مفاوضات مسقط تقترب من صفقة النهاية .. شبكة حقوقية تطالب بضغط دولي
اشتعال الموجهات من جديد وقوات الجيش تفشل هجوماً حوثياً على مأرب وتقتل قيادياً
تعرف على ثروة أغنى أغنياء العالم.. إيلون ماسك في المقدمة
أردوغان يكشف عن فخ خبيث.. وتركيا تعلن غلق حدودها مع سوريا
10 أشياء في الحياة إياك أن تبوح بها للآخرين
بعد مظاهرات عارمة محكمة كندية قرارات مخزية بحق مخيم مؤيد للفلسطينيين بجامعة تورونتو
صفقة مفاجئة وغير متوقعة بين تركيا والسعودية
أكبر كارثة في أجواء الخليج.. صاروخ أمريكي يخترق قلب طائرة مدنية
بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل
تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء
حينما تتحرك الدبلوماسية السعودية في الاتجاه السليم والتوقيت المناسب يقف العالم كله على قدم واحدة... هكذا قال حشد الزعماء في قمة القمم يوم الحادي والعشرين من مايو التاريخية التي دشنت عهدا جديدا في العلاقة بين المنطقة والعالم.
لقد ظلت حالة التأزم والريبة والتوجس تتفاقم بين الغرب والمسلمين منذ تفجير برجي مانهاتن يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001، وظل العالم الإسلامي عرضة للتشويه والحصار كما ظل العالم الغربي في حالة من التوجس، ورغم كل ذلك لم يحدث طيلة 16 عاما خطوة جادة لإزالة غبار التوجس، إلى أن قيّض الله لهذه الأمة قائداً مُلهماً هو الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي حصد احترام الشرق والغرب وكان أهلاً للبدء في خطوات إزالة ذلك الركام الثقيل بعد أن دفع العالم الإسلامي وحتى الغربي فاتورة باهظة فيه على السواء.
وفي تقديري أن قمة الرياض العربية الإسلامية الأمريكية قد طوت صفحة عقد ونصف من التوتر المتبادل، وابتدأت صفحة جديدة تم تدشينها بوضع النقاط على الحروف وتسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية. ومن بين تلك النقاط ما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين من أن نظام إيران هو أصل الداء ومصدر البلاء وذلك منذ ثورة خميني 1979. وأن حقبة الإرهاب بصورتها الحالية بدأت منذ تلك الثورة المشؤومة.
لقد كان يوم أمس الأحد، يوما تاريخيا بكل المقاييس، وفيه اجتمعت أمه المليار والنصف مليار مسلم، شريكا حقيقيا لكل القوى الجادة في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله ومنابعه، ولم تعد في موقع الفريسة الضعيفة التي تبتلى بمصيبة الإرهاب وبتهمة تصديره في ذات الوقت. وهو موقف يحسب للمملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة التي بدت على قدر المسؤولية وعكست الوجه الحضاري للعرب والمسلمين، كما بدت متمكنة في مجالها الحيوي وموقعها القيادي.
لقد أثبتت قمة الرياض أن الأمة العربية والإسلامية ليس مكتوبا عليها أن تكون في ذيل الأمم، ولا مقدورا لها أن تستسلم للأخطار والتحديات كالحمل الوديع، بل إن بإمكانها فعل الكثير لتدفع عن نفسها الشرور والمكاره وذلك بالإدارة الحكيمة للمخاطر، والتصدي الواثق لها، وهو ما اضطلعت به قيادة المملكة فاستحقت بذلك احترام الشرق والغرب، ولعل الثناء واجب أيضا لكل الدول الإسلامية الخمس والخمسين التي لبّت نداء خادم الحرمين، وكوّنت إلى جانبه صورة فريدة من وحدة الكلمة قلّ أن يشهد لها التاريخ مثيلا.
سياسة حكيمة حصدت كل شيء ولم تتنازل عن أي شيء.. وهنا تتجلى عبقرية القيادة المخلصة لشعبها وأمتها. وإن القيادة التي استطاعت تحقيق ذلك الحشد التاريخي المشرّف لهي قادرة على رأب ما تبقى من صدوع بينية في جدار الأمة العربية والإسلامية، وأن تقود سلسلة من المصالحات اللازمة بين مكونات الأمة لتغدو أكثر لحمة وتماسكا في وجه الخطر الإيراني أو غيره من الأخطار.
إنها رسالة بالغة لكل أعداء الأمة أن يراجعوا سياساتهم الهوجاء، وأن يتخلوا عن أطماعهم الدامية التي نفخت روح الطائفية في كل مكان وسالت معها دماء الملايين من أبناء الأمة. لقد آن لماكينة الشر أن تتوقف عن إنتاج المآزق والأزمات قبل أن تجد نفسها في مأزق لن تستطيع الخروج منه.