آخر الاخبار

هربا من الضربات الإسرائيلية..قيادات الحوثي تنقل اجتماعاتها السرية الى إحدى السفارات الأجنبية في صنعاء وعبد الملك الحوثي يفر الى هذه المحافظة المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة الحكومة اليمنية توجه طلباً للمجتمع الدولي يتعلق بملاحقة قادة جماعة الحوثي وتصنيفها إرهـ بياً مصرع احد قيادات الحرس الثوري الإيراني بدمشق الكشف عن مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية'' أربعة سيناريوهات محتملة للحرب الاسرائيلية البرية على لبنان أمنية عدن تناقش عدة ملفات بينها تحركات مشبوهة لخلايا حوثية

في الصحافة والاخلاق
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: سنتين و 10 أشهر و 13 يوماً
السبت 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 06:29 م
 

امتهان الحرف والقلم مهنة عشق لا تقف عند الرغبة في الكتابة وخربشات القلم .. بل هي اخلاق أولا ثم ضوابط وخصوصيات

من مدرسة الصحافة ، وواقع الممارسة ، وتجارب الكبار تعلمنا:

كيف يجب ان نكتب !!

وماذا نكتب ؟!

ولماذا نكتب؟!

تعلمنا ان الصحافة مهنة اخلاق تنظمها مجموعة من القواعد التي يحكمها

الضمير اولا ، وتسيطر عليها المصداقية والامانة ..

وهنا بيت "العصيد" ، الذي دفعني اليوم للكتابة عن الاخلاق والصحافة.. التي ضاعت قيمها في زحمة النسخ واللصق ، والسرقة ، والتدبيح والمتاجرة بالكلمات .. الحرفة القديمة الجديدة للبعض.

اتذكر زميلا (خريجا) كان معنيا بالصفحة الثقافية في صحيفة الثورة ربما ببراءة "لطش" نصا للاديب والشاعر الايرلندي بيكتب وذيله باسمه ..

شاعت القصة بين الزملاء وكانت عليه كارثة مدوية ..غادر صاحبنا على اثرها الصفحة والصحيفة ..

فحيث تكون رقابة الوعي .. تكون الاخلاق حدا فاصلا بين المهنة والممارسة.

الاستاذ والايقاعات:

صوت الاستاذ يطرق اذني كلما هممت بالكتابة:

راجعت اللي كتبته يا عبد الوهااااب..؟!!

كان دوما يرددها بنبرة صوت هادئة مسحوبة من بين الاوراق ، وهو يجلس في صدر مقيل الثورة (المؤسسة) ، يمضغ وريقات القات بين كومة من الصحف والمجلات العربية وتقارير الوكالات .. عيناه تتفحصان الحروف والكلمات ، وقلمه يتدخل عندما يعن له التدخل .

تعودت سماع تلك العبارة عندما تكون له ملاحظة على المادة التي اسلمه لطلب رأيه واجازته.. حتى وان كان غير معني بالاجازة والنشر .. كانت ثقتي بقراءته ، ونزاهة قلمه ، ومصداقية رأيه لا تقف عند حد ..

لم يكن صحفيا عاديا ، كان يقرأ الاحداث ويحللها برؤية المسقتبل وروح العصر ..

وكانت ايقاعاته ( ايقاعات العصر) تقدم في الثورة كل صباح رأيا وفكرا تتجسد فيه المسؤولية ، وتبرز فيه قيم احترام الخصوصية ، ويتجلى الوطن في ابهى واجمل صوره من بين حروفه وكلماته..

كان عمودا واحدا يكتبه محمد الزرقه في ايقاعاته كفيل باحداث جلبة ، وحالة استنفار في ديوان الملك السعودي ، ليتحرك المستشارون والوزير علي الشاعر ويطلبون التهدئه عاجلا ..

الزرقة كان مثالا للصحفي الوطني المثقف ، الذي يهتز لقلمه عرش المملكة .. فقد كان خبيرا بخفايا واسرار القصر ، وكان لا يطرق الباب الا حينما يبلغ الوجع مبلغه .. والوجع اليمني من "الشقيقة" كوجع المريض من شقيقته التي تلازمه مدى الحياة ..

استاذ درس الصحافة وخبرها كما لم يدرسها ويخبرها احد مثله .. موضوعيا في طرحه .. دقيقا في تعبيراته .. حادا في لقطاته.

كان للفكرة التي يكتبها الزرقة وقع خاص في الوسط الرسمي والعام .. وكان "المسائيل" - بتعبير زميلي في مجلس النواب - يعملون لها الف حساب وحساب ..

يرتعش لصوته المفسدون، ولكلماته تهتز وتتارجح الكراسي ..

كانت "لقطات سريعة" التي يكتبها في رأس الصفحة الاخيرة ، تحدث حراكا قويا في دوائر ومؤسسات الدولة .. لكنها ماتت مصداقية رسائلها وخفة ورشاقة حبرها بعد رحيله من الثورة (الصحيفة) مباشرة.

الرأي الاخر:

كان مدافعا قويا عن الرأي ، ولا اخفي اعتزازي أنني كنت مع الاستاذ الزرقة أول من افتتح باب "الرأي والرأي الاخر" عندما اسسنا معا جريدة الوحدة الاسبوعية ، التي انطلق اول عدد لها صبيحة 22 مايو 90، اول يوم للوحدة ، وحملت شعار "التجسيد الصادق لحرية الرأي والرأي الاخر" .. وشكلت الوحدة (الصحيفة) مذ ذاك مدرسة جديدة في الرأي والاخراح والتبويب ..

وكانت الوحدة (الحدث) والوحدة (الصحيفة) بوابتان للرأي الاخر في الصحافة اليمنية .. والرأي في الصحافة ليس كالخبر ، والتحقيق ليس كالتحليل تماما كما الرياضة ليست سياسة .. وصيد السمك ليس كصيد المواقف.

نعود ونقول اننا حينما كنا نكتب في الايام الاولى لممارسة المهنة بمدرسة الثورة - الصحيفة كنا نفكر الف مرة ومرة عن ماذا نكتب ؟! ولماذا نكتب؟! وكيف نكتب ؟!

اتعرفون لماذا؟!

لاننا تعلمنا الحرص على المصداقية والنزاهة ، والمحافظة على الخصوصية.