آخر الاخبار
عبد المجيد الزنداني : الوحدة والانفصال
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 6 أشهر و 14 يوماً
السبت 09 مايو 2009 06:24 م

*تقسيم اليمن مخطط قائم لكن ليس كل ما يريده الأعداء ينفّذ

 * اليمن في هذه المرحلة بحاجة إلى التناصح والمكاشفة.

 * أطالب بوقف التعديلات الدستورية ومنع الاعتداء على الدستور

 * الذين يثيرون الفتن بين أبناء شعبنا يخدمون دعاة الفوضى الخارجية

 * حماية مصالح الشعب يتطلب وقف التدخلات الأجنبية في بلادنا

 *لامكان للدويلات الهزيلة والضعيفة

 * نهب الأراضي والعجرفة حول أنين الجنوبيين إلى حراك

 * جمعية علماء اليمن دورها ضعيف ولاتتحرك إلا إذا طلب منها

 * أبناء المحافظات الجنوبية أشد حبا للوحدة ومناصرةً لها .

 * افتراء ( النوبة ) تزامن مع أباطيل الصحيفة الأمريكية

 * لم أبح دماء الجنوبيين والقضاء أدان من زعموا تلك الإشاعات

حاوره /صفوان الفائشي

في هذا الحوار الذي نجريه مع رجل عاصر أحداث مختلفة ، له حضوره وتأثيره ، قد تختلف مع أرائه أوتتفق معها لكنها تبقى بالتأكيد أراء لعالم فاضل وشيخ جليل هو العلامة عبد المجيد بن عزيز الزنداني - عضو مجلس الرئاسة سابق وعضو جمعية علماء اليمن ورئيس جامعة الإيمان – حيث بدأ حديثه لـ ( أخبار اليوم ) هادئا كعادته متكلما من نقطة البداية المتمثلة في احتفال شعبنا اليمني بذكرى الوحدة المباركة ، مخاطبا أهل اليمن بأن العصر لامكان فيه للدويلات الهزيلة والضعيفة مذكرا إيّاهم بما صنعوا من منجز الوحدة للمسلمين والعرب ، محذرا إيّاهم ألا يفسدوا الوحدة بسوء الأعمال ولا يفسدوها بردود الأفعال .

نص الحوار :

** تحتفل اليمن قيادة وشعبا بالذكرى التاسعة عشرة لاستعادة الوطن لوحدته المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م فما هو الجديد الذي يمكن أن يقوله الشيخ الزنداني بهذه المناسبة ؟

أقول يا أهل اليمن أنتم في عصر لامكان فيه مشرّف للدويلات الهزيلة والضعيفة والعاجزة ’ وقد كسبتم شرفاً بين المسلمين والعرب ، وحققتم هدفا لايرضى عنه أعداؤكم وحققتم وحدة شعب يمني طالما كانت أملاً ، فلا تفسدوها بسوء الأعمال ولا تفسدوها بردود الأفعال غير الناضجة ، كالذي يشكو من الألم في جزء من أجزاء جسمه فيطلب بتر ذلك الجزء بدلاً من معالجته ، نعالجه ونأخذ له الأدوية ونحافظ عليه .

كما أنادي أبناء الشعب اليمني حكاما ومحكومين للحفاظ على هذا المكسب العظيم بالحق والعدل ، والحرية السياسية وضمان حريات أبناء الوطن وتوفير كل فرص العيش الكريم ، حافظوا عليها بالتعبير الصحيح ضد الأخطاء وضد الفساد بكل صوره وأشكاله ، وأن يكون تعبيركم صحيحا ومشروعا .

** ما هو تفسيركم لما يسمى بالحراك الجنوبي والذي بلغ حد الدعوة إلى الانفصال ؟وإزاء ذلك سبق وأن تناقلت وسائل الإعلام مايسمونه بالحراك الصحراوي وهل تعتقدون بان ذلك الحراك يتكأ على عامل خارجي وبالتالي قد يفتح مجالاً للتدخل الإقليمي والدولي خاصة مع تنامي ظاهرة القرصنة في المياه الإقليمية ؟

شيء يثير الدهشة والعجب أن نرى هذا التغير في المواقف الكثيرة من إخواننا أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ، وقد كانوا أشد حبا للوحدة ، ومناصرة لها ، ووقفوا معها موقفا قويا عندما هددت في عام 1994م ، لكن هذا الذي نشهده اليوم كنا نسمع عنه منذ سنوات حيث كنا نسمع أن هناك مظالم ، ونسمع أن هناك من ينهب الأراضي وأن هناك من يتعامل بشيء من القسوة والعجرفة ، وكنا نتحدث بذلك إلى المسؤلين ، ولكن يبدو أن المعلومات التي كان يتلقاها المسؤلون كانت غير دقيقة ولاتعكس حقيقة الأمر فتفاقمت الشكوى وازدادت حتى وصلت إلى أنين ، ووجدوا أنه لاأمل في العلاج فظنوا أن مشكلتهم ه الوحدة وأنهم إن تخلصوا من الوحدة سوف يتخلصون من أسباب الأنين ومن أسباب الضيق وبعض المظالم التي حلت بهم وهذا خطأ، والأكثر خطأً وفداحة هو أن تعبأ نفوس أبناء الشعب في المحافظات الجنوبية ضد نفوس أبناء الشعب في المحافظات الشمالية ،وكأن أبناء المحافظات الشمالية هم المسئولون عن هذه الظال ، وهذا غير صحيح لسببين الأول : أن أبناء الشعب ليسو هم السلطة التي تمارس هذه الأعمال ، كما أنهم ليسو راضين عنها لأنهم أيضا يتعرضون لنفس هذه المظالم وإن كانوا قد تعودوا عليها وألفوها وتهيأو للتعامل معها فأصبحت لاتؤثر عليهم تأثيرا كبيرا .

نعم المظالم هي مظالم ، ولكن هذا خطأٌ كبيرٌ جداً أن يتحول العداء إلى شعب ، وإلى عداء بين أبناء الشعب الواحد ، نحن شعب مسلم ، شعب يمني ليس بيننا أيّ فوارق ، لاإختلاف ديني ولاإختلاف عرقي ، ولاإختلاف طائفي ، ليس بيننا أيٍّ من هذه الاختلافات التي تمزق الشعوب والأمم الأخرى .

نحن شعب واحد وأن تعبأ النفوس بهذا ، وأن تطلق الألقاب المسيئة التي تجرح القلوب والنفوس ، مثل (دحباشي ) ، والله نهانا عن ذلك ونهى كل مسلم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات11/49)

فهل إثارة هذه الأحقاد بين أبناء الشعب هو العلاج؟هذا داءٌ جديد ومرض جديد ، ضد الأمة وضد أبناء الأمة .

 ثم أنه كان الأصل أن يتوجه الأمر إلى السلطات المسؤولة عن هذا ، وإلى الجهات المعنية التي تمارس ذلك ، والأخ الرئيس قد اعترف بهذا وقال هناك أخطاء ، الحمد لله ، إذاً هذه الأخطاء يجب أن تصحح تصحيحاً حقيقياً ، وإلا إذا لم تصحح فستبقى خطراً على وحدتنا وعلى قوتنا وعلى ديننا وربما على استقلالنا، إذاً تستطيع أن تقول أن المرض واحد وهو الفساد بكل صوره وأشكاله ، الذي يعترف به الحكام والمحكمون .فكيف نعالج هذا الفساد ؟ وكيف نصحح أوضاعنا ؟ هذا سؤال يجب على كل أبناء الشعب اليمني أن يبحثوا عن جواب له.

أما سؤالك فيما يتعلق بالحراك الصحراوي فأنا أرى - وللأسف – أن الحكومات العربية عموما والإسلامية بين ضغطين ، ضغط الإملاءات الخارجية والمصالح الخارجية ، وبين ضغط المطالبات الشعبية ، فهذه الحكومات تستجيب في الغالب للمطالب الأجنبية ، لأن القوى الأجنبية لديها وسائل ردع تفرضها من عقوبات على الدول ن ومحاسبات على المسؤلين ، ولأشياء أخرى ، ويكفينا أنهم يطلبون البشير وهو رئيس دولة عربية يطلبونه إلى المحكمة ، ويكفينا أنهم دخلوا العراق وقضوا على صدام وساقوه إلى المشنقة .

فالحكام يخافون من هذه القوى فيجاملونها وفي الغالب على حساب مصالح البلاد ، بل وفي بعض الأحيان على حساب دين الأمة ، ونحن نقول إذا أستمر الحال على ما هذا فإننا سنجد أنفسنا ننفذ البرنامج والمخططات الأجنبية بأيدينا ، وسؤالك عن الحراك الصحراوي أنا كنت أحذر من قبل من المطامع الاستعمارية في بلادنا ، لأن المطالب الاستعمارية في بلادنا تريد أمرين وأمر ثالث كوسيلة من الوسائل فما هذه الثلاثة الأمور؟

هم يريدون الثروة ( النفط ) والسيطرة عليه وابتزازه وبيعه بأبخس الأثمان ، وهذا لن يتأتى لهم إلا إذا أوجدوا دولة ضعيفة هزيلة عاجزة عن أن تحمي مصالحها تحتمي بهم من جيرانها ( أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد وأبناء الأمة الواحدة ) وتمكن هؤلاء المستعمرين من ثروات البلاد وتأخذ لها شيئاً قليلاً من الثروة.

وهذا الحراك الصحراوي المتمثل في الجوف ، مأرب ، شبوة ، حضرموت ، المهرة ، هي الإقليم البترولي في بلاد اليمن الذي ظهر فيه البترول اليوم ، والسكان في تلك المناطق قليلون ، وإذا تحرك حراك سياسي باسمهم وكان لهم دولة وكيان سياسي في النهاية، ماهي النتيجة ؟ النتيجة أننا سننشأ نشؤ دولة ضعيفة عاجزة عن أن تدافع عن نفسها تحتمي بالخارج وتمكنه من أمرها وسيادتها ، ويأخذ السيادة ويتحكم كيفما يشاء ثم ينهب الأرض والثروة ، ويختص بها من دون أهلها ، وهي أهداف ليست جديدة وهذا الحراك الصحراوي يحقق هذا الهدف ، وكذلك الحراك الجنوبي ، هم يريدون باب المندب لتأمين طرق الملاحة البحرية لتجارتهم ولا يريدون أن يكون هذا الممر تحت سلطان أهله ، فالعلاج الذي ارتأوه لتحقيق أهدافهم هو أن تقوم دولة ضعيفة هزيلة في هذه المنطقة عاجزة عن أن تحمي نفسها وبما شيء من الرواتب الشهرية للجند والعسكر الذين ستتخذهم لحماية هذا الممر فيستعملونهم ويستأجرون هذا ، وينشئؤون ملك لهم، ومن ثم يأجرون لمن يريد الاستئجار من هذا الكيان الضعيف الهزيل.

أما بقية الشعب فيزرعون بينهم العداوة والبغضاء ويجعلونهم يتقاتلون ويفتكون ببعضهم البعض ، وأنا الذي أراه اليوم أن الأمور تتجه نحو هذا الاتجاه ، والطريق إلى ذلك أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ( الفوضى الخلاقة ) ، ونحن الآن نعيش بداية الفوضى ‘ والرئيس قد أخبر بذلك وحذر منه ، وأخبرنا عن إمكان أن تكون بداية صوملة ، أوتكون عرقنة كالعراق ، أو ستصبح الحرب من طاقة إلى طاقة ، يعني الفوضى ، وهذه الفوضى هي الهدف للاستعمار .

أما تقسيم اليمن إلى أربع دويلات فقد نشرته البنتاجون وأنزل خريطة ضمت الشرق الأوسط الكبير الذي يقوم على تقسيم الدول العربية ، وأعلن في حينه وتحدث عنه الناس ( تقسيم المقسّم ) وتقسيم البلاد العربية وإضعافها حتى لاتكون هناك دولة قادرة على أن تتخذ موقفا قويا يوما ما ضد إسرائيل ، وهذه المواجهة بحاجة إلى أمن تمنحه الدولة الكبيرة التي ستكون المنطقة يومئذٍ وهي إسرائيل ،

لكن ليس كل مايريده ويتمنّاه الأعداء يتحقق ، هم يخططون والشعوب إذا وعت أمرها وأخلصت لقضيتها وأوقفت التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية ووحدت صفوفها ، إن شاء الله ، تقف وتصد كل هذه المؤامرات الأجنبية .

وأنا أقول للحكام يجب عليكم أن تختاروا شعوبكم ويجب عليكم أن توقفوا المؤامرات والمخططات الأجنبية ، ولا تستسلموا لها لأنكم مهما عشتم في هذه الحياة ستموتون وسيكون السؤال ماذا أجبتم المرسلين ؟ وليس ماذا أجبتم الدول وغير الدول ، وسيسألهم عن مصالح شعوبهم ، وسيسألهم الله عن كل مواطن من المواطنين تولّوا أمره ورعايته .

ولكن يجب علينا أن نساعدهم ويجب علينا أن نعينهم في الحق ويجب علينا أن نناصحهم ، ويجب علينا أن ننهاهم عن الخطأ الذي يمكن أن تقع فيه بعض الأجهزة في تصرفاتها وسلوكها.

** هناك من يردد أنّ الوحدة انتهت برأيك على ماذا يبني مزاعمه من يقول مثل هذا القول ؟

هو يرى الآن أن هناك روح شديدة نافرة من الوحدة وتعلن ذلك ، ويرى هذه الروح تسري وهاهي الآن تمتد إلى المناطق الصحراوية وما الأزمة التي في صعدة ليست ببعيدة ،وهذه الأوضاع كلها تبعث على اليأس ، لكن ما زال في الإمكان أن تبعث الآمال – إن شاء الله – وإذا وقف الناس موقفا واحدا وتكلموا بما جرى ويجري على الأرض وكيف يمكن أن يمنع ذلك ؟ وكيف يجب أن يتمكن الشعب اليمني أن يجتمع ويجتمع قاداته الفعّالة التي يستجيب لها لمناقشة الأمر فلعلّ الله سبحانه وتعالى أن يدلّهم على ذلك ، بشرط أن يتجاوب الأخ الرئيس مع هذا ، فهو الذي يستطيع أن يحّول الأقوال إلى أفعال ، والأماني إلى سياسات عملية ، ويجب على الناس أن ينصحوه ويقدموا له النصح الخالص ويجب عليهم أن يبينوا له الحقائق ، وأن يساعدوه بعد ذلك في القيام بالحق وألا يسايروا أيّ تصرف تقوم به الحكومة يكون متضمناً لشيء من الظلم أو الفساد أبداً.

 ** هناك مقولة مفادها بأن الوحدة ليست خلقاً لمعدوم لكنها تأكيداً لموجود فما هي في نظركم ضمانات استمرار الوحدة والمحافظة عليها؟

أقول ليس لدينا في اليمن أيّ عامل من عوامل الفرقة الحقيقية التي تمزق الشعوب والأمم ، وليس لدينا دينان ، وليس هناك تفرقة دينية ‘ ليس لدينا أعراق بل كلنا عرب يمنيون ، ونحن مسلمون وليس لدينا طوائف بفضل الله ، فالأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى التمزق والتفرق غير موجودة .

لكن ما الموجود عندنا ؟ الموجود أن الأدوات التي يجب عليها أن تمنع الظلم والاستبداد ، وأن تحمي الحرية السياسية ، وأن تحمي الحقوق وأن تدافع عن مصالح الشعب ، وأن توقف التدخلات الأجنبية في بلادنا ، هذه الأدوات غير فعّالة إلى جانب السياسات الخارجية المفروضة علينا بسبب ضعفنا ، كما هي كل دول العرب الضعيفة ، نستسلم ونستجيب لهذه الضغوط الأجنبية ، فإذا رجعت إلى الدستور ، ستجد من الجانب الإسلامي دستورا مقبولاً قريبا لايوجد له مثيل ، وسترى من الجانب الحقوقي وضمان الحريات وحقوق أبناء الشعب منضبط.

لكن ما الذي جرى ؟ الذي جرى أن كثيرا من الحقوق التي يضمنها الدستور بدلّت باسم القوانين ، ووضعت لها قوانين تفرغها من محتواها ، فرأينا عددا من القوانين تنتقص من الضمانات التي قدمها الدستور لأبناء الشعب ، والناس ساكتين ، والشعب لا يمنع هذا ، بل يمر هذا عبر مجلس النواب وعن طريق الأغلبية نفّذ ذلك ، بل الأدهى والأمر أن يتم الاعتداء على الدستور ، كل (شويّة ) تعديلات دستورية ، فلماذا وضعوا الدستور ؟ يوضع الدستور كي يعبّر عن الثوابت التي لا تتغير إلا بفترات طويلة من الزمان ، ليضمن هذا الدستور استقرار البلاد . لذلك أنا أطالب بإيقاف كل التعديلات الدستورية ، ومنع الاعتداء على الدستور ، وأن تكون هناك سيادة له وحماية ، وإلا ستنتهي كل جهود أبناء اليمن ، وجهدهم الذي قدموه من أجل حياة دستورية صحيحة ، سوف يضيع ويتبخر ، ولذلك السبب رأينا انتقاص لهذه الحقوق والحريات باسم القوانين ورأينا القضاء الذي يجب أن يفّر الناس إليه ، رأيناه فاقداً للاستقلالية ، مع أن الدستور ينص على استقلالية القضاء ، وبالتالي فقد الناس الأمل أين يشتكون ؟ أين يذهبون ؟ أمّلّ الناس على الانتخابات فإذا بالتزوير والرشوة والأموال والإعلام والتطبيل ، وإذا بنا نعيش انتخابات كالانتخابات في دول العرب التي تتحكم بها السلطة وغابت عنها النزاهة والحرية ، ليس ( 100%) ولكن بنسبة كبيرة ويكفي أن تأتي النتيجة حسب المطلوب ، حتى الذين ينجحون من جانب الأخر من معارضة وغيرهم ، فربما أدى ذلك إلى صراع وإلى إحتشادات عسكرية ، وإلى ، وإلى ، لماذا هذه الفوضى ؟ .

أنا أطالب بمفوضية للانتخابات شعبية مستقلة تدير الانتخابات بعيدا عن الدولة وسلطتها كما في السودان الآن ،لأنك أنت الآن أين تذهب ؟ الأجهزة والجهات المسئولة عن حماية الدستور وحماية القانون وحماية الشعب وحماية المواطنين أصبحت مفرّغّة من محتواها ، وباستمرار يسير السير بهذه الصورة ، فالنتيجة ماهي ؟ النتيجة أن الناس يشعرون بالظلم وإذا زاد الظلم عن حده يحدث أشياء كما ترى هذا الحراك الذي إذا أنطلق بدون وعي وبدون تقدير وبدون معرفة وكيف يعالج حتى لايتحول إلى مثل ؟ هذا إنه يعالج بإزالة أسباب الظلم وإيقاف المظالم.

** هل أنتم راضون عن دور جمعية علماء اليمن باعتباركم أحد الأعضاء الفاعلين فيها ؟ وهل انتم راضون عن جهود ودور علماء اليمن بشكل عام ؟

نفس الشيء ، نفس ما أصابنا في كل مؤسساتنا ، انتخابات ليست حرة ولانزيهة ، تأتي بمجلس نواب ذات أغلبية مضمونة ساحقة ، ماتريده الدولة ينفذ وإن كان خطأًً ،وإن باطلاً ، ومايريده الشعب لايجد من يعبّر عنه

قضاء بدلاً من أن يحكم بشرع الله يحكم بالتليفون ، غير مستقل ، وكذلك العلماء الذين يجب أن يقولوا كلمة الحق ، أنشئت لهم جمعية علماء اليمن وانا أحد أعضاء جمعية علماء اليمن ، كم من الحوادث التي مرت في بلادنا ؟ لاتتحرك لها جمعية العلماء أبدا ، ولاتتحرك إلا إذا طلب منها أن تتحرك ، تحركات موجهّة – للأسف – مع أن فيهم علماء أخيار وفضلاء وأتقياء ومن خيرة علماء اليمن لكنهم ما تعودوا أن يقولوا كلمة الحق وان يعبّروا عما يجب عليهم ، وأن يتحروا بالبيان والتوضيح ، فأصبحت الجمعية لاتجتمع إلا إذا طلب منها . فهل للجمعية دورٌ في قضية غزة ؟ وهل للجمعية في قضية اليمن ؟ وكم هو دورها في كل القضايا اليمنية ؟ كم مرت من أحداث ؟ في قضية الإساءة إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ، وفي قضية سب الله ، قضايا كبار وقضايامزعجة .

فترى موقفا ضعيفا ، ولذلك فإن العلماء الذين يشعرون بالمسؤولية بين يدي الله يضطرون أن يصدروا بيانات باسم علماء اليمن ، وهؤلاء جزاهم الله خير، بقية العلماء يقولون أن هؤلاء العلماء يقولون الحق ويعرفون أنهم يقولوا ماكان يجب على الجميع أن يقوله ، ولذلك نحن نجد مطالبات بإصلاح وضع الجمعية كما حدث في مؤتمر الفضيلة فقد كان الجميع يطالبون بإصلاح وضع جمعية علماء اليمن والارتقاء بدورها ، وأن تقوم هذه الجمعية باستيعاب جميع علماء اليمن ، وأن تطبق قوانينها ، حيث أن لها قانون يملي عليها أن يكون هناك اجتماعات كل أربع سنوات أو كل ثلاث سنوات على ما أظن ، لكننا نجد أنه ومنذ أن قامت جمعية علماء اليمن وإلى اليوم لم يعقد هذا الاجتماع ، لأجراء انتخابات وتقويم الجمعية وأنشطتها ، لكننا نسأل الله أن ييسرّ للعلماء أن يتحركوا وأن يشعروا بمسؤولياتهم بين يديّ الله لأنهم إذا لم يقوموا بهذا لعنهم الله ، كما قال الله(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ( البقرة:159-160).

فإذا بنا نرى الناس هذا يؤخذ ماله وهذا تغتصب أرضه ، وهذا يظلم ، وهذا يسجن بغير حق .

فإلى من يضجون ويفزعون ؟ إلى القضاء ، إذا كان القضاء غير مستقل ، إلى مجلس النواب لكن مجلس النواب إذا كان يتكون من الأغلبية المريحة ، إذاً كيف ؟ الحقيقة أننا لابد أن نوجد مؤسسات تضمن حماية الدستور وتضمن تنفيذ القانون وتضمن إعادة الحقوق إلى أهلها.

** بماذا ترد على ما مزاعم النوبة التي قال فيها أنك اجتمعت مع وزير العدل وبحضور عدد من العلماء وأفتيتَ بإباحة دماء الجنوبيين كما أوردت صحيفة ( الأيام ) ؟

لاحول ولا قوة إلا بالله ، هذا الكلام يذكرني بما نشرته صحيفة ( الشورى ) عام 1993م حيث زعمت أني أفتيتُ باستباحة دماء الجنوبيين في ذلك الوقت ، وقالت أن هذا الخبر نشر في صحيفة ألمانية ، وهذا كلام مضحك ما علاقة الألمان ؟ ! هل هم يعرفون أننا المفتي حق الألمان ؟! لكنهم في الحقيقة كانوا يريدون أن يفروا من المسؤولية ، ولكنهم تورطوا ثانيةً عندما قالوا أن هذا قد نشرته صحيفة( الحياة ) اللندنية في عددها وذكروا رقم العدد ،وأنا يومها كنتُ عضو في الرئاسة فقلت بيننا وبينهم القضاء فاتجهنا إلى القضاء الذي طلب منهم الأدلة فعجزوا ، أما نحن فطلبنا ذلك العدد من صحيفة ( الحياة ) وجئنا به من جدة ، وتصفحته المحكمة من أوّله إلى أخره فلم يجدوا أيّ شيء ، لانقل عن صحيفة ألمانية ، ولا كلام للشيخ الزنداني .

وهكذا من يريد أن يتهم إنسان يقول أيّ كلام ، والناس يتناقلوه وأصدرت المحكمة حينها حكما قضي بإلزام الصحيفة بالاعتذار وبالغرامة المالية ، وبالإغلاق مدة ستة أشهر ، ونشر الحكم الصادر ضدها ثلاث مرات ، ووقع ذلك كله ، ومع هذا فبعض الناس لايزالون إلى اليوم يقولون أني أفتيت هذه الفتوى بإحة دماء الجنوبيين في عام 1993م ، كذباً وزوراً وباطلاً، وأنا لا أدري من أين جاء النوبة بهذه المعلومات ، ولا أدري من عند من هي ؟ وكيف يتناقلها بعض الناس وبعض وسائل الإعلام .

ولهذا فأنا أؤكد بالقول لم يحصل بيني وبين وزير العدل ، ولامع العلماء الذين ذكرهم ،أنهم حضروا مع وزير العدل ، ولم أتحدث بهذا الموضوع ، ولم يطرح هذا الموضوع لا في الحاضر ولا الماضي ، ولم اعرف به إلا عندما نقله لي بعض الإخوة نقلاً عن صحيفة ( الأيام ) أي أنني لم أعرف به إلا من صحيفة ( الأيام ) ، وهذا كذب وزورٌ وباطل ، كتلك الأكاذيب التي نقلتها الصحفية الأمريكية .

لكن ماذا تفعل ؟ أصبحنا في فوضى عارمة من يملك (شويّة )أوراق وحبر( مداد ) له الحق أن يشوّه من يشاء ، وأن يكتب كيفما شاء ، وضد ماشاء ، ويسيء إلى من يشاء ، ولا أملك إلا أن أقٌول إنا لله وإنا إليه راجعون ، وأرجوا أن يبين الأخوة في صحيفة ( أخبار اليوم ) هذا ، مساعدة في إظهار الحقيقة .

** بعض منتقدي الشيخ عبد المجيد الزنداني يقولون بأنه كان من أبرز المعارضين للوحدة ويستشهدون بالمحاضرات التي وزعت عبر أشرطة الكاسيت في العام 1990م كيف توضحون هذا اللبس خصوصا والمغالين في نقدكم يكررون مثل هذا الطرح ويبالغون فيه ؟

هذه أكذوبة أخرى من الأكاذيب التي صنعها ضدي في ذلك الوقت كثير من السياسيين عمداً ، حيث أنهم عندما جاؤنا بدستور الوحدة كان مليئا بالمخالفات الشرعية ، والإساءة إلى ديننا ، فأعترضتُ على تلك الإساءات وعلى تلك المخالفات ، فقالوا الزنداني عدوا للوحدة فقلت وقتها ونشرت عدة أشرطة كاسيت بينتُ فيها أني لست ضد الوحدة وإنما أنا مع الوحدة ، الوحدة دِين ، ولكن هذا الدستور بمضامينه الباطلة غير صحيح في بعض مواده ، وأنتم تعرضون الدستور للاستفتاء ، فيجب علينا أن نبيّن للشعب اليمني الأخطاء في هذا الدستور ، ولست ضد الوحدة ولكني ضد هذا الدستور الذي يتضمن مبادئ علمانية ، وقد نشرتُ هذا وكان كلامي في هذا واضحا وجلياً والحمد لله ، قامت الوحدة وأستفتيّ على الدستور ، وعدلّت تلك المواد التي كنا نشكو منها وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى ، وقد عرف الناس عندما تعرضت الوحدة للخطر كيف كان دوري وموقفي في الحفاظ على الوحدة .

** جوقة الناعقين داخليا وخارجيا يطلقون لوسائل إعلامية محلية وخارجية بأن اليمن على حافة حرب أهلية بماذا تنصح هؤلاء وكل وسائل الإعلام التي تأجج الفتن وتعمل على إثارتها ؟

الذين يؤججون الأوضاع ويحاولون إثارة الفتن بين أبناء شعبنا اليمني أقول لهؤلاء أنهم يخدمون سياسة كوندليزا رايس ( الفوضى الخلاقة ) ويخدمون دعاة الفوضى الخارجية ، ويساهمون في إشعال النار ، وفيصب البنزين على النار ، ويشعلون النيران وإثارة الفتن والأحقاد والضغائن ، ولاشك أن هذا الأمر لايجوز وخاصة الذين يتنابزون بالألقاب وكل هذا نهى الله عنه وحذر من الوقوع فيه .

** هل سمعتم بما نشرته الصحفية الأمريكية(بادي فنج ) وما صحة مانقلته عنكم ؟

هذه الصحُفِيّة اشتغلت بطريقة مخالفة لآداب وقواعد العمل الصحفي ، هي لم تأتي إليّ بصفتها صحفية أو على أنها تعمل في المجال الصحفي ، ولم تخبرني أنها كذلك ، وإنما سمعتَ أن هناك وفدا أكاديميا من إحدى الجامعات الألمانية ، يريد أن يزور جامعة الإيمان ، كي يناقشنا في قضايا أكاديمية وعلمية ، فحضرت مع الوفد ، وسألت سؤالا ، وأنا في فئة أكاديميين علميين ، وكان لابد أن أبيّن الحقيقة الفكرية والنظرية للموقف الذي نحن بصدده ، وقد أجبت عليها بعد بيان أكاديمي تأصيلي إزاء الحكم الذي تسأل عنه ، وقد سألت عن قتل المدنيين ، فقلت لها قتل الأبرياء في ديننا حرام ،حرام ، حرام ، سواءً كان مدنيا أو عسكريا مادام بريئا، والمدنيون هو مصطلح غربي ونحن نصطلح عليه ونطلق عليهم أبرياء ، فكل من كان بريئا أو مستأمنا أو مواطنا وحتى ضيفاً ، ومن دخل البلاد بعقد أمان لايجوز الاعتداء عليه ، هذه كانت إجابتي عن سؤالها حيث كانت تسأل عن هذا الموضوع ، ولكني كنتُ مع الفئة الأكاديمية وتكلمتُ عما يسمونه بـ ( الإرهاب ) فبينتُ لهم أن في مصطلحنا الشرعي ، مصطلح يسمى الجهاد ، وهو مصطلح شرعي ، والله يأمر به في القرآن قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) (الصف /10-11) .

والجهاد ينظمه الحاكم والإمام وتنظمه السلطات ، والأمة تستجيب له عبادة لله جل وعلا ، وطاعة له ، ونصرة للحاكم ، والأهداف التي يقوم من أجلها الجهاد هي الأهداف المشروعة كالدفاع عن الوطن إذا أُعتديّ عليه ، وقمع الفتن ومنعها ،إذا حدثت في الداخل ، ومنع الفوضى والاضطرابات ، وإنفاذ الحقوق إلى أهلها وإقامة شرع الله الذي هو قانون الأمة ودين الأمة وشريعتها ، فبينتُ هذه الخلفية ، وقلت لهم ليس هناك دولة فيما أعلم دولة ليس لها جيش وليس لها أمن ، فلماذا كل الدول لها جيوش وأمن ؟ إما لحماية حدودها من العدوان وأرضها وبلادها وحقوقها ومن أجل حماية وحدتها وشعبها ، وكلنا متفقون حول هذه المبادئ ، وهذه هي المبادئ التي يدعونا ديننا لحمايتها ، وأن نقيم من اجلها الجيوش ، ولكن هذا يسميه قرآننا وديننا الجهاد في سبيل الله .

وقد أصدرت بيانا ووزعته على الصحف حول هذه الملابسات فأرجوا أن يرجع إليه ،لكن هذه الصحفية افترت وكذبت ووضعت أكاذيب ملفقّة وباطلة ، فزعمت أن لي ضلع في قضية ( كول ) مع أن قضية ( كول ) قد عرضت على المحاكم اليمنية ، والمتهمون فيها قد عُرِفُوا ، والمحاكم أدت دورها ، وقال القضاء اليمني كلمته فيها، لكنها تصرُ على أنه لابد أن نتهمك يا زنداني بشيء ، وإذا كان القضاء قد بتّ في هذه القضية ، هم يحترمون القضاء عندهم ولكنهم لايحترمون قضائنا.

ثم زعمت أن أمريكيا اسمه ( ووكر) طالب في جامعة الإيمان وقد وجدوه يقاتل في أفغانستان ، و( ووكر) هذا ليس طالبا عندنا ، ولايوجد اسمه في الجامعة إنما كان يأتي لزيارة بعض أصدقائه في الجامعة ، ونحن لانمنع الناس من زيارة أصدقائهم ، ولكن هذه الصحفيّة نشرت هذه الأكذوبة ، والأباطيل ، وأكدت بفعلها هذا أنها ليس صحفية إنما تقوم بوظيفة أخرى غير مهنة الصحافة .