بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا هجوم جوي يهز بيروت وإعلام إسرائيلي: يكشف عن المستهدف هو قيادي بارز في حزب للّـه مياة الأمطار تغرق شوارع عدن خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
تحظى الدراما اليمنية بخصوصية بالغة عربيًا وخليجيًا، سيما في رمضان، لما تمتاز به من قرب من الطبيعة العروبية والبداوة والحشمة، والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، مقارنة بغيرها من الدراما العربية والخليجية، رغم ما لديها من إمكانيات كبيرة ودعم رسمي أو منظماتي سخي، لكونها بعيدة جدًا عن هموم الأمة ومشكلاتها، بل وهموم المواطن العربي البسيط ومشكلاته، ولما ينتهجه الإعلام العربي في الجملة من تغييب للوعي والفكر العربي، وإغراق الساحة العربية بكل مستورد أو خليع أو هابط المضمون والرسالة والهدف.
وهذا ما جعل للدراما اليمنية قدرًا مقبولًا من الاحترام والتقدير العربي والإسلامي، يجب الحفاظ عليه وعدم هدره، بل يلزم البناء عليه. بيد أني أزعم أنّ الدراما اليمنية هي الأخرى بدأ يتسلل إليها ذات الداء العربي والتقهقر والهزيمة النفسية والفكرية التي مُني بها الإعلام العربي والخليجي، منذ أكثر من ٦٠ عامًا، وصار إعلامًا موجهاً لتدمير النفسية العربية وسحق القيم والأخلاق، وتكريس التفاهات وصار كثير من منابر الإعلام العربي مكبًا للقمامات الثقافية والفكرية، ومدارس ممتازة للأنظمة الاستبدادية وتزييف الوعي، وتغييب الفكر، والأصالة والهوية العربية.
لذا أرى لزامًا وضع النقاط على الحروف، ورفع الصوت عاليًا لتدارك ما يمكن تداركه، في الإعلام اليمني، عمومًا، والفني، خصوصًا، حتى لا نصل يومًا ما إلى ما وصل إليه الآخرون من تيهٍ وضياع وهدر وإسفاف. وأود تناول الدراما اليمنية من خلال ثلاثة نماذج درامية رمضانية، وهي :
١. مسلسل خروج نهائي.
٢. ومسلسل دروب المرجلة.
٣. وغاغة.
أولاً: مسلسل "خروج نهائي" ، فقد تابعت الإعلانات لهذا العمل الفني الكبير، وحظي مني باهتمام بالغ ومن جمهور المشاهدين، كون المخرج شخصية إبداعية بامتياز ومعروفة، وله أعمال فنية رائعة ورائدة، في الكوميديا السياسية، أبرزها "رئيس الفصل". ثم عنوان هذا العمل، "خروج نهائي" عنوان رائع ومميز ومحل اهتمام الملايين، وظننتُ أنّ المخرج الأستاذ / محمد الربع، سيعالج أم المصائب التي تؤرق المغترب اليمني، وهي "الخروج النهائي"، وما يلقاه المغترب اليمني من بأساء ومحن وكوارث في بلاد الاغتراب، مثل:
١. نظام الكفالة.٢. نظام العمل. ٣. نظام الحقوق والواجبات. ٤. نظام الجنسية والتجنيس. ٥. نظام التعليم والدراسة. ٦. نظام الفيز والاستقدام. وغيرها من المشكلات والبلاوي التي لا علاج لها يلوح قريبا أو بعيدا. !!!. ولا غرو فالأستاذ الربع هذا ميدانه وله القدرة والشجاعه والحكمة الكافية للنقد الصادق والأمين، كعادته، فيما شاهدناه من أعمال سابقة، ولكني تابعتُ بعض حلقات "الخروج النهائي"، ولم أجد أي علاقة بين المسلسل واسمه، مع أنّ الممثلين هم نجوم الدراما اليمنية، ولكن الموضوع والرسالة ميّتة، والعمل كله ليس له من هدف أو غاية، إلا الضحك والضحك فقط، وبصعوبة بالغة، حتى أنني أظن أنّ التمويل المالي هو وراء هذا الهزال والضعف الفني.
أخشى ما أخشى أن يتحول البعض من القامات الفنية والعلمية، في الدراما اليمنية، وهذا ملحوظ وباطراد، على المستوى الفردي والجماعي، أن تتحول بعض الأعمال الكبيرة النادرة إلى ميدان للاقتيات والتكسب، مدى الدهر، وسط أعمال كثيرة وضخمة لكنها تافهة، وإني لأربأ بالأستاذ محمد الربع وغيره من رواد القلم والعلم عن هذا المنحدر، وأطلب العودة الحميدة إلى الخط الفني الجميل الناقد والبنّاء. وإنصافًا للدراما والجهود الكبيرة ل "الخروج النهائي" فإنّ المسلسل أدى دوره الجيد في غرس الابتسامة في وجوه المحرومين اليمنيين، إلا أنه لم يعالج أي قضية اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية ذات بال، فيما أحسب وفيما شاهدته من نماذج، وزاد من ألم الكارثة أنّ إحدى حلقات المسلسل راح المخرج، وفقه الله، يعالج مشكلة الجنّ والعفاريت، في محاولة للإثارة البائسة، والتي ظهر في آخر الحلقة أنّ الحلقة تعالج مشكلة شخصين توأمين متشابهين، وليسو جنًا ولا عفاريت!!.
فقل لي بربك أيهما أولى بالمعالجة هذه القضية المتعلقة بالجن، أو لقيا جثة ميتة، كما في بعض حلقات المسلسل، أو قضايا ومشكلات(٧) مليون مغترب في أنحاء العالم، يتعرضون آلاف المرات للخروج النهائي، في أبأس الأحوال والصور.
ثانيًا: مسلسل "دروب المرجلة" فمع إبداع المخرج أ. وليد العلفي، في اختيار الأغنية البدوية للمسلسل، وجودة أداء الممثلين، وحسن اختيار البيئة الطبيعية البدوية، والسيناريو، وحتى اختيار الملابس، وحسن أداء اللهجة البدوية، وروعة البداية والنهاية لكل حلقة، لكن ركّز المخرج على قضية جزيئية، هي مدار وهمّ الإعلام العربي، وهي المرأة، وقضية الزواج والتحاسد بين الأقران، وتغافلَ عن آلاف القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية والفكرية التي تؤرق المواطن اليمنى، مثل : ١. قضايا العصبية. ٢. قضايا الفقر والمجاعة. ٣. قضايا الأمية والتعليم. ٤. قضايا الحروب القبلية. ٥. قضايا ظلم المرأة والطفل. ٦. قضايا عامة عربية مثل قضية فلسطين، ذات الاهتمام اليمني والعربي الأكبر. ٧. قضايا العمالة والاغتراب. وغيرها من القضايا المحلية والعربية، بل العجيب أنّ المخرج صوّر المجتمع البدوي اليمني كمجتمع برجوازي باذخ، وهو ما يصطدم مع الواقع الحالي، في كل أنحاء اليمن، وتغافل تماما عن مشكلات البلاد، وكأن المسلسل ليمنيين في كوكب آخر!!!.
ثالثاً: مسلسل غاغة: كعادته أبدع الأستاذ الأضرعي محمد، في تقمص رجل الدين المجرم والمختلق والكذاب والأفاك الأشر، والغبي والمحتال، باسم الدين المزيف، وهذا ما أعطى للبرنامج رونقًا خاصاً مميزًا، وأبدع الرجل في اختيار عناوين الحلقات، فوراء كل عنوان أنهار وأنهار من الدماء عبر التاريخ، حاول الممثل الأضرعي مناقشتها علميًا وعقليًا في قالبٍ من الكوميديا السياسية والدينية، بيد أن المسلسل أرى أنه ترد عليه الملحوظات الآتية: ١. كثرة اللعن واللعن الموجه للمخاطبين، وهو وإن كان تمثيل لكنه ورد كثيرًا وبإسفاف، كان يجب التحرز منه. ٢. حبذا الاستعانة ببعض المختصين الشرعيين في علم العقائد لبيان العقائد الفاسدة، في دقيقة أو دقائق معدودة، خاصة فيما يتعلق بالعقائد الغامضة، أو الشائكة. تقبل الله الصيام والقيام وصالح الأعمال والنيات، وكل عام والجميع بخير وعافية.