آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

توجيه المعركة نحو صعدة
بقلم/ عبدالرحمن الراشد
نشر منذ: 6 سنوات و 8 أشهر و 30 يوماً
الإثنين 02 أكتوبر-تشرين الأول 2017 01:16 م
 

صعدة هي المحافظة اليمنية الملاصقة لجنوب المملكة العربية السعودية، وهي موطن جماعة الحوثي وميليشياتها «أنصار الله»، الموالية لإيران. ولا نبالغ عندما نقول إن إيران تريد، من خلالهم، أن تتواجد على الحدود الجنوبية للمملكة بما يشكله ذلك من خطر جسيم، ليس على السعودية فحسب؛ بل كذلك على أي سلطة تحكم صنعاء. فقد خاض الحوثيون، حلفاء إيران، خمس حروب ضد قوات الحكومة في زمن رئاسة علي عبد الله صالح، وهاجموا السعودية في عام 2009، وهم من قوّض الاتفاق اليمني الذي رعته الأمم المتحدة، عندما دخلت ميليشياتها العاصمة صنعاء واستولت على السلطة في سبتمبر (أيلول) 2014.

للسعودية في اليمن غايتان؛ الأولى تثبيت الشرعية لهذه الدولة الجارة، فأمن اليمن واستقراره مسألة حيوية لها. والثانية حماية حدودها وأراضيها من الفوضى والإرهاب والتهريب. وترتاب السعودية في الحوثيين بأنهم حصان طروادة الذي يختبئ داخله الإيرانيون، بهدف تطويق السعودية. وهم ينشطون حالياً بعمليات هجوم مستمرة على حدودها وقصف مدنها. ولولا قدرات السعودية الدفاعية العالية لكانت الصواريخ قد تسببت في هلع وأضرار خطيرة على مدنها الجنوبية، ومدن كبيرة مثل جدة ومكة المكرمة والطائف.

وما دام أن أكثر من ثلثي مساحة اليمن تم تحريره، وأصبح يخضع للقوات الشرعية تحت سقف التحالف، الذي تقوده السعودية، فإنها؛ أي الرياض، تملك خيارات جيدة؛ أولها أن تستمر في الحرب ومواجهة القوى المعادية في كل مكان في اليمن؛ ضد قوات صالح والحوثي وتنظيم القاعدة. والخيار الثاني أن تكتفي بما تحقق، وتكمل دعم قدرات الحكومة الشرعية عسكرياً لتعزيز نفوذها على مناطقها. الثالث أن تركز على حماية أراضيها، وتخلق منطقة عازلة جنوب حدودها، التي تشمل محافظة صعدة.

أعتقد أن الأول؛ الحرب الشاملة، قد يطول، وهي، في نظري، لم تعد ضرورية بوجود حكومة شرعية في عدن. كما أن صنعاء لم يعد يوجد لها أي تأثير على بقية الدولة. أما الخيار الثاني؛ التخلي التام عن الحرب؛ فهو ليس عملياً، لأن قوى، مثل إيران و«القاعدة»، ستنشط، والشرعية قد تضعف. في حين أن الخيار الثالث، وهو تنظيف شمال اليمن وخلق منطقة عازلة سيوحد كل القدرات في ضرب الحوثي في مسقط رأسه. وإن نجحت الحملة فستخدم نتائجها السعودية وبقية اليمن؛ حيث إن معظم الأزمة مصدرها الحوثيون. وبخلع هذا الضرس الفاسد في اليمن، سيستقر شمال اليمن، ويحمي السعودية، وبعدها يمكن الالتفات إلى صنعاء.

الحوثي مكوّن يمني صغير نسبياً، لا يتجاوز 3 في المائة من سكان اليمن، وقد يكون عدد الموالين له ضعف هذه النسبة، نتيجة نشاطه فكرياً وسياسياً وعسكرياً. ولا أملك معلومات موثوقة عن قواته وانتشارها، لكننا نعرف أنها جماعة صغيرة مسلحة ومتطرفة دينياً تتبع فكرياً وسياسياً إيران. ويمكننا أن نفهم خطر جماعة الحوثي أكثر عندما نقارنها بتنظيم القاعدة الذي يشبهها كثيراً. فصغر عدد أتباع تنظيم الحوثي لا يجعله قليل الخطر، فهو ملتزم آيديولوجياً، ويقوم على تعظيم شعيرة القتال: «الجهاد» وفق تفسيراته لها. وبالتالي، من دون محاصرته، سيظل مشكلة مزمنة وخطرة على الجميع. يمكن التعاون مع القبائل اليمنية في الشمال، فقد كانت دوماً حليفة للسعودية، ومصدر استقرار تلك المنطقة، ويمكن دحر الحوثي في صعدة، فهي مقر قيادته القبلية والعسكرية، وبهزيمتها سيقضى على ميليشياته في بقية مناطق النزاع. عند انسحابهم من صنعاء نتيجة حرب صعدة، سيكون أهون على بقية الفرقاء التفاهم على حل سلمي لمن تبقى في المدينة.

الوضع كما هو اليوم؛ فشل ذريع للحوثيين وصالح، منذ بداية الحرب؛ فشلوا في إقامة دولة لهم، وفشلوا في منع عودة الشرعية من المنفى. مع هذا، لا ننكر أنهم يستطيعون بصفتهم ميليشيات، لا جيوشاً، الاستمرار في المواجهات والمناوشات. وفي حال إنهاء قوة الحوثيين في محافظتهم، فحينها قد يخمد التمرد تماماً.

 
مشاهدة المزيد