الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب
غدا الخميس تنتهي المهلة المخصصة لتقديم مقترحات الكتل النيابية إلى الرئيس التونسي قيس سعد متضمنة اسم الشخصية التي من الممكن أن يعهد إليها بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة حكومة الفخفاخ التي تلاحقه شبهات عديدة.
للرئيس سعيد مسؤولية كبرى فالاسم الذي سيختاره، سواء من بين الذين قدمتهم له الأحزاب أو من عنده، سيكون الرجل الذي من الممكن أن يفتح صفحة جديدة في مسيرة العمل الحكومي أو أن تصل معه الأزمة السياسية في البلاد إلى ذروتها التي لا مخرج منها سوى حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات جديدة.
مسؤولية الرئيس سعيد كبرى أيضا لأنه هو من اختار الفخفاخ، مع أنه لم يكن مرشح أغلبية الأحزاب ومع أنه لم يكن مسنودا بأي حزب له داخل البرلمان، ناهيك عن كونه مرشحا رئاسيا سابقا لم يحظ سوى بأقل من واحد بالمائة، في مفارقة رهيبة تجعل رجلا يتصدر السلطة التنفيذية بمثل هذا الهزال الشعبي.
لقد شهدت تونس منذ 2011، تاريخ الاطاحة بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي، 8 حكومات مختلفة دون حساب التعديلات التي لم تترك في النهاية أي وزير في منصبه لفترة تسمح له بصياغة سياسات وخيارات وإنزالها حيز التطبيق ومحاسبته عليها لاحقا، وبالتالي لم نعد نملك في النهاية أدنى فكرة عن «من المسؤول عن ماذا» في كل القطاعات.
أمام الرئيس سعيد وتونس فرصة أخيرة ليظفر التونسيون بحكومة مستقرة يمكنها تحديد أهدافها للأربع السنوات المقبلة تقدم في نهايتها جردة حساب تسمح بتجديد الثقة في من يقف وراءها أو معاقبته في الانتخابات المقبلة.
المشكلة العويصة هنا، والتي قد تعرقل ضرورة استعادة التونسيين الثقة في مؤسسات الدولة من حكومة وبرلمان وغيرهما، بعد أن وصلت النظرة إليهما إلى درك غير مسبوق، هي أن البلد بات يعاني غيابا لعملة نادرة هي «رجال الدولة» القادرين على السمو فوق الحسابات الحزبية والشخصية والمالية والتجاذبات الإقليمية والدولية.
هذا لا يعود فقط إلى سياسة التجويف التي اعتمدها النظام السابق طوال أكثر من عقدين تجاه المكونات والشخصيات غير الموالية، بل كذلك إلى أن كثيرا ممن عملوا في مؤسسات الدولة من كفاءات إدارية مختلفة، وقد كان بن علي يعتمد على الكثير منهم لمهنيتهم وخبرتهم، فضّلوا التواري عن المشهد بعد ما عاينوا طوال العشر سنوات الماضية، وعلى مراحل، مشاهد منفّرة، ومخيفة أحيانا، من تغوّل الفكر المتشدد وطغيان الشعارات الشعبوية والجدالات العقيمة وتسلل الفساد إلى مفاصل الدولة والاعلام والاقتصاد وغيرها.
لكل ذلك، ولكون البلاد عاجزة حاليا عن توفير فوري لنخبة سياسية ناضجة ومسؤولة فإنه لا مفر من التعاطي مع المشهدالسياسي والحزبي على ما هو عليه الآن، بكل علاته، وكما أفرزته صناديق الاقتراع، وذلك في محاولة لتجنب الأسوأ. هذا لن يتم إلا إذا كان رئيس الحكومة المقبل شخصية توافقية تجمع بين الكفاءة والحزم والنزاهة مما يؤهله إلى لمِّ شمل الجميع بتلويناتهم المختلفة فلا إقصاء إلا لمن أقصى نفسه بنفسه.
الترجمة العملية لهذا الكلام تعني تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تجمع أقصى ما يمكن من أطياف البرلمان التونسي وأن يكون تشكيلها جامعا بين الشخصيات السياسية وبين الخبراء المختصين الذين تحتاجهم البلاد الآن أكثر من أي وقت مضى.
إذا أفلحت الأحزاب ومعها الرئيس في العثور على شخصية رئيس الحكومة المناسب، وهذه مهمة ليست سهلة على الإطلاق، واستطاعت في نفس الوقت تأمين تشكيل وزاري مهني ومتجانس، فإن ذلك يمكن أن يقود تدريجيا إلى وضع سياسي مستقر بتأييد برلماني واسع لحكومة بامكانها وقتها أن تتفرغ لمعالجة مشكلات البلاد العديدة وأولها الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالغ السوء والتعقيد.
لا يتردد البعض في وصف هذا الوضع بأنه كارثي، وبأن البلد قد يكون مهددا بالافلاس، فلأول مرة في تاريخ تونس تدخل الدولة في مفاوضات لتأجيل تسديد أقساط بعض القروض، وجنوب البلاد يغلي باحتجاجات ومظاهرات لعاطلين لم تحترم الدولة تعهداتها ووعودها تجاه التنمية في مناطقهم البائسة والمهمشة، مع تراجع النمو إلى نسبة غير مسبوقة وحالة انكماش زادتها جائحة كورونا سوءا على سوء.
إذا استطاعت الحكومة الجديدة أن تؤمّن لها حزاما برلمانيا مستقرا ومضمونا فبامكانها وقتها أن تنصرف براحة بال إلى حسم عديد الملفات ومعالجة أغلب الاشكالات، أولها استكمال تشكيل المحكمة الدستورية الضامنة لمنع أي انحراف أو هوى في شرح الدستور والقوانين، ثم المضي بكل جدية لمحاربة الفساد الذي رفع شعاره كثيرون لنكتشف بأن من بين «حاميها حراميها» والانكباب على معالجة بطالة الشباب والخريجين عبر برامج وطنية كبرى وذات مصداقية حتى لا يتحول الاقتصاد والوضع الاقتصادي مدخلا أو تعلة لانتكاس العملية الديمقراطية.
إذا فشلت البلاد في كل ما سبق فقد نتجه إلى انتخابات جديدة يتلهف إليها البعض ظنا منهم أنها ستكون قلبا للطاولة على رؤوس بعض الأحزاب التي سئموا منها ومن فشلها المتواصل لكنها قد تتحوّل إلى قلب لها على رؤوس الجميع.