آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

اليمن في خطر !!
بقلم/ صالح القلاب
نشر منذ: 14 سنة و 9 أشهر و 29 يوماً
الثلاثاء 01 سبتمبر-أيلول 2009 09:43 م

الخوف كل الخوف أن يتحول القتال المستمر بين الحكومة اليمنية والحوثيين الذي أطلق عليه اسم الحرب السادسة إلى حرب منسية والى حرب أهلية وبخاصة بعد أن بدأت القبائل المتنافسة بالإصطفاف بعضها إلى جانب هذا الطرف وبعضها الآخر إلى جانب الطرف الآخر .. أن هذا تطور خطير وهو إن إستمر وإتسع نطاقه وعم البلاد كلها فإنه سيتحول إلى فوضى عارمة.

إنه من الأفضل أن يبقى القتال، الذي لا يوجد أي أفق لإنتهائه في وقت قريب، بين الجيش وبين مجموعات الحوثيين المسلحة فدخول القبائل بتناقضاتها وتعارضاتها وتنافسها على الخط سوف يحرف المواجهات عن اتجاه سيرها الحالي فالتركيبة الديموغرافية في اليمن تركيبة قبائلية ولعل ما يضاعف مخاطر إنزلاق هذه البلاد، إن لم تحسم الأمور بسرعة، نحو الفوضى أن هناك متربصين كثرا في المنطقة وخارجها ينتظرون لحظة كهذه اللحظة.

لا يجوز زج القبائل التي يصل تسليح بعضها إلى مستوى تسليح الجيش اليمني في هذا القتال المتواصل منذ أعوام عدة والذي بلغ ما يصفه اليمنيون أنفسهم بأنه الحرب السادسة فهذا سيفتح ثغرات كثيرة في جدار الدولة وهو سيشجع كثيرين في الخارج على مد أيديهم للعبث بالأوضاع اليمنية الداخلية على غرار ما حصل في فترات سابقة .. وهاهي الشواهد منذ ستينات القرن الماضي وحتى الآن شاخصة ومعروفة .

لا يتمنى لليمن هذا البلد العربي العزيز أي سوء إلا مارق يكره نفسه وأمته ويقينا أنه إذا عمت الفوضى هناك، لا سمح الله ولا قدر، فإن المنطقة كلها سوف تدفع الثمن وإن القاعدة ستشرش من ردفان وحتى صعدة ومأرب وأن تورا بورا أخطر كثيرا من تلك الافغانية ستطل على منطقة الخليج وعلى الجزيرة العربية كلها وعلى ما بعد الجزيرة والقرن الإفريقي .

إن ما يجري في اليمن خطير للغاية وأن ما يضاعف خطورة هذا الذي يجري آلاف المرات هو تعاظم النـزعة التشطيرية في الجنوب وهو أن كثيرين من رموز الوحدة وفرسانها قد إنقلبوا على أنفسهم وعلى مواقفهم وأصبحوا ليس ينادون فقط وإنما يعملون في السر والعلانية للعودة إلى واقع ما قبل العام 1995 .

ربما وقعت بعض الأخطاء خلال هذه المسيرة الوحدوية التي إقترب عمرها من عقدين كاملين من الزمن وربما أن واقع حرب العام 1994 قد فرض نفسه على معادلة علاقة الجنوب بالشمال وعلاقة الشمال بالجنوب خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة لكن هذا الوقت ليس هو وقت التلاوم والتمترس في الخنادق التبريرية المتقابلة فاليمن كله بشماله وجنوبه في خطر وعلى الحريصين على هذا البلد بشماله وجنوبه أيضا أن يعضوا على الجرح وأن يتناسوا أوجاعهم أمام وجع الوطن كله.. إن اليمن في خطر وإن هذا الخطر سيبقى قائما حتى وإن خسر الحوثيون المعركة المحتدمة الآن في عمران وحرف سفيان وصعدة .

مرة أخــرى يجب عدم زج القبائل في هذا القتال الذي تشير بعض التقديرات إلى أن نهايته ربما ليست قــــريبة فالمعادلة التي بقيت تحكم العلاقات بين القبيلتين الرئيسيتين حاشد و بكيل ربما تتعرض للإهتزاز إن أقحمت القبائلية في هذا الصراع الذي يجب أن تنتصر فيه الدولة على الحوثيين لأن عدم إنتصارها سيشجع إيران على المزيد من التدخل في الشؤون العربية الداخلية وهو في الوقت نفسه سيؤدي إلى فوضى عارمة في بلد تركيبته فسيفسائية وموقعه إستراتيجي حيث يطل على حقول النفط في الخليج والجزيرة العربية ويطل أيضا على مضيق هرمز وعلى باب المندب وله مشاطأة طويلة على البحر الأحمر وعلى بحر العرب.

*نقلاً عن صحيفة "الرأي" الأردنية