آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

ثورة 14 اكتوبر .. تلاحم نضالي في مواجهة الاستعمار
بقلم/ د أحمد عطية
نشر منذ: 3 سنوات و 8 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 14 أكتوبر-تشرين الأول 2020 06:13 م
 

تطل علينا الذكرى السابعة والخمسون لثورة 14 اكتوبر المجيدة، ضد المستعمر البريطاني الذي ظل جاثما على الجنوب قرابة 129 عاما، في وجهه الإستعماري السلطوي الاستبدادي القبيح. والذي حرم الناس من أبسط حقوقهم، وأذاق الشعب من كؤوس الويل، ومنع عنهم أبسط حقوقهم، بل ومضى في تقسيم البلاد إلى دويلات ومشيخات في إطار فرز مجتمعي نتن، كل تلك وغيرها ارهاصات عانى منها الشعب في الشطر الجنوبي، حتى فاض الكيل، وبدأ التفكير جيدا في طرد هذا المستعمر، والتي كانت شرارتها التي أشعلت لهيب الثورة من ردفان في ال 14 من اكتوبر 1963م، بقيادة راجح غالب لبوزة، وفيما بعد استمرت الثورة في نضالها المسلح وتلاحمها الوطني الكبير، حتى طرد المستعمر وخروج اخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر 1967م، ونال جنوب اليمن حق الاستقلال الكامل.

لم تكن ثورة 14 اكتوبر الا تجسيدا حقيقيا لنضال شعب الجنوب بالتوازي مع نضالات ابناء الشمال وهم يخوضون معركتهم ضد الإستبداد الامامي، في تعاضد وتماسك كبيرين للخلاص من الاستبداد والاستعمار..

لقد راهن الإستعمار البريطاني على التشضي الذي أحدثه في مكونات المجتمع، والإطباق الحديدي على الشعب، والتجهيل والإفقار المتعمد، كخيار بقاء له في خاصرة اليمن الجنوبي، لكن ذلك تحطم على إرادة من فولاذ لهذا الشعب التائق الى التحرر وفك قيود الاستعمار، وكانت ثورة 14 اكتوبر هي نتاج لجهد كبير ونضال متعدد لأطياف المجتمع، في ملحمة بطولية نضالية واحدة، انتفض فيها كل الجنوب من الضالع الى يافع ولحج وأبين والصبيحة وبيحان والعوالق وحضرموت والمهرة وعدن، وتشكلت الحركات الطلابية المناهضة للاستعمار، والتنظيمات السرية التي اختارت الكفاح المسلح كخيار وحيد لطرد الاستعمار، علاوة على العمل السياسي الذي رافق هذه الفترة من خلال عقد مؤتمرات انعقدت في شطر اليمن الشمالي للترتيب الانطلاق الثورة، وتأسيس "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل" ، بالتوازي مع العمل العسكري والتمرد المسلح والقيام بأعمال منقطعة هنا وهناك ضد الاستعمار، الذي رد عليها بجنون وقصف بطيرانه المدنيين.

حتى كانت الشرارة في 14 اكتوبر 1963، والذي خاض فيه الشعب معركة وجودية ومصيرية لطرد الاحتلال استمرت لاربع سنوات، مثل أعلى ذروة سنام التلاحم الوطني، والالتفاف الشعبي الكبير، في كفاحه المثخن ضد الاستعمار، واعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب جنوب اليمن، واشتد الخناق على البريطانيين، وناخت صنميتها واسطورتها "الدولة العظمى التي لا تغرب عنها الشمس" حين أعلن وزير خارجيتها آنذاك" جورج براون" : أن بلاده ستمنح الاستقلال لجنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967م، وهو ما تم فعلا، ونال شطر اليمن الجنوبي استقلاله.

إذن نحن أمام عمل اسطوري كبير، يحب أن يخلد في ذاكرة الايام، وهو يروي ملحمة بطولية جسدها أبناء اليمن الجنوبي الميامين في سبيل الحرية والكرامة، ووقفوا في وجه اقوى دولة حينها، حتى تحقق النصر. وهو ما يكون ملهما للاجيال المتعاقبة بان هذا الشعب لا يهزم أمام أي قوة كانت، وانه لا يقبل أي مساس بكرامته أو مصادرة حقوقة مهما طال الزمن أو قصر.

الخلود للشهداء الذي سطروا بدمائهم على صفحات التاريخ أبهى معاني العزة والكرامة، ورسموا لنا لوحة زاكية من التضحية والفداء في سبيل التحرر والانعتاق. والتحية لكل الأبطال الذين يقفون على الثغور في ميادين العزة والكرامة، ضد الكهنوتية الامامية الاستبدادية بنسختها الحوثية المدعومة من ايران، والتي تحاول أن تعيد اليمن إلى مربع الجهل والظلم والتخلف والفيد، وتحوله إلى ولاية ايرانية في خاصرة الوطن العربي..

 

وهنا انتهز الفرصة لأعبر عن خالص التهاني لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ولكافة الشعب اليمني، بهذه المناسبة الخالدة.