بالأرقام..الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعد الأكثر كلفة في التاريخ ... أرقام فلكية البنك الدولي يكشف عن وضع مؤلم وصل اليه الغالبية العظمى من اليمنيين بخصوص قوت يومهم سبع طرق لنسخ نص من موقع يمنع النسخ تعرف عليها في ذكرى استشهاده 9...نايف الجماعي تأبين للمناضل واحتفاء بالشاعر. اللجنة العليا لإنتخابات اتحاد كرة القدم تتسلم قوائم المرشحين لقيادة الإتحاد بمبادة تركية.. 52 دولة تطالب مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.. انفجار يستهدف قوات المجلس الإنتقالي في أبين ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بتيفاني إبنة الرئيس الأمريكي؟ صراع الأغلبية وقلب الموازين بمجلسي النواب والشيوخ بعد فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية اكتساح جمهوري لمجلسي الشيوخ والنواب.. آخر النتائج
الغاية بقيام دولة يسودها الرأي والرأي الآخر تلاشت مع تصاعد وتيرة الصراع لنصبح قاب قوسين أو أدنى من تفريخ بيئة مليشاوية يسودها العنف والعنف الآخر لذا لا نستغرب إن أمطرت سمائنا أشلاء ودماء..!! العنف مدرسة واحدة وإن تباينت المناهج والفتاوى, ولطالما حذر العقلاء من سيادة السلاح, والركون إلى لغة الرصاص, وإحلالها مكان العملية الديمقراطية الناشئة لأن العنف سيتمخض عنه عدة أقنعة ولن يلبس وجهــًا معروفــًا, فمثلاً لو كنا اليوم نشكو من صراع سياسي فغدًا سندخل مرحلة الصراع الطائفي المذهبي أو المناطقي الحزبي أو الشطري الانفصالي.
من الخطأ أن يلجأ قوم إلى فرض البروتوكولات والأجندات ليس بالحوار والمفاوضات وإنما بفرض واقعـــًا جديدًا تحت مظلة من الرصاص يدوش دويها آذانهم عن سماع من يخلفونهم الرأي في الضفة الأخرى. الواقع الذي يفرضه السلاح مهما امتدت رقعته أو زادت جماهيريته فلا يعني أبدًا ديمومته أو صحته فالحق ليس في
القوة وإنما القوة في الحق. الفراغ الدستوري والفراغ السياسي والفراغ الأمني الذي تشهده البلاد يعد بيئة ملائمة لنمو أجيال من الطفيليات المسلحة, ولن تستطع أي مليشيا بأي حال من الأحوال أن تسد هذا الفراغ الدستوري والسياسي والأمني لأنها وببساطة وباء يتكاثر وسط الفراغ الموجود ولم تأت لـتحل محله. لذا يتوجب على جميع الأطراف أن تحافظ على ما تبقى من ماء وجه الدولة, وأن تمنحها فرصة للوقوف على أقدامها, وأن تطوي صفحة الماضي بسوداويته وإن كان قد تسربل بالدم الأحمر القاني, وألا تفصل من جلباب النظام حسب مقاسها بل يتوجب حياكة دستورًا يلبسه كل اليمانيين يتماهى مع التعدد الإيدلوجي الحزبي منه والمذهبي الذي يصنع الفسيفساء اليمنية.
الأمن لا يعني أن تأمن جماعة وتخاف بقية الجماعات, لا يعنى أن نجرد قومــًا من سلاحهم بقوة سلاحنا, لا يعنى مطلقــًا نقطة تفتيش أو طقمــًا مدججــًا بالرجال والرصاص, إنما الأمن منظومة متكاملة يبدأ من مكان وقوع الجريمة, ثم بالإبلاغ عنها, مرورًا بقسم الشرطة, والتحويل إلى النيابة, حتى المثول أمام القضاء, وسماع النطق بالحكم, وهو عبء لا تستطيع جماعة أن تتحمله بمفردها, كما أنه في الأصل ليس من مسئوليتها في ظل وجود دولة وجيش وأمن لأنها بهذا ستضع نفسها في مرمى النيران من بقية الأطراف الأخرى التي لن تترك الملعب مجرد مساحة من عشب أخضر بل ستحيله رمادًا تستيقظ تحته كل جمرات الغضب.
إنني أعتبر ما حصل في اليمن - منذ الربيع المجيد - نموًا طبيعيـــًا للجسم اليمني الديمقراطي الذي يلوذ إلى حكمته وإيمانه عند كل منعطف يهدد مصيره فيحبط كل الرهانات التي تحاول حصره في مربع العنف.
إذن نحن أمام طريقين لا ثالث لهما إما أن نبني وطنــًا يؤمن بالرأي والرأي الآخر أو ننهار نحو مستنقع من العنف ويتوجب علينا وقتها أن نؤمن أيضــًا بالعنف والعنف الآخر فليس من المعقول أن نعتبر عنفنا جهادًا مقدســًا بينما العنف الآخر هو محض إرهاب..!!
إذن لا حرج إن قلت لكم: العنف أسهل الغايات والقتل أسهل الوسائل أيضــًا, فالمعادلة الصعبة التي تلوح في الأفق اليوم وينبغي على النخبة السياسية وضع عناصرها الكيميائية يجب أن يكون ناتجها الوحيد يساوي السلام.. فقط السلام كل ما يبحث عنه هذا الوطن وهذا المواطن.