آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

بين استعادة الجولان واحتلال لبنان
بقلم/ عبدالرحمن الراشد
نشر منذ: 5 سنوات و 3 أشهر و 4 أيام
الجمعة 29 مارس - آذار 2019 07:17 م

ذات مرة اتصل رجل أعمال يهودي أميركي، قريب من الحكومة الإسرائيلية، بالرئيس الراحل حافظ الأسد، وعرض عليه التوسط، ويروي أن الرد جاءه جافاً: «قولوا له لا يأتينا إلا ومعه خريطة الانسحاب». وفي التسعينات قُدم عرضان لدمشق في عهد الأب الراحل، أحدهما فعلياً قريب جداً من توقعات سوريا بالانسحاب من معظم الهضبة مع تعديلات هنا وهناك لصالح الطرفين، ورُفض العرض الذي سمي «خلاف العشرة أمتار»، وعاد الوسطاء في عام 2000 مع تولي بشار الأسد الحكم، فكانت جولة وانتهت.

الرئيس المصري الراحل أنور السادات كافح كل محاولات التثبيط المصرية والإسرائيلية التي سعت لوقفه، حتى إنه في مفاوضات كامب ديفيد جاءه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، معتذراً عن تصرفات الجانب الإسرائيلي الذي قرر في الساعات الأخيرة أن يضيف شرطاً يحدّ من عدد الدبابات المصرية على الأرض المصرية، سيناء، بعد استعادتها. فاجأه السادات بالقول «موافق» فوراً دون أن يساومه على العدد، قال: «أنا عارف هم يخططون لإفشال الاتفاق والاحتفاظ بسيناء». وبعد ثلاثة عقود كانت إسرائيل هي التي تطالب مصر بإدخال الأسلحة الثقيلة في سيناء لحفظ الأمن ضد الجماعات الإرهابية، فأدخلت مصر في عام 2011 في المنطقة المنزوعة السلاح ثلاثة آلاف وخمسمائة جندي ومروحيات هجومية وثمانين مدرعة وأربعين دبابة...

لا أظن أبداً أنه كانت هناك رغبة سورية في عقد أي صفقة تعيد الجولان المحتلة، ليس لأن القيادة السورية الراحلة والحالية متآمرة وترفض استرداد الهضبة الاستراتيجية، فهذا خارج المعقول ومن تخاريف نظرية المؤامرة التي تزعم أن هناك صفقة أُبرمت لبيع الجولان بعد اتفاق فك الاشتباك الذي هندسه وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر. الأقرب في تفسير الاستكانة السورية أن استعادة الجولان لها أثمان أغلى سياسياً. فقد احتلت سوريا لبنان لعشرين عاماً، ومات دونه مئات وربما آلاف الجنود السوريين، في حين أنها لم تضحِّ بعسكري واحد في الجولان منذ توقيع فك الاشتباك مع إسرائيل في عام 1974. إنه ما كان يمكن لسوريا أن تحظى بالجائزتين، لبنان والجولان معاً. اختارت الهيمنة على لبنان، واعتبرت الجولان محتلة وستعود أو تعاد يوماً ما. وظل الاحتلال الإسرائيلي ذريعة «شرعية» لدوام الحرب واحتلال لبنان، ولاحقاً تبنت الحجة نفسها إيران. وقد يتساءل أحدنا: ما النتائج المرجوّة من التأجيل الطويل، خصوصاً أننا نرى مع الوقت تغير الديموغرافيا وحتى الجغرافيا؟ ففي مفاوضات «العشرة أمتار» كان واحد من أغرب الخلافات هو على حدود بحيرة طبريا، التي يطل عليها الجانبان. فقد قدمت إسرائيل خرائط مختلفة عن القديمة بحجة أن مياه البحيرة مع التبخر نقصت وتغيرت حدودها.

بالنسبة إلى تل أبيب اليوم تتذرع بوجود الإيرانيين الهائل على الأراضي السورية إلى درجة أنه شبه احتلال، وتعده تهديداً وحجة لضم الجولان لضمان أمنها. والرئيس الأميركي وبقية السياسيين من نواب يعدّون أن احتلالاً دام نصف قرن صار واقعاً يجيز الاعتراف به، خصوصاً أن أهل الأرض لم يفعلوا شيئاً لتحريرها. ومع هذا، فإن الاعتراف الأميركي بالجولان يظل بلا شرعية إلا في حال تغيرت الخريطة السورية مستقبلاً إلى الأسوأ وقُسمت إلى دويلات، بسبب الأطماع الإيرانية التركية، أو في حال الإصرار على دولة مركزية ضعيفة، هنا يصبح الاعتراف الأميركي بالجولان له قيمة حقيقية.

alrashed@asharqalawsat.com