وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين
تمر على الشعوب ذكريات لمحطات تاريخية في حياتها سواء كانت تلك المحطات تشكل تغيّرا إيجابيا ليكون محل افتخار فيعدونه عيدا أم تشكل انتكاسة وطنية فتكون ذكرى نكبة، وفي كلا الحالتين فإن تذكر ذلك الحدث واستحضار أيامه أيّاً كان منحاه يُعد ضرورة تمليها القيم الوطنية كون تلك الذكريات تمثل بوابة لانطلاق الشعب نحو تجاوز أسباب النكبة أو تعزيز أسباب الاحتفاء بهذه الذكرى.
يأتي سبتمبر وله في ذاكرة اليمنيين حضورا طاغيا بفعل أحداث كان لها أعمق الأثر في صناعة تغيير إيجابي وآخر سلبي في أنفسهم قبل أن يكون في واقعهم، إذ حدث فيه ثورة وانقلاب عليها ليعيش اليمنيون اليوم واقع الحدث الأخير المتمثل في الانقلاب وفي ذكرياتهم سبتمبر الثورة على الإمامة وفي أحلامهم المستقبلية القضاء على هذا الانقلاب الذي جعل من حياتهم أقرب ما تكون إلى عهد الثلاثي البغيض.
لقد تعرض سبتمبرنا لخطر وجودي يكاد يطمس بهاء نوره بظلام سبتمبر الإمامة إن لم نجعل من ذكرياته محطة محورية تُشعل في النفوس ثورة طاغية على الإمامة وأساطينها.
إن الإحتفاء بسبتمبر الثورة يجب أن يكون وفقا لرؤية مختلفة عن الاحتفاءات السابقة لعام٢٠١٤م، ذلك أن المعطيات الواقعية قد تغيرت، والعوامل الاقليمية والدولية قد تبدلت حدّ الإنعكاس في بعضها، وطرفا النزاع المتمثلان في الجمهوريين والإماميين قد امتلكوا أدوات وأوراق مختلفة تخدم كلا منهما بحسب الخبرة والرؤية والجرأة التي يتميز بها هذا الطرف عن ذاك.
وإن مما ينبغي أن يفقهه الجمهوريون أن غياب الرؤية الإيجابية الفاعلة بالاحتفاء بسبتمبر والتي تمليها ظروف المرحلة وطبيعة الصراع لا يشكل إلا المزيد من هدر الأموال في غير طائل ذلك أن الهدف من الاحتفاء بسبتمبر اليوم لا ينبغي أن يكون في إطار المكايدة مع الإمامة على ما جرى به العرف بين المكونات المختلفة، أو في إطار صناعة الغيظ لكل ضد دون اعتبار لما ينتجه ذلك الاحتفاء من أثر تكون له ارتداداته على الواقع المعاش. ولا أعني بذلك دعوتي لعدم الاحتفاء بسبتمبر إنما يجب أن يصاحب احتفاء الجمهوريين بيوم ولادتهم اتفاق حقيقي بينهم على دفن المشروع المناويء للثورة السبتمبرية دون إعارة اهتمام لماضي المماحكات أو لحاضر المزايدات ليتحقق لهم مستقبل يزخر بالانجازات التي لم ولن تتحقق قبل أن ترقد الإمامة في قبرها.
ولعل عداوة اليمنيين للإمامة لم تعد محل شك لدى كل الأطراف لكن تقصير الكيانات الجمهورية في القيام بمقتضيات تلك العداوة هو الخطأ الذي سيجعل من كل كيان جمهوري هزيلا أمام العدو المتفق عليه وبالتالي يتم تسليم رقاب الجميع لمقصلة الإمامة لتجدد فرحتها الثانية خلال عقد من الزمان. والحق أن تغني الجمهوريين بسبتمبر واحتفائهم به بينما هم أشتات في مواجهة أعدائه لا قيمة له في علم السياسة ولا وزن له في منطق سنن الصراع ذلك أن كل محتفٍ بسبتمبر وهو ما زال في مربع الكيد لأي كيان جمهوري إنما يضع خنجره في خاصرة سبتمبر يوم احتفائه الأجوف به سواء شعر بذلك أم لم يشعر، فما قيمة أن توقد شعلة السادس والعشرين من سبتمبر وأنت في طور الإعداد لاشعال معركة مع المدافعين عنه، أو أن تلك المعركة مع أخيك الجمهوري مسيطرة على وعيك على حساب معركتك ضد أعداء سبتمبر المجيد.
إن ذكرى سبتمبر يجب أن تكون محطة جمهورية لنصرته، ومنعطفا فاعلا يُلحق الهزيمة بأعدائه برؤية واضحة تجعل من استعادة الوطن هدفا لا نكوص عنه ليتمكن الساسة المهووسون بالتشاكس - إن كان لا بد منه - من مواصلة مشاكساتهم على أرضية الوطن بعد استعادته من قبضة الإمامة التي لن يجد أحد في ظلها فرصة للتشاكس مع خصم سياسي أو لنصرة حليف سياسي آخر كون الهزيمة ستكون قدرا محتوما على كل يمني وذاك ما لا نرجوه وما لا نتوقعه.