قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
ندرك برؤية عقلانية أن التكافؤ - بالقوة المادية والعتاد العسكري والدعم الدولي الرسمي - بين الطرفين الصهيوني والفلسطيني منعدم ، وندرك أن الصهاينة محتلين أتو من شتات الأرض، وهدفهم ليس احتلال الأرض فحسب، ولكن قهر الإنسان الفلسطيني والعربي – على السواء - ليكون طيعا وعبدا تابعا لليهود ، سيأتي الدور بعد ذلك على كل العرب ، وقد نجح الصهاينة في تطويع الحكومات العربية دون استثناء ، وأن الصهاينة يراهنون على القوة من جهة وعلى جرجرة العرب وبعض من الفلسطينيين إلى لعبة السلام لانتزاع حقوقهم بالتنازل الطوعي عبر الاتفاقيات الاستسلامية .
وبسبب انعدام التكافؤ هذا يبدو أن الكفة تميل للعدو الصهيوني ، لكن الإيمان بهذه النتيجة على هذا النحو ليست مستساغة ولا مقبولة في نفوس أحرار العالم، والمتعاطفين مع الفلسطينيين، والكل ينتظر معجزة إلهية لإسناد هؤلاء المظلومين المحاصرين حتى من اقرب الناس إليهم فلسطينيين وعربا ومسلمين. لكن أشياء أخرى غير ممكنة التحقـق لليهود.
تستطيع دولة الكيان الصهيوني أن تدمر بآلتها العسكرية الضخمة كل بيوت الفلسطينيين على رؤوس ساكنيها، تستطيع أن تقتل كل قادة المقاومة، تستطيع أن تقتحم قطاع غزة وتمشطه شبرا شبرا ، تستطيع أن تعتقل وتسجن وتحاكم كل من تريد بأي شبهة وبأي وشاية ، كون الإنسان فلسطينيا حرا، أو حمساويا أو جهاديا أو مقاوما، لكنها لن تستطيع أن تنتزع من قلوب الأحرار في فلسطين نزوعهم الفطري إلى المقاومة وتحرير أراضيهم ، مهما كانت كفة الصراع تميل لحظيا لصالح الصهاينة المحتلين والمدعومين من دول العالم أجمع بما في ذلك تواطؤ الدول العربية – بالسكوت أو التعاون العلني مع إسرائيل – كما هو موقف مبارك بإغلاق معبر رفح تحت مبررات أكثر خزيا ، من ذلك أن هذا المعبر لا يصلح فقط إلا للبشر . والله أنا شخصيا لم أستطع أن افهم المعنى بعد استعمال كل قواميس لغات الدنيا بأن معبر رفح لايصلح إلا للبشر فحسب ، ومع ذلك فهو مغلق حتى أمام البشر.
للتذكير فقط ، فإن الصهاينة والوكالة اليهودية الراعية لإنشاء الكيان الصهيوني بدعم من بريطانيا صاحبة وعد بلفور استطاعت قبل قيام دولة الكيان بالقضاء على زعيم المقاومة الأولى الشهيد عز الدين القسام في منتصف ثلاثينيات القرن المنصرم (1936م) ولكنها بعد خمسين سنة أصبحت تواجه كتائب عز الدين القسام، ومنظمات فلسطينية مقاومة عديدة تنشأ وتستمر أوتندثر فتولد حركات مقاومة جديد لم تكن بالحسبان ، فحركة حماس والجهاد وهما أحد هذه النماذج المنبعثة من رحم القضية وعبث الاحتلال.
الأرض المحتلة كلها - بما في ذلك من هم في أراضي 48 أو حدود الخط الأخضر – ستنجب من بين أبنائها مقاومين جدد ليس بالضرورة حركة حماس فحسب، فالإنسان الحر هو مقاوم تحت أي مسمى تنظيمي سواء كان فتح أو الجبهة الشعبية أو الجهاد وكتائب أبو علي مصطفى ، أو كتائب الأقصى ، أو مسمى جديد سيلد من رحم المعاناة ، إن العدو الصهيوني يريد شعبا فلسطينيا يتخلى طواعية عن حريته وعن أرضه وكرامته لكي يسهل عليه إدماجه في سياسة المحتل كيفما شِـيئ له وقـُـدر ، يريد عربا عبيدا يتبعونه ، لقد أفلح الصهاينة في تطويع النظم العربية وسلطاتها وحكوماتها ، لكنهم فشلوا في إقناع الأحرار من التطبيع والاستسلام .
إن الأحرار يرفضون التسليم بحقوقهم مهما كانت القوة المسلطة عليهم، إنهم يرفضون البيع أو التنازل عن أرضهم وكرامتهم وعرضهم ، يرفضون المساومة بالحقوق ، أو التسليم للعدو مهما كانت الظروف صعبة ووسائل المقاومة محدودة والمال شحيح والحصار مضروب ، لقد ضرب الحصار على إخواننا الفلسطينيين ومُـنع عنهم السلاح عربيا، لقد تفتق ذهن الأحرار عن صنع سلاحهم الخاص وتطويره ، لقد بدأت المقاومة واستمرت لسنين وكان سلاحها الحجر، ثم صواريخ القسام محلية الصنع ولمسافة لا تزيد عن اثنين كيلوا ، واليوم تفاجئنا المقاومة بتطوير صواريخها المتعددة بمسافة تتجاوز العشرين كيلوا ، وبصواريخ جراد التي يبلغ مداها أربعين كيلو،ولن يستقر العقل الفلسطيني المقاوم عند هذا فقد يصل بصواريخه إلى جميع مدن الاحتلال بما في ذلك عاصمته تل أفيف. وماذا لو كان لهم دعما عربيا بصواريخ الكاتيوشا وغيرها ، فالمقاومة بجميع الشرائع حقا من حقوقهم.
إن الفلسطينيين في غزة محاصرون سياسيا منذ العامين عندما فازت حركة حماس في الانتخابات النيابية، ومحاصرون كليا منذ ستة أشهر ، ومع ذلك إنهم يقاومون ويحاربون ويصارعون، إنهم يقاومون طائرات العدو وصواريخه وأدوات الدمار بصدورهم العارية، ، ليس لأنهم غير عقلانيين ، بل لأن العدو بعد حصار مرير خيرهم بين الاستسلام أو الموت ، فاختاروا الشهادة والموت على حياة الذل والهوان. لم يعد للفقر معنى ولم يعد للجوع فاعلية، إنهم يتعالون على الفجيعة بصمود لا نعرفه إلا بأساطير الأولين وحكايات الأنبياء ومعجزات السماء ، نجدهم في معركة قرآنية غير متكافئة جرت بين طالوت وجالوت ، ومعركة غير متكافئة بين الرسول محمد صل الله عليه وسلم وكفار قريش في موقعة بدر حين فرضت عليه الحرب.
نتذكر أن عراق صدام حسين اجتاح بقوته أرض الكويت فاستنجد العرب بأمريكا لتحريرها من الاحتلال ، ففعلت أمريكا . لكن الإسرائيليين أيضا يحتلون الأراضي الفلسطينية والعربية ، وقد استنجدوا بإخوانهم العرب فما هي النتيجة ؟ ..
يبقى أن نطرح بعض الأسئلة ونترك إجابتها للقارئ الكريم والمعنيين بالأمر:
سؤال أول: للحكام العرب وهم بنظر علماء السلفية الوهابية النجدية ولاة أمر . لمن يشتري الحكام العرب كل هذه الأسلحة إذا لم يحاربوا أعداء الأمة والمحتلين المعتدين؟ علما بأن ثمنها يستنزف مقدرات الأمة ويدعم خزينة الدولة الأمريكية.
سؤال ثان: لماذا نحرك الجيوش لمحاربة بعضنا البعض فقط . فالحدود بين اليمن والسعودية شهدت حروبا غير معلنة، والحاكم المصري حرك قوته لاحتلال حلايب وهي أرض سودانية ، وليبيا مع تشاد ، والجزائر مع المغرب ، وموريتانيا مع السينغال، والعراق مع الكويت وايران، وقطر مع السعودية وسوريا وتركيا والقائمة تطول...الخ؟
سؤال ثالث وأخير : هل لحرب الصهاينة على الفلسطينيين واحتلالهم للأراضي العربية في كل من لبنان وسوريا ، هل لكل ذلك صلة بمفهوم الأمن القومي العربي أم لا ؟ وماذا تبقى لمفهوم الأمن القومي المصري إذا لم يكن قادرا على ممارسة سيادته على حدوده مع غزة خوفا من اتهام إسرائيل له بدخول سلاح للفلسطينيين عبر رفح ؟ هذه هي الحقيقة الفاجعة .
hodaifah@yahoo.com