت في إحماء الطلح في محافظة صعدة عام 1970، تلقيت الدراسة في القرية ثم انتقلت إلى مدينة صعدة لإكمال الثانوية وخلال دراستي كنت أساعد الوالد في إدارة شؤون القبيلة التي كان هو شيخها، وكذلك في عمل تجاري متقطع إضافة إلى الإشراف الزراعي وفي إنشاء بعض الجمعيات الزراعية في الثمانينات والتسعينات.

 بعدها انتقلت إلى العاصمة صنعاء في العام 1991 وأكملت دراستي في جامعة صنعاء كلية التجارة والاقتصاد عام 1994، تلقيت دراسات في إدارة أعمال في لندن لعدة فترات وإجادة اللغة الإنكليزية وبعدها مارست أعمالا سياسية ودخلت في انتخابات نيابية عدة فترات وكنت مشرفا على الانتخابات من قبل الحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام" وحصدت مقاعد محافظة صعدة كلها، واستطعت انتزاع دوائر كاد يسيطر عليها حزب الإصلاح "أكبر أحزاب المعارضة".

وبتنسيق مع الأخ الرئيس "حفظه الله".. لدينا أيضا الجانب التجاري، نحن لدينا تجارة لا بأس بها منها في الصرافة والتعامل مع البورصات العالمية، إضافة إلى التجارة في قطع الغيار والحديد، والدخول كوسيط تجاري لعمل صفقات الأسلحة كغيرنا من الشركات العالمية التي تسهل عمل صفقات بين الدول وشركات مصنعات للأسلحة.

** هذه هي النقطة التي يريد الناس معرفة تفاصيلها، هل بالفعل إن فارس مناع إحدى أبرز ثلاث شخصيات في المنطقة تتاجر بالسلاح؟

نعم.. نحن نقوم بتسهيل الصفقات بين الدول والشركات المصنعة للأسلحة، من حيث تخفيض أسعارها ومن حيث تسهيل بعض الشروط التي قد تختلف الشركات مع الدول في توقيع العقود عليها، فعدة عقود شاركنا في تسهيلها والتوقيع عليها مابين الدول والشركات المصنعة، حيث توجد دائما خلافات حول الأسعار والشروط وغيرها، ونحن نقوم بالتقريب بينهم والوصول بهم إلى الاتفاقات، هذا دورنا فقط.

**هل نستطيع معرفة عدد الصفقات التي تمت ودخلتم فيها كوسطاء؟

عددها كبير جدا، منها بين اليمن وروسيا وبين اليمن وأوكرانيا، وبين اليمن ودول أوروبية شرقية وكذلك صفقات بين دول أفريقية كثيرة مع روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وتشيكيا وغيرها، طبعا لا أستطيع أن أحصي عدد الصفقات خصوصا في الجناح الأفريقي وجناح اليمن، وكذلك دول أخرى.

** الجميع يعلم عن سوق السلاح سابقا في صعدة، هل تتاجر بالسلاح في الأسواق المحلية؟

لا.. لم أفعل هذا على الإطلاق، هذا الكلام يقوله الناس المغرضون، ويطرحون تلك الإشاعات، نحن نعمل ضمن دستور وقانون يمني وقانون دولي لا نستطيع العمل خارج إطاره ونحن ملزمون به، وما يقوله بعض الحاسدين والحاقدين والمغرضين ليس سوى تزييف للحقائق، وحاولوا ولكن فشلوا ولم يجدوا أي شيء مخالف قانونيا، ونحن واثقون من أنفسنا ونحن أحرص من الذين يرددون ويقولون إننا تجار أسلحة وتجار حروب، بل هم تجار الحروب، ونحن نعمل بشكل قانوني وفقا للنظام المعمول به.

**حول الصفقات، هل عقدت صفقات سلاح لدول عربية غير اليمن؟

هذا شأن شخصي.

**هل أنت وكيل لشركات أسلحة، يقال إنك وكيل لـ "ميج"؟

لست وكيلا ولكن مستشار لعدة شركات أجلب لها صفقات، وسأتابع هذه الأعمال بما يكفله لي القانون الدولي والمحلي، ولا يستطيع أحد أن ينتزع حقا من حقوقي.

**هل لديك مكاتب رسمية في روسيا والدول التي تعقد معها صفقات السلاح؟

نعم.. لدينا مكاتب في كل الدول التي نعقد فيها صفقات..هذا ما يخص سيرتي ووصلنا إلى النهاية.

**المعذرة لكن لم نصل إلى نهاية السيرة في ما يخص هذا الأمر والناس تريد معرفة المزيد كي تتضح الصورة أكثر، والحديث يدور حول بيع السلاح في الأسواق؟

أنا قلت هذا الكلام وأوضح أريد أن أطمئن الناس وأقول: أتحدى أن يقدموا أي دليل حول هذا الأمر، وأنا مستعد لإثبات صدقنا وإثبات كذب من يدعي علينا.

**هل لأن إحدى أهم أسواق السلاح كانت في محافظة صعدة تلقي باللائمة على فارس مناع؟

أصلا تجارة السلاح في اليمن كما تعلم شيء طبيعي، الدولة هي التي تتحمل المسؤولية جراء تجارة الأسلحة في الأسواق، هي التي فتحت المجال لتجارة السلاح في الأسواق، هي التي ملأت الأسواق بالأسلحة، ولذلك أنا أسأل "من المسؤول، فارس مناع، أم الدولة؟"

**قلت إن الدولة ملأت الأسواق بالأسلحة، هل تقصد أن السلاح يخرج من المعسكرات الحكومية ويباع في الأسواق؟

طبعا نعم.. يباع من المعسكرات إلى الأسواق، وتسرب حسب أسلوب معين.

حرب صعدة

**لو سألنا.. من أين يأتي السلاح للحوثيين؟

هذا شيء طبيعي، وقد توصلنا إليه وعرفناه.. أنا عرفت من خلال المعارك، كل ما يأتي للحوثي هو من مواقع الجيش، وقد أثبت ذلك من خلال الإطلاع على سلاح الحوثيين المسلحين به، فلوحظ أنه كله من قطع السلاح التي يتم الاستيلاء عليها من المواقع العسكرية، ومن خلال تجربتي في الحرب الخامسة كنا نحاول أن نوقع مواقع عسكرية في أيدي الحوثيين، ونهاجم ونخاطر بأنفسنا كي نتفادى وقوع غنائم من أسلحة الجيش للحوثيين.. وأريد القول إن هناك تواطؤا في بعض مواقع الجيش لتسليم السلاح للحوثيين، واتضح أن ذخائرهم من الجيش وبندقياتهم وسلاحهم كله من الجيش، وهناك صور ووثائق تثبت ذلك، وكل ما يثبت ذلك موجود، الأمر أصبح واضحا، وأصبح لا لبس فيه.

**ألا يوجد لدى الحوثيين أصناف أخرى من السلاح غير التي لدى الجيش؟

لا.. كلها من الجيش وموثقة. ولو تنظر من أين تم شراؤه فستجد أنها كانت متواجدة في منطقة عسكرية معينة، وصرفت في تاريخ معين من المخازن المعينة، وهي الان مع الحوثيين..ذخائر الكلاشنكوف كلها من الجيش، الآر بي جي كلها من الجيش، السيارات العسكرية، وكان الحوثي وحدة مسلحة من الجيش اليمني، هذا شيء واضح وموثق.

**كنت وسيطا بين الدولة والحوثيين؟

لم أكن وسيطا ولكن كنت رسولا من رئيس الجمهورية.

**كما تشاء، كنت رسولا في الحرب الخامسة، ما الذي قمت به حينها؟

قمنا بدور كبير في إيقاف الحرب، كان الوضع العسكري للجيش صعبا فتفادينا سقوطه، وكان وضع أحد الألوية وهو لواء الشهاري صعبا جدا، فتدخلنا وأوقفنا سقوطه وفكينا الحصار عليه، وكان بين قاب قوسين أو أدنى من السقوط وقمنا بفتح الطرق وتثبيت وقف إطلاق النار، وإنهاء حالة التمترس.. حققنا السلام بشكل كامل ولكن تجار الحروب تضايقوا من إرساء السلام ورفضوا أي سلام يتحقق عن طريقنا، لا نعلم السبب لماذا، يخونون وطنهم ونحن نريد فعل الخير وهم يريدون التخريب.

**يتضح من كلامك أنك كنت على علاقة وثيقة بالرئيس ليبعثك كرسول إلى الحوثيين.. ما الذي حدث وتغير لكي يتم القبض عليك وإدخالك السجن؟

الذي حصل أن ضغوطات من أقطاب السلطة "التحتية"، ضغطت على الرئيس وشوهت ونقلت، أقاويل كاذبة إلى حد أنني كنت لا أصدق أنهم سيؤثرون بالأخ الرئيس، لكن طيبتنا وسجيتنا التي تربينا عليها وفطرتنا القبلية وصدقنا وثقتنا طرحتنا بأننا لا نعبأ بكل الأكاذيب التي تطرح لأننا واثقون من أنفسنا، فقد يكون هناك ضغوط تحتية على الآخ الرئيس.

**ممن هذه الضغوط التي مورست على الرئيس؟

بصراحة، من قبل جهاز الأمن القومي.. ذلك الجهاز الفاسد، وأرى أنه لا إصلاح للدولة إلا بعد إلغائه، هذا رأيي، وسيظل رأيي عنه وأتمنى من الآخ الرئيس أن يسمع نداءنا بأن يحاسب الأمن القومي وأن يوقف عمله لمصلحة البلد، ومصلحته هو، بماذا سيذهب إلى الانتخابات القادمة، لا يوجد حل أمامه إلا أن يحل الأمن القومي، هذا إذا أراد المؤتمر الشعبي "الحزب الحاكم" أن يفعل شيئا في الساحة وإلا فإنه سيضيع في الانتخابات، لأن الأمن القومي سحب قاعدة المؤتمر الشعبي ودمره في الساحة.

**شقيقك حسن مناع، أقيل في المرحلة ذاتها من قيادته لمحافظة صعدة.. هل السبب كان اعتراضه على سجنك؟

حسن مناع لم تتم إقالته، بل هو استقال حين علم باحتجازي ورفض أن يستمر في العمل. فكيف يستمر في العمل وقد تم إيقاف شقيقه ظلما وعدوانا، ورفض أن يستمر في العمل ولكن احتراما للأخ رئيس الجمهورية "حفظه الله"، وتقديرا لما بيننا وبينه من علاقات لم ننشر استقالتنا حبا ووفاءً من شقيقي للأخ الرئيس لأنه يكن له الحب والاحترام.

مؤتمر السلام

** تعدّون حاليّا لما بات يعرف بـ "مؤتمر السلام الوطني" الخاص بالسلام في صعدة.. ماذا سيفعل هذا المؤتمر في ظل الإشكالية الكبيرة في صعدة؟

المؤتمر أنشئ من حاجة ضرورية فرضها الواقع الحالي في صعدة، أنشئ من خلال توافق أبناء محافظة صعدة خلال زيارتنا الميدانية لها، حيث توافدوا من كل المديريات وطالبوا بوجود تجمع قبلي واجتماعي لتولي حل مشكلة الحرب في صعدة. طالبوني بذلك نظرا إلى عدم تواجد الدولة بشكل كبير.

**هل يضم المؤتمر أطرافا في الدولة والحوثيين؟

المؤتمر حيادي، يضم أبناء محافظة صعدة وبقية المحافظات التي تضررت من الحرب، هو تكتل حيادي يرى مصلحة المحافظة.. وسيطرح نقاطه بكل صراحة وسيناضل من أجلها، وسيضم في وسطه علماء ورجال أعمال ومزارعين ومشائخ وعمالا وجمعيات، وأعضاء مجالس محلية، وكل الأطياف، الرأي سيمثل هؤلاء.

**ما الذي سيفرض على الحوثيين تحديدا؟

بالتأثير الشعبي والقاعدة الشعبية، سيصبح الحوثيون منبوذين إذا لم يلتزموا. وكذلك الدولة، ستخرج وستكون محاصرة، وأريد القول إنه لايوجد دولة من دون شعب.

** هل تعتبر اليوم صعدة في يد الحوثيين عمليا؟

صعدة في يد أبنائها، والحوثيون يقومون بدور الدولة في بعض المناطق وذلك نظرا لغياب الدولة، ولكن بشكل عام يحكمها الواقع والعرف القبلي المعتاد.

**ماذا عن السعودية وقطر في هذا الشأن؟

أنا أدعو المملكة العربية السعودية وقطر الى دعم التنمية في صعدة والوقوف إلى جانب مؤتمر السلام. وادعو السعودية الى الوقوف إلى جانب هذا المؤتمر لكي يتحقق أمنها، كما ادعو القطريين إلى التنسيق مع المؤتمر لأنه يمثل أبناء صعدة وهو الذي سيقدم عوامل النجاح، لا نريد منهم أي شيء سوى تحقيق مصلحة عامة للجميع.

**لكن هناك إشكالات كبيرة منها النازحون وإعادة الإعمار وغيرها.. ألا ترى أنها ستقف عائقا أمام هذا المؤتمر؟

هذا المؤتمر أنشئ لحل هذه الأزمات، وسنعمل على حلها وعلى الدولة أن تقوم بواجبها، كما أناشد السعودية ودول الخليج بأن يساهموا في إعادة إعمار صعدة، أناشد الجميع بحق العروبة والإسلام بالمساهمة في هذه المهمة.. نحن جميعا تضررنا في هذه الحرب، أنا شخصيا تضررت وقصفت بيوتي وممتلكاتي.

**بالمناسبة.. كم بلغت الخسائر في قصف المنازل في صعدة؟

أكثر من مائة مليون دولار، في المنازل.. غير الممتلكات.

**هل كان يوجد في تلك المنازل سلاح؟

نعم كان يوجد سلاح للدولة. وحسب توجيهات الدولة قمنا بشرائه وتوريده بحيث نحفظه كي لايصل إلى الحوثيين ولكن في الأخير هناك فشل ذريع من خلال معلومات الأمن القومي التي تقدم للدولة.

 

* نقلاً عن موقع ايلاف اللندني