آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

المؤامرة القادمة
بقلم/ عبدالباسط الحبيشي
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و 14 يوماً
الجمعة 17 أغسطس-آب 2007 08:34 م

مأرب برس – خاص

تمر الامم والشعوب والجماعات وحتى الأفراد بتجارب مختلفة في مسارات حياتها الإنسانية المتنوعة فنجدها تتغير الى الأفضل او الى الاسواء بنسب متفاوتة بحسب فعل وتأثير وحجم هذه التجارب وقوتها وسطوتها وعلى اساس المقدرات العرفية المتراكمة التي تشكلت في شبكة وعيها المتنامي على مر الزمن.

ولقد مرت اليمن بتجربة طويلة خلال ثلاثة عقود متواصلة لا شك انها توصلت من خلالها الى تراكم معرفي تستطي ع من خلاله الحكم واجراء التقييم الاستقرائي الكامل الموصل الى الاستنتاجات والمعالجات الصحيحة والدقيقة لدرجة المعرفة الكاملة بالاجراءات الخاطئة والصائبة التي انتهجتها البلاد والتي تستطيع من خلالها معرفة وتحديد دون ادنى شك من هو العدو من الصديق, والمجرم من البريء, والمفسد من المصلح وبالتالي العميل والخائن من الوطني الاصيل.

قد يندرج كلامي هذا تحت بند منظري المؤامرات لكن في اعتقادي ان من لا يؤمن بوجود مؤامرات تحاك وتدبر في دهاليز و أقبية قصور الرئاسة فهو او هي مجانب للحقائق الساطعة للعقل السليم والعين المجردة.

خلال الثلاثة العقود الماضية.. تطور العالم من حولنا ونمى اقتصاديا وسياسيا ومدنيا واجتماعيا في الوقت الذي عادت اليمن القهقري في كل المجالات, تقدم العلم وتقدمت فيها أساليب وطرق التعليم ونظم محو الأمية وازدادت اليمن جهلاً وتفاقمت فيها الأمية , تطورت صحة الإنسان في جميع انحاء العالم حيث تلاشت الإمراض الوبائية ولازالت اليمن تعاني من إمراض البلهارسيا والسل والجدري والملا ريا,

ارتفعت مستويات المعيشة والرفاهية لدى شعوب العالم وازداد الشعب اليمني فقرا ومعاناة ومجاعة... وقائمة المقارنات لا تنتهي ويعرفها الجميع.

ورغم كل ما يحدث من انتكاسات وكوارث ومآسي على مستوى الوطن اليمني بأكمله الا ان البعض منا لا يزال او يحاول التعامي عن الأسباب الحقيقية والرئيسية وراء هذه الحالة المأساوية التي تمر بها اليمن فضلا عن ان الكثير من هؤلاء يبدع في اختراع المبررات المحلية والعالمية بل والأنكأ والأسوأ من ذلك أنهم يقلبوا كل الفواجع الى منجزات تاريخية ومكتسبات وطنية !!!!

ما ينبغي علينا جميعاً هو ان نحاول تغيير أنماط تفكيرنا الى ان الحاكم ليس قدرا مفروضا علينا ابد الدهر ولا هو شيئاً منزلا بزنبيل من رب السماء او شرا مستطيرا لا بد منه, بل ينبغي ان ندرك انه عبارة عن موظف مفوض من قبل الناس لإدارة شؤونهم وعليهم واجب تغييره عند الضرورة خاصة عندما يتجاوز مقررات هذا التفويض فضلاً عن اتضاح الصورة على حقيقتها بان هذا الموظف هو من يقف عن عمد وسبق إصرار وترصد وراء هذا الانهيار والتدهور والتخلف, لأنه لو كان غير ذلك فما كان يمنعه سلوك طريق التطور والتقدم والرقي خلال ثلاثة عقود من الزمن والمثل اليمني يقول "لو في شمس كانت من امس", وهذه الفترة تطول مدة ثلاثة عقود معناها ان اكثر من 70% من الشعب اليمني لا يعرف سوى هذا الموظف.

كما ينبغي ان نقف ضد ترويج وتسويق التبريرات التافهة والاعذار الاقبح من ذنب بتحميل البطانة او الجهل ذنب ما آلت اليه الأوضاع والتي تجعلنا نعلق آمالنا على خيوط العناكب..

اننا عندما نعاصر ثلاثة عقود من الفساد والتقهقر المتواصل يعني اننا نتحدث عن ظاهره مستفحله وليست إستثناء لان الاستثناء لا حكم له, اما الظاهرة فهي كالشمس لا يمكن ان تغطى بمنخل, لذا فان معالجة الظاهرة لا بد وان تكون في الرأس وحده وليس الجسد, ومع فرض ان الداء في الجسد, فان الجسد كما نعرف قد تغير مراراً وتكراراً من خلال تعاقب الحكومات الكثيرة والسياسيات المختلفة فضلاًً عن تغيير البلد نفسها جغرافيا و ديموغرافياً واجتماعياً وسياسياً لكننا لم نرى إلا تأخراً وتراجعاً على كل المستويات, لان الرأس, السبب الرئيسي في البلاء لا يزال رابضا وجاثماً على الوطن وهذا هو الداء بعينه.

ف لا داعي اذاً لأي تنظيرات او فلسفات تبتعد عن الظاهرة الجوهرية, كون المشكلة لا تكمن في طبيعة النظام اياً كان جمهورياً او إمبراطوريا او ملكياً او حتى وراثيا او ما الي ذلك من التسميات, لان هذا وأشياء اخرى كثيرة لم تعد تعنينا, أن ما يعنينا هو تغيير الرأس نفسه وينبغي أن يكون هذا التغيير الآن وليس غدا قبل فوات الأوان.

تنويه

اتقدم بالشكر والتقدير لكل من اغنى مقالتي السابقة بالنقد وهي بعنوان "اغتصاب الشرعية"

لكني انوه باني قد اخطأت التقدير وكتبتها طويلة جدا حيث تجاوزت المساحة المسموح بها مما اضطرت الناشر مشكوراً الى اختصار اكثر من نصفها تقريباً مما افقد المقالة مضمونها ومعناها وهدفها, لذا من يرغب في قراءتها كاملة ارجوا نقر الرابط التالي: http://www.aafaq.org/search_details.aspx?id_arch=6413