ورد وجمر .. يا 2015
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 8 سنوات و 10 أشهر و 21 يوماً
السبت 02 يناير-كانون الثاني 2016 08:12 ص
 في الكتابة كان عام 2015 بالنسبة لي حافلا بالأهداف التي تفرعت من هدفين رئيسين . ولتحقيق ذلك كم عانت كلماتي لتقنع بعض النفوس بالحقائق الجلية . وأزعم أن حروفي ساهمت في تقوية النفسيات وتجديد الثقة في مسار ارتضيناه فخضناه . ومع إطلالة عام جديد أجدد النثر . بما أحسبه نصح وتصحيح لنا أجمعين .
1 ـ خلال عام 2015 لم تكن مشكلتنا في توضيح الحقائق وكشف الحقيقة مع الذين لا يقرأون الكتاب من عنوانه . بل مع الذين فُتِحت أمامهم صفحات الكتاب , وتباينت سطوره , واتضحت جُمله وما يتعلق بها من حروفه , فلم يعد خافيا تمييز تشكيل كلماته من خفض ورفع , ومن نصب وسكون . مشكلتنا مع الذين مازالوا في غفلتهم يترنحون . يثقون فيمن فقد مصداقيته ووطنيته , ويسيرون خلف من فقد إخلاصه وإنسانيته . كيف السبيل إلى تبصيرهم بأن السراب مخادع كذاب وإن ظننته ماء السحاب . وأن الغراب محتال ينعق بالشؤم والتخريب وإن غرد بصوت العندليب .
2 ـ في 2015 تم التغير , ولكن لم يحدث التغيير . وفي هذه القصة يتجلى معنى التغيير الحقيقي . جلس الشاب بجوار أبيه يمدح تفاني أخيه في عمله حتى رفعت المؤسسة راتبه فتضاعف عما كان عليه . ولكن الأب الحكيم قاطع ولده : حدثني عن نتيجة هذا التغيير ! كم يوفر نهاية الشهر ؟ . فرد الأبن : لا يوفر شيئا .! . فقال الأب : إذن الوضع على حاله . والحالة كما هي . صدق الأب . فإن التطور يُقاس بواقع نتائجه وبحقيقة آثاره . والدندنات والأهازيج ليست مقياسا له .
3 ـ في 2015 رأيت بشرا يتعاطون الحدث وكأنهم خاضعون لتنويم مغناطيسي , وهو ما يجعل العقل ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً , فتترسخ الإيحاءات ﻓيه ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻟﺘؤدي ﻣﻔﻌﻮﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ . وبه يقوم المختصون بالسيطرة على مراكز التفكير وخلايا الإرادة . فيصبح الشخص خاضعا للتوجيهات ومنفذا للأوامر . وحين يفيقون لا يصدقون أنهم فعلوا كذا وقالوا كذا . ويتسألون بذهول أين كانت عقولنا ونحن نرتكب تلك الأعمال ؟ وأين كانت إرادتنا ونحن نتفوه بتلك الأقاويل ؟. فيُقال لهم كنتم أجسادا تتحرك وفق مخطط عقلٍ غير عقلها ، وكنتم آلسنة تنطق وفق غاية قلبِ غير قلبها . وتحسبون أنكم من حرية عقولكم تتحركون ، ومن إرادة قلوبكم تنطلقون . والواقع أنكم جند مأمورون . وثوار مسيرون .
4 ـ يسيطر على بعض الناس مرض الرهاب النفسي . وهو نوع من المخاوف غير المبررة والغير منطقية وتختلف أنواعه وأعراضه , فمنه رهاب المرتفعات والأماكن الضيقة والظلام وغيرها . وللتخلص منه لابد له من علاج نفسي . وفي عصرنا أصاب بعض الناس والدول رهاب جديد لا يحتاج علاجه سوى إلى صدق في المراجعة وعدل في الميزان وتجرد في التقييم وسلامة في الصدور . عندها سيجدون أن تخوفهم منه لم يكن له من حجة ولا برهان . وأن كل ما تم غرسه فيهم من المخاوف مجرد كذب وبهتان صنعته عقول مجرمة ونفذته آياد خبيثة . وحينها سيدركون جميعا في كل مكان ودولة فداحة خطأهم وعظيم جرمهم , سيتبين لهم , كم خذلوكم , وكم ظلموكم , أيها " الإخوان المسلمون " . .
6 ـ في 2015 حمدنا لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا . وسنظل نحمده على نعمه التي لاتعد ولا تحصى .
الحمد لله الذي منحنا وجها واحدا . ولم يجعلنا معرض وجوه , نلبسها تبعا لمجرى الأحداث .
الحمد لله الذي وهبنا قلبا واحدا . ولم يجعلنا مستودع قلوب , نبرمجها وفقا لمصالح الذات .
الحمد لله الذي زيننا بعقل واحد . ولم يجعلنا متجر عقول , نضبطها مع مسار الحلقة الأقوى .
الحمد لله الذي أكرمنا بلسان واحد . ولم يجعلنا مخزن آلسنة , نطلق حروفها بالدفع المسبق .
الحمد لله الذي جمعنا إخوانا في الإصلاح . ولم يجعلنا أعضاء شرف نتنقل بين حافلات السياح .
الحمد لله الذي وفقنا لصفاء رؤية الإخوان . ولم يجعلنا بقعا متناثرة على جدران نادي الألوان .

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
  أحمد الجعيدي
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أحمد الجعيدي
كتابات
لنجعل من تعز مدينة للتصالح والتسامح
د. عبده سعيد مغلس
علي بن ياسين البيضانيصنعاء أيقونة التغيير فى المنطقة
علي بن ياسين البيضاني
عارف أبو حاتمخطاب الوداع لصالح
عارف أبو حاتم
د. محمد جميحصورة 2015
د. محمد جميح
محمد الصالحيوتكفن الجسد النحيل
محمد الصالحي
مشاهدة المزيد