العاصفة في مواجهة التدمير الشامل للمنطقة
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 9 سنوات و 4 أشهر و 6 أيام
الخميس 04 يونيو-حزيران 2015 07:26 ص
ذات يوم كنت وغيري نتغنى بأبيات شعرية تقول " تفرّق شملهم إلا علينا ***فصرنا كالفريسة للذئاب " ، وهانحن الآن نرى حجم المؤامرة الكبيرة التي تعترض المارد العربي الإسلامي الذي يحاول امتطاء جواده مرة أخرى ، ويشير بأصبعه شامخًا للشـرق والغرب قائلاً " أنا موجود هنا للتغيير ، ولن أسمح لكم باجتثاث وتدمير مقدساتي الإسلامية ، ومن ورائها كرامتي وعنفواني وشعوب أمتنا جمعاء " ...
لاحظنا فيما مضى كل الأقطاب العالمية المتصارعة والمتناقضة فكريًا وسياسيًا واقتصاديًا ودينيًا منزعجة تمام الإنزعاج من عاصفتنا الإسلامية المباركة ، لأنها شعرت أن من وراء العاصفة تدمير لكل المؤامرات الشيطانية التي تحاك ضد العرب والمسلمين ، وجعلت كل المنطقة العربية والإسلامية ممزّقة الأشلاء ، بين طائفية ومذهبية ، وسياسية حزبية ، وإدخالها في حروب طاحنة تأكل الأخضر واليابس ، ونرى دمارًا شاملاً للعراق وسوريا وليبيا ولبنان وفلسطين واليمن وغيرها .. 
صراعات الأقطاب العالمية الروسية والامريكية الإسرائيلية والفارسية المجوسية ، أريد لها أن ترمي نفايات صراعاتها في بوتقة العرب والمسلمين ، هذه الصراعات وإن رأيناها محتدمة فيما بين تلك الأقطاب هدفها البسيط تحقيق مصالحها الخاصة ، والتكسب من استمرارها في بيع الصفقات العظيمة من السلاح ، والتوسع فى النفوذ العسكري والإقتصادي لا غير ، لكن تجد تلك الصراعات المحتدمة تنتهي فجأة وتتلاشى بمجرد رؤيتها المارد العربي الإسلامي يصحو ويتقدم نحو الأمام ، وهم يرون – ومن وجهة نظرهم الخبيثة - أن هذه الصحوة لا محالة ستعطّل مصالح تلك الأقطاب مجتمعة ، وهذه في نظر المسلمين وقادتهم الحقيقيين اعتبارات واهنة لا تقم على أرض صلبة يمكن القبول بها أو اعتمادها ، لكن لأن تلك المصالح الغربية بُنيت على تصورات خاطئة هدفها العام بناء دولهم وتحقيق مصالح شعوبهم على حساب تدمير شعوب العالم العربي والإسلامي ، فهذا هو مكمن الإختلال في معادلة المصالح المشتركة بين الشعوب ..
وبناء على هذه التصورات الخاطئة والدنيئة فقد جعلت العاصفة المباركة القطب الروسي ومن ورائه إيران وأذنابهم فى العالم العربي ، ومن القطب الأمريكي الصهيوني ومن ورائه منظمة الأمم المتحدة يسعون بكل جهودهم لتوحيدها باتجاه صد التيار الجارف للعاصفة ، ووضع العراقيل لتشتيت رياحها التغييرية من أن تمس كل مخططاتهم التدميرية للأمة العربية والإسلامية ..
العاصفة لم تعد في نظر تلك الأقطاب مشروع بسيط هدفه تحرير اليمن من إنقلاب التحالف الحوثي العفاشي ، وتدمير إمكانياته الحربية ، واستعادة شرعية الدولة ، وتحقيق الأمن والأمان فيها ، وإن كان القائمون على العاصفة يصرّحون أن هدفها ذلك ، ولم يعد بإمكان السعودية الآن أن تغيّر وجهتها عن هذا الهدف أو التراجع عنه ، لأنها علمت يقينًا أنها هي الهدف الإستراتيجي الأبعد لكل تلك الأقطاب المتصارعة بما تحمله هذه الدولة قدرًا من عند الله أعظم مقدسات المسلمين ، فكيف لها أن تتخلى عن هذا الشرف العظيم في حمايتها والذود عنها بكل ما أوتيت من قوة ومال ..
تلك الأقطاب الظلامية والأنانية ، التي لم ولن تقبل بالتعايش مع الشعوب العربية والإسلامية إلا بمنطق الإستنزاف والتدمير ، علمت يقينًا أن زلازل التغيير فى المنطقة قادمة لا محالة ، ولعل في كتبهم ما يشير إلى مثل ذلك ، وعلمت أن المارد العربي الإسلامي آن له أن يصحو من غفوته ، ويحكم سيطرته ليقود هذه الأمة نحو مجدها التليد ، رضي من رضي وسخط من سخط ، ولم يعد بمقدور أي طرف من الأطراف العربية والإسلامية أن يمنع هذا المارد من النهوض ، فتياره جارف ، ولم يعد بمقدور الساسة إيقافه نحو مشروعه التغييري في بناء هذه الأمة لتحقيق ذلك واقعًا على الأرض ، وهي ترى بأم عينها أن شعوبها تذبح شرَّ ذبحة وتُمزّق شرَّ ممزّق في سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان ومصر وغيرها ، ويعبث بمقدراتها ، ولذلك نقول مستأنسين بما لدى هذه الأمة من تصورات شرعية : " آن لهذا المارد أن يصحو من غفوته لتغيير موازين فى المنطقة في مشروع يمكننا أن نسميه " زلازل التغيير الشامل فى المنطقة " في مواجهة " التدمير الشامل للمنطقة القادم من الغرب " ، لكن متى وكيف يكون ؟ نقول بما قاله الله تبارك وتعالى " قل عسى أن يكون قريبًا"