آخر الاخبار

أكثر من 22 عاماً واجهزة معمل الحاسوب بجامعة تعز خارج إطار العصر والتكنولوجيا.. برنامج حيث الإنسان يحدث نقلةً تعليميهً مثالية ومتطورة وينعش الأمل في صفوف طلاب الجامعة عاجل .. البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء إلى مدينة عدن... ضربة موجعة للمليشيا الحوثية الدراما اليمنية.. بين إثبات الذات وتجاوز التحديات تعرف على طرق تخفى مسيرات الحوثيين في البحر الأحمر؟ الكشف عن مخطط أمريكي إسرائيلي لنقل سكان غزة على 3 دول أفريقية مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر الشركة الإسلامية اليمنية للتأمين تسلم الدفعة الأولى من مبالغ التعويضات لعدد من التجار المتضررين اليمن: توقعات بهطول أمطار متفرقة خلال الساعات القادمة 9 عادات صحية وغذائية سيئة ينبغي تجنبها في رمضان.. تعرف عليها العميد طارق :القوى الوطنية تتُقرِّب من النصر المؤزر واستعادة الدولة ومعركة اليمنيين ضد الحوثيين هي معركة أجيال ولن تتوقف إلا بدفن خرافة الولاية

بيت في صنعاء أو كنز في سمرقند ؟!
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 3 ساعات و 52 دقيقة
الجمعة 14 مارس - آذار 2025 10:13 م
  

بالأمس وأنا أشاهد مقطع فيديو عن مدينة سمرقند التاريخية في أوزبكستان قلت للزوجة: 

_ أنا أسأل الله أن يرزقني الفوز بجائزة كبرى كي أستطيع السفر للسياحة في أوزبكستان. 

ردت بامتعاض: 

_ أسأل الله يرزقنا الفوز بجائزة كبرى لنشتري بيت ملك مش تسافر الخارج تتمشى كم يوم وترجع لنا فقير نقير.! 

وأنا صممت على السفر وهي صممت على البيت الملك.!

ورأسها وألف سيف الا البيت والا البيت.!

أعوذ بالله من العناد عند النسوان، ما تشتي الواحد يشم له هواء حتى أسبوع.! 

 

حاولت أجي لها من هنا أو من هنا علشان أسافر وهي مصممة الا نبدأ بالبيت.! 

طيرت لي بالمزاج وعكننت علي وأفسدت علي متعتي حين صممت على البيت وذكرتني بالإيجار والمؤجر، وهو كابوس ثقيل يعرفه كل مستأجر.

 

كنت قد سافرت بخيالي إلى بلاد ما وراء النهر، وبدأت أتجول بين معالمها لكن الزوجة دمرت كل خططي وأحلامي كما ضرب ذلك الشاب بالأمس البنية التحتية لأحلامي وآلامي عندما وصفني بالشيبة.! 

ألاقيها من أين وإلا من أين أنا ؟! 

 

يعني لو الواحد سافر تلك البلاد وتجول بين الآثار والمعالم مش جايز وأنا هناك ومذهول من عظمة تلك المدارس التاريخية والقباب المزخرفة وأثناء ذهولي أسمع قرقعة تحت قدمي وأحفر وألاقي كنز خبأه تيمورلنك لحفيده، أو أجد جرة ذهب أهداها لأحد أولاده فدفنها في جدار يريد أن ينقض فأقامه حتى تقع في يد العبد لله كما وقعت التفاحة بأيدي نيوتن.

جايز .

 

يعني كان وقته فقه الأولويات عند الزوجة ما يظهر الا وأنا مستمتع بالفيديو وقد سافرت بخيالي إلى سمرقند ؟!

 

أتذكر أنني ذات مرة أخبرتها بأنني لو فزت بجائزة الملتقى للقصة القصيرة في الكويت سأسافر إلى أوروبا، سأذهب إلى البوسنة في رحلة سياحية أغير لي جو عدة أسابيع ..

قاطعتني : 

_ ستسافر لوحدك وتتركنا هنا ؟!

_ نعم لوحدي ، أريد أن أكون خفيفا منطلقا ..

قاطعتني ثانية : 

_ قسما بالله رجلي على رجلك . 

تماسكت أعصابي وقلت لها : 

_ هي أسابيع فقط وسأعود بعدها إليكم محملا بالهدايا .. قاطعتني مجددا:

_ ستعود إلينا محملا بزوجة بوسنية شقراء من أخواتك في الإسلام هناك، ستهديني طبينة، هذا هو جزاء صبري معك يا خاين يا ناكر العشرة، أول ما ربي فتح عليك تزوجت.

النسوان بوادي ونحن في وادي آخر.! 

يومها انهارت باكية وسط دهشتي واستغراب الأطفال، وأسرعت أقسم لها الأيمان المغلظة أنني لن أتزوج عليها ولا أفكر بالزواج أبدا فهدأت قليلا ثم قالت :

_ تأخذني معك رجلي على رجلك .

_ خلاص ستسافرين معي وأمري لله . 

_ والعيال لن اطمئن عليهم وهم هنا، لا أركن على أحد.

قبلت بسفر العيال على مضص قائلا: 

_ خلاص ولا تزعلي. العيال سيسافرون معنا. 

ثم عادت حينها إلى فقه الأولويات: 

_ البيت الملك أهم من كل شيء.

وبعد محاضرة مطولة حول أهمية البيت أقنعتني بأن نبدأ بالبيت لكننا أختلفنا حول المسبح الذي في الحوش، كان رأيي أنني لابد أن أجهزه بطريقه تسمح بتسخين المياه فيه حتى اذا أردت السباحة فيه أسبح في ماء دافئ. 

قلت للزوجة : 

_ ضروري نجهز المسبح بطريقة... قاطعتني : 

_ أي مسبح ؟

_ المسبح الذي في الحوش.

_ أي حوش ؟ 

_ حوش الفيلا التي سنبنيها لما أحصل الجائزة .

_ مش ضروري المسبح ..

_ أهم حاجة في الحوش المسبح .

_ لو عملنا المسبح الطفل ممكن يغرق فيه، سأظل قلقة عليه اذا خرج للحوش .

_ لا أنا مصمم على المسبح . 

_ والله ما تعمل مسبح وتقلقني على ابني.

_ والله لأعمل مسبح غصبا عنك.

يومها ركبت رأسها وعاندت، وأشتد النقاش بيننا وتحول إلى مشادة ارتفعت فيها الأصوات وكادت تتطور إلى اشتباك فتركت لها الفيلا قصدي الشقة وغادرت وأنا أقسم يمين لأعمل المسبح فهو أهم شيء في الحوش.!

 

المهم بعد ذلك لا فزنا بالجائزة ولا سافرت البوسنة ولا عملنا الفيلا ولا سويت أنا مسبح الذي بالحوش.!

وبالأمس لا سافرت أوزبكستان ولا بنينا البيت ولا استمتعت بالفيديو.! 

عناد النسوان أعوذ بالله.!