وثيقة الإرياني والأقاليم
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و يوم واحد
الخميس 22 أغسطس-آب 2013 04:26 م

ما نسب للدكتور عبد الكريم الإرياني وهو من أشهر عرابين السياسة اليمنية وصناع الأحداث والتحولات إيجاباً وسلباً من وثيقة تحدثت عن أقاليم وجمهورية يمنية لا مركزية وفترة تأسيسية أدت إلى تجاذبات وعلق احد مكونات الحراك السلمي الجنوبي " مؤتمر شعب الجنوب " مشاركته في مؤتمر الحوار .

الوثيقة المتداولة على نطاق واسع لغمت مؤتمر الحوار وأصابته بالشلل والأمر صراع بين وجهتي نظر حول مستقبل اليمن بين إقليمين شمالي وجنوبي أو أقاليم متعددة وقد وصفت "وثيقة الإرياني" بأنها خلاصة تفكير ومخرجات الأطراف المعنية في اليمن حاول الدكتور الإرياني صياغتها بخط يده كما قيل.

 هناك من يأخذ على "وثيقة الإرياني" بانها تعيد صياغة النظام وفقاً لمراكز القوى المتحكمة بالعملية السياسية والإقتصادية وانها تعيد إنتاج النظام بشخوص جديدة .. لكن هناك من يعتبر " وثيقة الإرياني " مخرج سياسي وعملي منطقي يجنب اليمن التشظي والإنقسام على المدى القريب والبعيد.

 ميزة الأقاليم في "وثيقة الإرياني " انها لاقت صدى واسع واستجابة من قبل محافظات عديدة منها جنوبية "حضرموت وشبوة والمهرة" على اعتبار أن تقسيم اليمن الى إقليمين شمالي وجنوبي سيؤدي بالتالي أن تكون حضرموت وشبوة والمهرة عبارة عن ولايات بينما تقسيم اليمن الى أقاليم متعددة تطمح من خلال ذلك حضرموت وشبوة والمهرة أن تصبح اقليم شرقي وليس ولايات في تقسيم الإقليمين.

من المأخذ على " وثيقة الإرياني " انها لم تفصح صراحة كيف سيتم التعامل مع القوى التي لم توقع على المبادرة الخليجية وتناستها وكأنها غير موجودة " الحراك الجنوبي بفصائله المتعددة وأنصار الله والشباب والنساء "بينما أعادت تقسيم الكعكة على القوى السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية وجرى تسريب أحاديث هنا وهناك ان " الوثيقة" جرى التفاهم عليها وطبخها على نار هادئة بين أطراف العملية السياسية لفترة .

وقيل ضمن التسريبات حول" الوثيقة" أن هناك قيادات ومراكز قوى تنصلت عنها بعد أن تم تسريبها وكان يراد لها أن تكون وجهة نظر ورأي كمخرجات لمؤتمر الحوار لكن تسريبها بعد اتخاذ أحد فصائل الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحراك" مؤتمر شعب الجنوب " موقفاً منها ومن الإستمرار في الحوار أدى الى وأدها أو قتل فكرتها من الأساس وهناك من يتحدث عن فصائل حراك جنوبي لازالت تحضر مؤتمر الحوار ولم تحدد موقفها بعد.  

 ومهما قيل فإن رفع سقف مطالب فصيل الحراك الجنوبي" مؤتمر شعب الجنوب" أحد أهم فصائل الحراك الجنوبي السلمي المشارك في الحوار الوطني بقيادة محمد علي أحمد وضع مؤتمر الحوار في عنق الزجاجة وهو بحاجة الى معجزة توافقية جديدة بعد أن تردد أن مؤتمر شعب الجنوب لن يحضر مؤتمر الحوار وهناك بوادر في بعض فرق المؤتمر من انضمام مكون الشباب والنساء الى موقف مؤتمر شعب الجنوب .

ومهما حصل فإن الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني أحد أهم مخرجات المبادرة لن تسمح بأي فشل لمؤتمر الحوار وبكل تأكيد سوف نسمع ونقرأ ونلاحظ ضغوط من نوع ما تنشط خلال الأيام القادمة باتجاه منع توسع المواقف التي تصيب مؤتمر الحوار بالشلل والتعطل لإن الدول الراعية غير مستعدة لإي فشل في اليمن وستدعم أي حلول توافقية.