اليمن: عيد بطعم البارود
بقلم/ موسى النمراني
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 5 أيام
الأحد 20 سبتمبر-أيلول 2009 07:13 م

مرة أخرى يعلن الرئيس اليمني عن هدنة بين الجيش وبين الحوثيين ، لكن اللافت في هدنات الحرب الأخيرة أنها تولد ميته فلم تتوقف الحرب هذه المرة حتى ساعات كما كان يفترض ويتوقع بعد خطاب الرئيس الأخير الذي برأ فيه الحوثيين ضمنيا من تهمة اختطاف الأجانب حين ألغى شرط تسليمهم للمخطوفين من بين الشروط التي كان يطرحها الجيش لإيقاف الحرب وبقيت خمسة شروط قال يحيى الحوثي في حديث تلفزيوني أنهم يقبلون بها رغم أنها لا تقدم حلول ا لجذر المشكلة وأنها كلها معالجة لآثار الحرب فقط وأنها لاتضمن لهم أي حقوق مواطنة أو سياسية أو ثقافية كما يجب.

مرت حتى اليوم نهاية الأسبوع على مجزرة العادي التي ارتكبت بحق 87 طفل وامرأة من النازحين الذين كانوا عالقين في منطقة العادي شرقي منطقة حرف سفيان وهي الجريمة التي اقشعر لها جسد الإنسانية في شتى أنحاء الأرض وطالبت عدة جهات محلية ودولية بفتح تحقيق شفاف في أسباب المجزرة إلا أن الجيش الذي أعلن عن تشكيل لجنة تحقيق لم يسمها سارع في نفس الخبر إلى نفي أي وجود لنازحين في المنطقة المذكورة وقال أنها "منطقة عمليات عسكرية " ولم ينس أن يتهم الحوثيين باستخدام المدنيين كدروع بشرية وهو مايرد عليه الحوثيين بأن المواطنين هم أبناء البلاد وأن السلطة تستهدفهم كمدنيين أصلا وتقوم بعمليات تهجير جماعية بحق السكان .

النازحون لا يزالون بانتظار تحرك دولي عاجل لإيقاف مايمكن أن يكون كارثة إنسانية بكل المقاييس في حال تأخر وصول المساعدات الإنسانية إلى النازحين أكثر مما حدث، إضافة إلى وصول الإغاثة إلى تجمعات النازحين الذين علقوا في مطاق صحراوية أو جبال في الطرق التي قطعت بعد نشوب الحرب.

على الصعيد الميداني لم تسترح آلة الحرب وأرواح سكان صعدة حتى يوم العيد من استقبال شبح الحرب والتعايش معه أو الموت فيه حيث قال مصدر غير مؤكد مقرب من الحوثي قائد المطار قتل اليوم أثناء محاولته الهجوم على موقع القشله , وعلى نفس الصعيد قام الحوثيين اليوم بإسقاط طائره عموديه عندما كانت تحاول ضربهم بالقرب من موقع قهلله كما نشر الحوثي صورا قال أنها تثبت أنه سيطر على منطقة الجبل الأحمر وهو موقع الاتصالات العسكرية وقال أنه غنم معدات عسكرية ثقيلة وأجهزة اتصالات حديثة قام بتدمير بعضها وعلى الضفة الأخرى قال مصدر عسكري مسئول اليوم الأحد، 20 أيلول، 2009 أن من أسماهم بـ عناصر التمرد والإرهاب واصلت خروقاتها لوقف إطلاق النار حيث قامت في ساعة مبكرة من فجر اليوم وبأسلوب مخادع بمهاجمة مدينة صعدة من عدة اتجاهات وتصدت لها وحدات من الجيش والأمن وكبدتهم خسائر فادحة .

وأوضح المصدر ان تلك العناصر شنت هجومها نقطة المقاش و نقطة عين المحيطة بالمدينة، بالإضافة إلى مهاجمة موقع جبل الصمع، واتهم المصدر الحوثيين باستغلال إعلان الحكومة وقف إطلاق النار وإيقاف العمليات العسكرية لتحقيق انجاز لها على الأرض بعدد سلسلة الضربات الموجعة التي تلقتها طوال الأيام الماضية على أيدي أبطال القوات المسلحة والأمن والمواطنين الشرفاء وبعد التقدم الميداني الهام الذي أحرزته القوات المسلحة والأمن خلال الأيام القليلة الماضية على أكثر من جهة وخاصة محور سفيان حيث تمكنت القوات المسلحة والأمن من السيطرة على الشقراء الاستراتيجي ووادي شهوان وطهرتها من العناصر الإرهابية بحسب المصدر المسئول..

من جانبه نفى الناطق الرسمي باسم لحوثي صحة تصريحات المصدر العسكري المسئول وقال في رسالة عن مكتب الحوثي "لا صحة على الإطلاق لما تناولته بعض وسائل الإعلام عن مواجهات في محيط مدينة صعدة ومحاولة اقتحامها، وهذا يندرج ضمن التبريرات التي تحاول بعض الأطراف تسويقها من اجل إبقاء الحرب تحت هذه الذرائع الغير صحيحة.

 

وقال الحوثي أن هدف تلك الأخبار الكاذبة تسويغ الاعتداء الذي ما توقف في مختلف المناطق عندما قامت السلطة من منتصف ليل أمس وحتى كتابة هذا الخبر بقصف صاروخي ومدفعي مكثف على المناطق السكنية في عموم مناطق (محافظة صعدة) تحاول هذه الأطراف تغطية هذه الاعتداءات العدوانية بحق المواطنين في يوم عيد الفطر المبارك بتبريرات واهية وغير حقيقية بحسب الحوثي .

وأشار الحوثي إلى انه وفي (مديرية حرف سفيان) ما تزال المواجهات مستمرة في الجهة الغربية للمدينة وقصف صاروخي ومدفعي متواصل، وفي (منطقة المنزالة - مديرية الملاحيط) يتواصل القصف الصاروخي والمدفعي مستهدفاً أغلب المناطق السكانية المجاورة في قرى مران ومديرية الملاحيط ومديرية شدى.

وبحسب مكتب الحوثي فقد استهدف القصف الصاروخي المناطق السكنية في محيط (مدينة صعدة - المقاش ، العند ، محضة ، بني معاذ ، سودان ، الخفجي ، الطلح ، آل مطيع ، ربيع ، آل شليل ، الابقور ، آل خميس ، آل غبير ، ال بيان ، الحمزات ، آل حميدان ، آل ذرية ، آل مزروع ، الضميد )

وأكد الحوثي أنهم مضطرون لمواجهة الاعتداءات "إذ نحن معنيون بالواقع الميداني أكثر من أي ضجيج إعلامي وعلى السلطة إثبات مصداقيتها في وقف الحرب وتثبيته في أرض الواقع"

وهكذا .. بين غبار المتقاتلين في الميدان وتكذيبهم لبعض في الإعلام تضيع الحقيقة دائما .. لكنها هذه المرة تسربت من أطراف الطرقات الترابية المسدودة والملغومة غالبا واتساع مخيمات النازحين .. وتجمعاتهم أيضا التي لا يعترف بها طيران الجيش ويعتبرها أهدافا عسكرية .. من هذه المسام الصغيرة يتنفس العالم الشيء اليسير من أوجاع صعدة.