آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

الحوثيون وقراءة التاريخ اليمني
بقلم/ مصطفى أحمد النعمان
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 19 يوماً
السبت 14 إبريل-نيسان 2018 08:40 ص
 

كان النقيب عبدالرقيب عبدالوهاب أول وآخر عسكري من تعز تم تعيينه رئيساً لأركان الجيش اليمني (اليمن الشمالي حينها) في العام 1968، وجاء تعيينه على خلفية شجاعته مع زملائه في أهم فرقة بالجيش وهي قوات الصاعقة. كان النقيب عبدالرقيب صاحب قضية ما كان له أن يساوم عليها: (النظام الجمهوري)، الذي رآه تحديدا مثل أي مواطن من أبناء اليمن الأسفل «جغرافيا» «الشافعي» مذهباً منقذاً لقرون من حكم أبناء منطقة اليمن الأعلى الذين أعتادوا حمل السلاح واتخذوه وسيلة وحيدة يسيطرون بها على كل اليمن، وإذا كان الحكم قد انفرد به عدد من الأسر الهاشمية فإن قبائل تلك المنطقة كانت السلاح الذي استخدمه الائمة لبسط نفوذهم، واستمر الأمر كذلك حتى في العهد الجمهوري الذي لم يصل فيه أي من أبناء تعز الى موقع عسكري متقدم حتى هذه اللحظة. كانت المشكلة التي وقع فيها النقيب عبدالرقيب هي عدم امتلاكه حساً سياسياً يدرك به تعقيدات المشهد السائد حينها.

في تلك الفترة كانت المجموعة المتحكمة بالقرار السياسي في صنعاء قد أصدرت قراراً بنزع جنسية الأستاذ أحمد محمد النعمان والشهيد محمد أحمد النعمان لسعيهما لإيقاف الحرب الأهلية التي كانت دائرة بين الجمهوريين والملكيين، ولكن النعمان الأب أدرك خطورة الموقف الذي أحاط بابن قريته (ذبحان في تعز) فبعث له رسالة يحذره فيها من تبعات اللجوء إلى السلاح لفرض أمر واقع، ونبهه إلى أن هذا التفكير لا يمكن له تحقيق النتيجة التي تقود إلى شراكة حقيقية في الحكم بين أبناء اليمن.

كتب النعمان لعبدالرقيب «إن واجبنا ما دامت الفرصة بين أيدينا أن نعلم أولئك الذين حكمونا بالأساليب الظالمة القاسية. نعلمهم كيف ينهجون السبيل القويم سبيل الرفق والإنصاف، لا سبيل العنف والإجحاف، حتى يتأثروا بسلوكنا وأسلوبنا ويعاملونا بنفس المعاملة فيما لو فشلنا وأصبحنا تحت رحمتهم من جديد».

ثم أكد النعمان على خطر الاندفاع دون خطة ولا تدبير فكتب: «علينا أن نعلم الآخرين كيف يتعاملون مع كل المواطنين وأن نرسم لهم الطريق الصحيح لتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة وتبادل الثقة وحسن الظن وإزالة الشكوك، ونبين لهم أن الاختلاف في الرأي أو المذهب وحتى في الدين لن يحول دون التعارف والتفاهم والتعايش في سلام واستقرار وعدالة ومساواة».

اختتم النعمان رسالته فكتب: «يا من ذاق آباؤهم الظلم ألوانا: إن الذين لا يفكرون إلا بالسلاح ليستمدوا منه سلطانهم، وليواجهوا به مخالفيهم ويقاتلوا به إخوانهم ومواطنيهم.. إن هؤلاء ليسوا سوى عصابات كل همها إشباع غرائزها لا تؤمن بالعقل ولا بالمنطق ولا بالقانون ولا بالإنسان.. إنكم لن تستطيعوا أن تحققوا لليمن سعادة ولا استقرارا حتى تحرروها من الارتزاق بالسلاح، وحتى تحرروها من اغتصاب السلطة وحتى تضمنوا لها شرعية الحكم».

ان استعادة قراءة ما كتبه النعمان قبل نصف قرن يجعل المرء مندهشا كيف أن المشهد الذي حذر منه ونبه لمخاطره يتكرر اليوم بتفاصيله، لقد كتبت على هذه الصفحة كيف أن الحوثيين لم يقرأوا تاريخ اليمن الاجتماعي والسياسي ويثبتوا يوما بعد آخر انغلاقهم حول أنفسهم، ويكفي أن يراجعوا أسماء الذين يتولون الإدارة الفعلية في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، ولعله من المفيد التذكير أيضا أن شعورهم بالخوف من الآخر وعمق الشكوك بالمختلفين معهم يضاعف من عزلتهم الشعبية خارج الساحة المذهبية التي ينتمون إليها.

أملي أن نجد فرصة تسمح بعودة العقل والحكمة، ولعل البداية تكون في نزع الفتيل الذي أشعل الفتنة، والبحث بداية في إخلاء العاصمة من كل المظاهر المسلحة وعودة مؤسسات الدولة لعملها؛ إنقاذا لأرواح الناس أولاً وتطبيع الأوضاع السياسية، وأنا على يقين أن المملكة العربية السعودية قادرة على دفع الجميع لردم الهوة العميقة من انعدام الثقة، وعلى الحوثيين إبداء المرونة اللازمة لطمأنة الإقليم والإعلان عن استعدادهم التخلي عن الأسلحة التي تثير القلق، والإسراع في إطلاق سراح المعتقلين لا استخدامهم كورقة تفاوضية إذ لا يجوز فعل كهذا داخل الوطن الواحد.

اليمن والإقليم بحاجة إلى الالتفات إلى المستقبل ولن يكون ذلك متاحاً دون التخلي عن معوقات الخروج من الكارثة التي وقع فيها جميع اليمنيين بسبب التهور وعدم إدراك النتائج.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالرحمن الراشد
هل يتمُّ الانقلاب على بايدن؟
عبدالرحمن الراشد
كتابات
كاتب صحفي/حسين الصادرالرجل الذي خدم الحقيقية
كاتب صحفي/حسين الصادر
د.مروان الغفوريطارق ..
د.مروان الغفوري
الرئيس السابق بين وطنية اليمنيين وعنصرية الحوثيين
د. عبده سعيد مغلس
د. محمد جميحللتذكير فقط
د. محمد جميح
مشاهدة المزيد