حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء
قبل اختطافها من قِبَل المليشيات الحوثية، المدعومة من المخلوع على عبد الله صالح، كانت صنعاء هي العاصمة اليمنية الوحيدة، التي يعرفها اليمنيون، إلى أن غادرها الرئيس عبد ربه منصور هادي متوجهاً إلى مدينة عدن، في رحلة هروبه التاريخية، التي لا زالت فصولها غامضة إلى اليوم، فأصبحت هذه الأخيرة هي العاصمة المؤقتة لليمن، وما أن بدأ بمباشرة أعماله منها كرئيس شرعي لليمن، وإعلانه لها عاصمة بديلة عن صنعاء مؤقتاً، حتى لا حقته المليشيا إليها، فقصفت مقر إقامته في قصر المَعَاشِيق، كما قصفت المدينة بأكملها بعد ذلك، حتى أجبرته على الهروب متخفياً وللمرة الثانية، ولكن الوجهة هذه المرة كانت إلى الرياض، فهل باتت هذه الأخيرة هي أيضاً عاصمة ثالثة لليمن، بديلة عن صنعاء وعدن، كليهما معاً.
الجواب أن واقع الحال يقول نعم، هي كذلك في اللحظة الراهنة على الأقل، فالرئيس اليمني بات -عملياً- يمارس مهامه كرئيس لليمن من هناك، فها هو ذا يصدر القرارات الجمهورية بعزل قادة عسكريين وتحويلهم إلى المحاكمات، كما تعيين قادة جُدد بدائل عنهم، ثم ها هو مؤخراً قد أصدر قراراً بتعيين السيد خالد بحاح نائباً له، كما يعتزم تعيين وزيراً للدفاع وآخر للداخلية، أضف لذلك أن الحكومة الجديدة برئاسة بحاج قد عقدت أول اجتماع لها في الرياض الثلاثاء الفائت، وكل ذلك تم من قلب الرياض، وأخشى ما أخشاه أن يستأنس الرئيس هادي ورئيس حكومته ووزير خارجيته وباقي المسئولين هناك، برفاهية المكان وبطيب المقام في المملكة، بعد أن أصبحوا بعيدين عن الأخطار، كما عن فوهات البنادق وأزير الطائرات، وينسوا بأن هناك شعباً يعيش واقع المأساة، ويواجه الموت في كل لحظة، ويُفترض أنهم أول المسئولين عنه في هذه اللحظات العصيبة، وهو ينتظر منهم الكثير والكثير ليقوموا به، حتى يُثبتوا له –على الأقل- أنهم أهلاً ليكونوا مسئولين عنه في قادم الأيام.
أملنا أن تكون الرياض مجرد محطة استثنائية في ظرف استثنائي، وأن لا تبقى طويلاً بمثابة العاصمة المؤقتة لليمن، كما ورجاؤنا أن لا يطول المقام كثيراً بالسادة المسئولين هناك، حتى لا ينقلب الحال عليهم، قبل أن يعودوا إلى ديارهم، فاللحظة حرجة، والشعب يعيش حالة من الاستياء والغضب، كما من اليقظة والترقب، والوقت ليس مناسباً للاسترخاء أو النوم، ويتطلب منهم العمل الدؤوب مع نظرائهم في دول الخليج في كل ساعة ولحظة، لإيجاد مخارج وحلول لهذا الحال الذي وصلت إليه البلاد، تلبي طموحات الشعب، الذي ما عاد يطيق أنصاف الحلول، ولا التسويات السياسية البائسة.
عليهم أن يعطونا إجابات مقنعة، لم كل هذا التأخير الطويل في تشكيل قيادة عسكرية، يُفترض أنها قد بدأت التحرك الفعلي على الأرض، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشر، الذين يموتون كل يوم، وتنسيق الجهود محلياً للبدء بتحرك بري، يستحيل أن تُحسم المعركة إلا من خلاله، كما نريد من الرئيس هادي أن يخرج من حالة الاسترخاء والجمود الذي يعيشه، والذي أوجع قلوبنا وأصابها بالورم، ليتصرف كرئيس دولة يتسم بالقوة والحزم، وبما تمليه عليه واجباته ومسئولياته، في هذا الظرف الحرج والحساس، الذي تعيشه البلاد، وباختصار شديد .. نريد رئيساً ينبض بالحياة لا بالموت.
لقد انتظرناه طويلاً كي يقوم بتعيين نائباً له، عله يخفف عنه بعض الحمل، خصوصاً ونحن نعلم أنه متعب من الناحية الصحية، على أن يتواكب وطبيعة المرحلة، ويتسم بقدر عال من الحنكة والشجاعة، التي تلبي طموحات اليمنيين في المرحلة الراهنة، فإذا به يخيب ظننا، بتعيينه للسيد خالد بحاح رئيس الوزراء كنائب له، ليصبح الرجل صاحب منصبين كبيرين في آن واحد، وفي مثل هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد، وكأن اليمن لم تنجب غيره الكثير من خيرة الرجال، الذين يمكن أن يقوموا بهذا الدور بكل شجاعة وحزم واقتدار.
لا يعني ذلك مطلقاً أننا نقلل من شأن رئيس الوزراء، أو نحاول الإساءة لشخصه، الذي نحتفظ له بحقه في التقدير والاحترام، لكننا نقول: أنه من غير المعقول أو المقبول أبداً، أن يقوم الرئيس بتكليف نائبٍ له وهو يشغل –بذات الوقت- منصباً آخر لا يقل أهمية عن منصب نائب الرئيس، إن لم يكن أكثر أهمية منه، خصوصاً في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية، فهل عقمت نساء اليمن عن إنجاب الرجال المخلصين، المؤهلين والقادرين على قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان، في هذه اللحظة التاريخية الفارقة من تاريخ اليمن المعاصر.