آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

سراييفو : ذكرى ألم وذاكرة تاريخ.
بقلم/ احمد عبد الله مثنى
نشر منذ: 4 سنوات و شهرين و 8 أيام
الجمعة 24 إبريل-نيسان 2020 10:26 م

مرت علينا ذكرى حصار سراييفو( 6/4/1992) حينما ضرب الصرب حصارا غاشما جائرا على سراييفو، ذلك الحصار الأطول في تاريخ الحروب الحديثة، الذي أظهر قبح الحضارة الأوروبية في تجاهلها لذلكم الحصار الذي ثبت فيه أهل البوسنة والهرسك ومن شاركهم من المجاهدين العرب؛ الأمر الذي أجبر حلف الناتو لإيقاف المجازر الصربية، ولكن بعد أن تساقطت أوراق حضارته الزائفة كما تتساقط أوراق الخريف، وما زالت تتساقط إلى يومنا هذا. وخرج الشعب البوسني منتصرا مسجلا بطولات ستظل تاريخا يمنح الأجيال القادمة العزة والكرامة؛ 

غير أن أجمل ما جذبني في هذه الذكرى هو التقرير الذي قدمته قناة الجزيرة مركزا على أحد معالم النصر في الأمة، أعني به : (اهتمام مثقفي البوسنة وعلمائها بالمكتبة الكبيرة في سراييفو مكتبة الغازي خسرو بك)، فكما ظهرت منهم بطولات عظيمة للحفاظ على حياتهم كذلك قدموا تضحيات وبطولات للدفاع عن ثقافتهم، تمثل ذلك بالدفاع عن مكتبة الغازي خسرو بك؛ حيث تشكلت مجموعات صغيرة من محبي الكتب بنقل المخطوطات سرا للحفاظ على المكتبة التي تحوي ذاكرة أجيال البوسنيين طوال ألف عام، وتضم العديد من المخطوطات والكتب التي لا تقدر بثمن.

يقول مصطفى ياهيتش مدير المكتبة حينذاك: ( أدركنا أن الحفاظ على تراثنا وكنوزنا الثقافية والعلمية أهم من الحفاظ على حياتنا، لأننا إن متنا سيأتي من بعدنا آخرون، أما إذا تم تدمير التراث فلن نستطيع أن نعوضه".

يا له من وعي عظيم : (الحفاظ على تراثنا وكنوزنا الثقافية والعلمية أهم من الحفاظ على حياتنا)

ويستطرد ياهيتش "إن موت شخص أو أكثر هو بلا شك أمر جلل، لكنه بالتأكيد أهون بكثير من تدمير الهوية الذي يعني موت الشعب بكامله".

ويتابع "لقد أدركنا أن الحرب بالأساس هي حرب على هويتنا، وأن أحد الأهداف الرئيسية للمعتدي هو تدمير ذاكرة الشعب البوسني المتمثلة في مكتباته، لذا، قررنا أن نقاوم".

 نعم أيها القارئ الكريم بهذا تنتصر الأمم وبمثل هؤلاء الرجال تبقى الأمم قوية لأن الأمم القوية هي تلك الأمم التي تحرس هويتها وتحمي تاريخها وتحافظ على قيمها، وأمة بلا قيم أمة توشك على الفناء.

والمكتبات في كل أمة هي روحها التي تمنحها الحياة، وهي الذاكرة

التي تحفظ تاريخها وهويتها، وقيمها وهي، التلسكوب الذي تنظر به الأمة إلى آفاق المستقبل فتشهد موقعها الساطع؛ فهو هناك كوكب دري يتوهج ضياء ونورا. وبمحافظتها على هويتها فإنها تضع بصمتها الحضارية وتحجز لها مكانا واسعا في المقدمة؛ بل إنها تجبر الجميع على الإفساح لها وهي تتقدم بخطى واثقة ثابتة نحو المستقبل تسابق الزمن؛ لا بل تخضع الزمن وتمسك عقاربه لتكسر بها التحديات والصعوبات .