بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا هجوم جوي يهز بيروت وإعلام إسرائيلي: يكشف عن المستهدف هو قيادي بارز في حزب للّـه مياة الأمطار تغرق شوارع عدن خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
بثت قناة العربية الحلقة الرابعة من برنامج الذاكرة السياسية مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح تحدث فيها عن ظروف نشأت الحوثيين وملابسات وقف الحرب.
وفيما يلي نص المقابلة .
نمر على ملف الحوثيين في صعدة خصوصاً من المعلومات المنتشرة تاريخياً أن هذه الحركة نمت وترعرعت في عهد علي عبدالله صالح قبل أن يبدأ بمحاربتهم عندما استغلهم في محاربة السلفيين؟
- هذا غير صحيح.. لم أوجههم وليس لي أي صلة بهم لا ضد السلفيين أو ضد غير السلفيين، نشأت هذه الجماعة في حرب 94، بدأت صغيرة في مران بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، وكانوا قد اختلفوا مع السلطة المحلية.. كان يجبي الزكاة ويسيطر على الموارد في هذه المنطقة، ونحن كنا مشغولين بحرب الانفصال وتصاعد الخلاف بينهم وبين السلطة المحلية انتهت حرب الانفصال وهدأت الأمور وما كان هناك أي مشكلة، كان الحوثيون عاديين غير بارزين، لا يوجد هذا البروز السياسي، جاءت حرب الانفصال وكانوا داعمين.. الحوثيين وغير الحوثيين في صعدة كانت المحافظة الرئيسية لدعم المجهود الحربي بالمؤن والمعدات وغيره.. كنا ممنونين للمحافظة بدون تمييز، وكان دعما سخيا وجيدا ورائعا، تصاعد الخلاف بينهم وبين السلطة المحلية تقارير وما تقارير، وأنهم يسيطروا على المديريات ويسيطروا على المحلات، كنت أنا في جولة في الانتخابات الرئاسية 2006 في صعدة وتواصلت مع عبدالملك الحوثي، وقلت له تعال إلى صعدة وأعتقد أنه قد شنت حرب قبلها أو حربين ،ولايوجد بيننا وبينكم مشكلة.. قال :تسمع من قناة الانتخابات انتخابات زينة وجيدة، وفعلاً كانت نتائج الفرز في صعدة أفضل من أي محافظة في التصويت كمحافظة وليس كحوثيين، استأنفت الحرب من خلال التقارير وتجار الحروب والمندفعين أصحاب التقارير الخاطئة والمسيّرين من تنظيمات سياسية أخرى، فكلما هدأت الحرب أشعلوها مرة أخرى.
* هل هم مدعومون من الداخل والخارج؟
- لا لا داخلياً لمصالحهم الخاصة ومصالح حزبية ضيقة.
* ما في بُعد طائفي إطلاقاً في الحروب مع الحوثيين؟
- لا أعتقد أنها حرب طائفية.. كانت تسيس على أنها عنصرية لا طائفية، لكن حرب بينهم وبين الدولة.. طبعاً أنا صاحب القرار والمسئول عما حدث في صعدة، لكن بناء على تقارير السلطات المحلية والسلطات العسكرية والتي كانت مستفيدة من هذه الست الحروب تكوين المليشيات والتي تسمى بالبشمرقة، تكوين الكتائب الوهمية والقوات الشعبية الوهمية يكسبوا من ورائها الأموال.. الحوثيون ازدادوا قوة نتيجة تصرفاتهم العسكرية الفاشلة وبعض أفراد السلطة المحلية، والحوثيون سيطروا سيطرة جيدة حاصروا الوحدات أكثر من مرة إلى أن انتهت الحرب السادسة وانتهت ودخلنا في المعمعة السياسية الأخرى التي هي الأزمة وكل واحد عنده تراكمات، الحوثيون عندهم تراكمات الحرب يحمّلوها الدولة، نحن نتحملها والعسكريون الفاشلون حمّلوها الدولة.. الذين فشلوا في قيادة الحملات، والذين استفادوا من (هبر) الأموال والمعدات والذخائر ليصبحوا أغنياء من هذه الحرب ويسموا تجار الحروب وهذه ليست أول مرة، تجار الحروب من يوم قيام الثورة.. فانتهت الحرب ودخلت هذه الأزمة الجديدة وكل واحد عنده إفرازات.
* هناك قيادات عسكرية يمنية تقول إنه كلما كان يقترب الجيش من الحسم يتصل علي عبدالله صالح لوقف الحرب؟
- كنت أشفق عليهم لأنهم محاصرون، كلما ضاق عليهم الخناق أقول لهم أوقفوا الحرب لأنهم محاصرون.
* لكن أن تقول أنهم متمردون عن الدولة ولازم تجابههم وتحسم الأمر؟
- نعم.. ولكن القيادات الميدانية كانت ضعيفة همها كان الركض وراء المال ولا تركض وراء الحسم العسكري، فكلما أنقذهم من الحصار.
* الذين كانت القيادات العسكرية تتعرض لهم؟
- أيوه.. أوقف الحرب لأنهم محاصرون، وما نقدر نوصّل لهم المدد، وأخشى أن يستسلموا واستسلموا بالفعل وسلموا دبابات، سلموا مدفعية ولا زالت مع الحوثي نتيجة ضعف أدائهم.
* ليس ضعف الدولة ؟
- لا.. ضعف القيادة الميدانية.
* ما معلوماتك عن حقيقة ما يقال عن الدعم الإيراني للحوثيين؟
- هذا صحيح.. هناك دعم للحوثيين من قبل الحرب وكانوا على اتصال، وكان بدر الدين الحوثي وصلاح فليتة وعدد من الحوثيين كانوا يذهبون إلى إيران وعلى صلة بالسفارة الإيرانية.
* أموالهم وسلاحهم وخططهم هل هي إيرانية؟
- لا.. أموال فقط.
* سلاح موجود؟
- سلاح موجود ويدبر.
* والخطط توقيت الحروب وتوقيت التصعيد؟
- بيد الحوثيين.
* يعني إيران كانت تستخدمهم ورقة عندما تريد أن تضغط على السعودية؟
- على السعودية.
* كل الحروب التي خاضوها استخدمتهم إيران ضد السعودية؟
- ضد السعودية نعم.. الهدف الرئيسي.
* كشفت السلطات اليمنية مؤخراً بعد تنحيك عن شبكة تجسس إيرانية ضخمة تعمل منذ سبع سنوات في اليمن.. يعني من أيام حكمك؟
- لا أعلم
* مش هذا فشل الدولة اليمنية آنذاك؟
- أنا لا أعلم أن هناك شبكة تجسس إيرانية.. سمعت الآن مثلما تسمع أن لهم صلة بعلي سالم البيض، وأن لهم صلة بالحوثيين وعدد من الاشتراكيين لهم صلة عدائية ضد السعودية واحد، صلة عدائية ضد الوحدة اليمنية اثنين لفصل الجنوب عن الشمال.
* وكأنك تشكك في مصداقية هذه المعلومات؟
- هذا لا أستطيع أن أجزم أنه صحيح، إنما المسئولون يصدرون عجزهم وضعفهم على الآخرين، البعض منهم والبعض يجوز أنه صحيح.
* فخامة الرئيس سنفتح الآن ملف القاعدة بعد ملف الحوثيين.
منذ حادثة الهجوم على المدمرة "يو أس أس كول" في عدن في الجنوب اليمني، هذه المدمرة الأمريكية من قبل القاعدة بدأ الانتشار يزداد ويتسع والنفوذ يقوى أكثر وأكثر للقاعدة حتى قيل أن اليمن بات مرتكزا أساسيا، ساحة حقيقية للقاعدة يتحرك منها في اليمن وفي العالم أجمع، ما حقيقة ما حصل في ميناء عدن، هل تتحمل جهات استخبارية دولية مسؤولية ذلك؟
-أنا كنت في تونس وجئت إلى عدن من حسن الحظ أنا جئت إلى عدن وما رجعتش إلى العاصمة، وحصل الهجوم على المدمرة "يو أس أس كول" طبعاً التحقيقات كشفت ملابسات الحادث من وين جاءت القوارب ومن أين دخلت، ومن أين خرجت، ومن أين جاءت المواد التفجيرية، هذه كلها موثقة والتحقيقات موجودة لدينا ولدى الأمريكان، من حسن الحظ أني كنت موجودا في عدن، كانت ستحصل كارثة عسكرية وسياسية في عدن.. القيادة العسكرية لوحدها.. والقيادة الأمنية لوحدها، والسلطات المحلية لوحدها.. حصل إرباك.
*جمعتهم؟
- جمعتهم، وشكلت منهم غرفة عمليات مشتركة والأمريكان تحركوا بحوالي سبع سفن حربية إلى خليج عدن، وبقي طيرانهم العمودي يطلع وينزل على السفن، أبلغتهم عن طريق الدفاع الجوي أنه ممنوع خرق الأجواء اليمنية إلا بإذن مسبق، توفقوا، جاء لهم دعم من البحرين على متن طائرات نفاثة وكلاب بوليسية ومسلحين من المارينز، وحاولوا أن ينزلوا في مطار عدن بالقوة، وتصدى لهم الأمن المركزي ومنعهم وحجز سلاحهم في الطائرة وحجز كلابهم ودخلوا بعدد محدود إلى فندق عدن، وخصصنا لهم طابقين أو ثلاثة في عدن وحطينا عليهم حراسة لكي لا يصبهم أي أذى، والشيء الثاني عدم التدخل في الشأن الداخلي، والتزموا وكانت هجمة كبيرة جداً علينا حول الإرهاب وصرحت أنه أن شاء الله خلاص 72 ساعة نكتشف المدبرين لهذه العملية، فعلاً كان هناك تواصل بيني وبين وزيرة الخارجية "أولبرايت"، كان بيننا تواصل، كانت إدارتهم هادئة، ومتعقلة، وكان في تيار يشدد على قصف عدن بسبب الحادث، قلت لها أن شاء الله خلال 72 ساعة سنبذل كل الجهد حتى نكتشف القضية، فعلاً كشفت القضية، كشفتها الأجهزة الأمنية وألقوا القبض على الجناة، وسارت التحقيقات وأدخلناهم شركاء في التحقيق، وكانوا مرتاحين لأنهم شاركوا في التحقيق واتضحت الحقيقة أن هناك مؤامرة.
* مؤامرة ممن، دولية يعني؟
- مؤامرة إخوان مسلمين ووراءها قوى دولية، كانت أصابع الاتهام تشير إلى بعض أنظمة وإلى بعض أسماء لا داعي لذكرها، وإلى إسرائيل بالذات، على أساس إحداث مشكلة.
* ما كان الهدف من ورائها؟
- هو إيذاء لأمريكا.
*ضرب المصالح الأمريكية؟
-ضرب المصالح الأمريكية، واضح.
*لكن لماذا لم يتم تفادي مثل هذا الهجوم، أليس ذلك يعتبر أو يسجل فشلاً؟
-لم يكن عندنا خبر، فوجئنا بالحدث، لا الأمريكان كانوا متوقعين ولا نحن، دخلت السفينة تتزود بالوقود، لم يكن في حسباننا ولا حتى في حسبان الأمريكان، ولم تكن القاعدة بحجم كبير .كانت قد ظهرت عندهم حالة من الحالات .. أبو علي الحارثي لا أدري هي بعد أو قبل، في مأرب وقتل.
* اتهمك البعض باللعب أيضاً على ورقة القاعدة لإخافة الغرب بها ولتثبيت حكمك كما فعلت أنظمة عربية عديدة؟
-هذا الكلام غير صحيح وهؤلاء من العناصر الفاشلة والحاقدة والمريضة والتي تريد أن تتسلق إلى السلطة على حساب سمعة الآخرين، أنا ليس لي سلطة كان في وساطة قذافية وقطرية وأنا في مؤتمر خليج سرت، من قبل معمر القذافي وحمد بن خليفة آل ثاني، وهذه أول مرة أفشي هذا السر، كانت وساطتهم: لماذا تحط رأسك في رأس القاعدة.
*معقول؟
- لماذا تحط رأسك في رأس القاعدة، لماذا لا تتصالح معهم؟، ونحن مستعدين نتفاهم معهم لكي يجنبوك المشاكل وسنكلف ابن القذافي سيف الإسلام يتواصل معهم، قلت لهم نحن ضد من يخلخل أمن واستقرار اليمن ويتدخل في شئونه، ولا نقبل على أنفسنا الإرهاب، أنا فهمتها أن لهم علاقة بالقاعدة، وأنهم مستعدون ليلعبوا دور الوسيط، وهناك كلام أخطر من هذا لكن لن أقوله في هذا المقابلة، مما قاله الشخصان.
*غير عن القاعدة؟
-متصل بالقاعدة.
*طريقة تعاطيك مع القاعدة في اليمن؟
-كلام خطير، وما في داعي لذكره.
*يؤدي إلى تحالف بينك وبين القاعدة لتخطيط معين؟
-لا.. لا ..لا، موضوع ثاني، أنك لست الهدف، قد نذكرها في مقابلة أخرى، لكل حدث حديث.
*أنا سأحتفظ بما فهمته، منذ حادثة "يو أس أس كول" أصبح هناك ما يقال خبراء عسكريون أمريكيون وعناصر من السي آي آيه متواجدين في اليمن، هل هذا مؤكد، أو ممكن أن تؤكده؟
-نعم، موجودون في السفارة الأمريكية بصنعاء.
* يتجولون ولهم حرية التجول والتصرف؟
-لا، في السفارة الأمريكية، حد علمي أنهم موجودون على صلة وتنسيق مع الأمن السياسي والأمن القومي.
*ولكن ماذا عن الغارات الأمريكية بطائرات بدون طيار ضد مواقع للقاعدة؟
-هذا هو في اتفاق ضمني وليس خطيا، ولا معمد ولا مقر من البرلمان ولا شيء، كان تنسيقا أمنيا لمكافحة الإرهاب، وقدمنا لهم التسهيلات.
*يعني تعترف أنه كان هناك اتفاق سري بينك وبين الأمريكيين؟
-مش سري.. معلن.
*ضمني تقول؟
-ضمني يعني ما اتفق عليه.
*يعني ما اتخذ بإطار المؤسسات الديمقراطية التي تحكي عنها؟
-اتفاق لمكافحة الإرهاب، لكن لم يقدم مشروع لا منهم ولا منا في إطار اتفاق مؤسسي، إنما تنسيق لمقارعة الإرهاب.
*بس كان هناك إنكار دائماً من السلطات اليمنية والأمريكية أن هناك قصف لطائرات بدون طيار؟
-صحيح، كان هناك إنكار.
*ليش ؟
-من أجل ردود الفعل الشعبية اليمنية ضد التدخل الأجنبي، لكن الآن تروضون اليمنيين.. الأمريكان يجولون ويصولون بدون ما أحد يكلمهم.
*لكن يقال إنه بأيامك كمان كان يصير؟
-نعم.. في عهدي أنا معترف أنه كان التنسيق، لكن لم تدخل إلا بإذن .
*يصلولون ويجولون بدون ما حدا يحكي معهم؟
-لا.. كانت لا تدخل الطائرة إلا بإذن مسبق من الأمن القومي، تدخل بإذن مسبق وهي حالتين التي حصلت..
*وبعدين شو صار، صارت تدخل بدون إذن مسبق في الفترة الأخيرة؟
-والله ما عندي خبر..
*لا خلال فترة حكمك؟
-لا في حكمي دخلت طائرات مرتين، على أبو علي الحارثي وعلى المعجلة في أبين فقط.
*بدون إذن مسبق دخلت؟
- لا حق المعجلة بدون إذن مسبق، وحق أبو علي الحارثي بإذن مسبق، وارتكبت أخطاء وضُرب المواطنون الأبرياء، وكان خطأ فادحاً.
*كيف تقبل؟
-قبلنا أمرا واقعا.
*يعني فرضه عليك الأمريكان؟
-ما نعمل.. يعني نوجه الصواريخ على أمريكا؟
*يعني فرضوا عليك الأمريكان؟
-مش فرضوا عليَّ، هم دخلوا بدون إذن وضربوا المعجلة، لكن حق أبو علي الحارثي دخلوا بإذن مسبق من الأمن القومي.
*ما قدرت تقلهم لا؟
- لمناهم وخاطبناهم بأن هذا عمل غير مقبول، وأنتم تضربون الأبرياء، والمفروض أن تجرى تحريات وتدخلوا بإذن مسبق، وخلاص حصل اللي حصل، تحملت الدولة آنذاك تكاليف الخسائر التي خسرتها المنطقة.
*طلبوا إقامة قواعد عسكرية؟
-لا.
*لم يحصل أن طلب الأمريكيون إقامة قواعد عسكرية؟
-لا أبدا.
*يقال إنهم طلبوا وأنت رفضت؟
-لا أبدا هذا غير صحيح.
*استناداً إلى نوعية العملية التي كانت تقوم بها القاعدة.. يقول خبراء إن أجهزة الأمن اليمنية والمخابرات كانت مخترقة من قبل القاعدة، ما سهل لها القيام بعمليات نوعية، هنا نذكر حادثة الهروب الكبير من سجن المخابرات في صنعاء.. 23 قياديا من القاعدة؟
-كل شيء جائز.
*شو هالصراحة اليوم؟
-كل شيء جائز.
*جائز أن تكون المخابرات والأمن مخترقة في عهدك؟
-أنه تكون المخابرات مخترقة، ولو ما كانت مخترقة لما هربوا من السجون، أو تواطؤ، أو ضعف أداء الأجهزة الأمنية، أو اللامبالاة.
*طيب حضرتك بتعترف بهذه الاعترافات وكله خلال فترة حكمك؟
- الكمال لله سبحانه وتعالى، لكل حاكم هفوات وإيجابيات لكن لما تقارن الإيجابيات تكون أكثر من السلبيات.
* استطعت تحاسب من كان مخترقا فعلاً؟
-حاسبناهم وحققنا في هذا الأمر، في مجملها ضعف الأداء، لا تستطيع أن تقول أن هناك خيانة.
*قلت في صحيفة السفير: ليس هناك دولة قوية ودولة ضعيفة في المنطقة، بل هناك دولة صديقة لأمريكا وهناك دولة غير صديقة لها؟
-لا أفهم هذا الكلام كيف دولة صديقة ودولة مش صديقة..
*مش ذاكر؟
-نحن أصدقاء مع الأمريكان، لكن في إطار مصالحنا، لكن لم نكن أداه لننفذ أجندة أمريكا كما تريد.
*لكن كنت تقيس مقدار قوتك بمدى قربك من الأمريكان؟
-قربنا من الأمريكان في إطار مصالحنا وفي عدم الانصياع للإملاءات الأمريكية؟
*ما هي الإملاءات الأمريكية؟
-أي إملاءات.
*متى قلت لا؟
-أي إملاءات أمريكية تتنافى مع معتقدنا ومع ثوابتنا ومع مبادئنا مرفوضة.
*بس الآن صار هذا تاريخ متى قلت لا للأمريكيين، متى رفضت ما أرادوا؟
- أنا قلتها بعد 11 سبتمبر، حين ذهبت إلى أمريكان في رمضان بعد 11 سبتمبر، وزرت الرئيس جورج بوش الابن وكان حاداً في تصرفاته وكأننا مسئولون عن حادث سبتمبر.
* ما الذي صار في اللقاء، ما هو الذي قاله؟
-كان اللقاء ساخنا، حول الإرهاب وما الإرهاب..... الخ، خليناه كمل أخذ راحته.
*تمادى في الحديث، في المصطلحات؟
-لا
*في النبرة؟
-حدة في النبرة، خليناه يأخذ راحته وردينا عليه، قلت له بالحرف الواحد:"هؤلاء المتطرفون من تنظيم القاعدة وحركة الجهاد هم تربيتكم"، قال: ماذا، قال :لا ما ليش دخل بهذا الموضوع، قلت له:" تربيتكم وأنتم أوعزتم إلينا يا أمريكان أيام الحرب في أفغانستان لمحاربة الاتحاد السوفيتي وأنتم اللي فرضتم علينا تجنيدهم، هؤلاء الإسلاميون ذهبوا من اليمن ومن غير اليمن وزودتموهم بالصواريخ الأمريكية ضد الاتحاد السوفييتي، أبرزهم عندنا عبدالمجيد الزنداني، وكثير منهم.
*معروف، واللي قلت عنه ذات مرة لن نسلمه خليهم هم يقدموا الأدلة؟
-ما علش.. يقدموا الأدلة، هم طلبوا تسليمه، قلت لهم قدموا الأدلة وسنحاكمه في اليمن، لكن لا أستطيع أن أسلم مواطنا يمنيا إلى دولة أخرى، هذا صحيح، لكن هؤلاء ذهبوا بأوامر منكم يا أمريكان.. كان ردا قويا عليه، وقال هذا مش شغلي أنا ما أعرف هذا زيما تقل هذا شيء ماضي، يخص ما قبلي من الإدارات الأمريكية السابقة، قلت له: هؤلاء جاءوا وهؤلاء تربيتكم الآن انحرفوا عن الخط الأمريكي، تحاسبونا نحن؟!. وسكت بوش وتطور الحديث بعدها إلى شكل إيجابي وودي للتعاون ضد الإرهاب، كنا مستهدفين في ذلك الوقت بحكم ما حصل على المدمرة "يو أس أس كول" وكان هناك دفع أمريكي أنه لا بد من تأديب اليمن بعد أفغانستان أن ضرب اليمن نوصل رسالة للعالم كله، ولتكون تحت ذريعة ما تعرضت له السفينة "يو أس أس كول".
*كيف وصلتكم هذه المعلومات، أن اليمن هو الهدف التالي؟
-نحن نعرف، الأمريكان منطقهم أنتم تتحملون مسؤولية لأن بن لادن منكم.. قلنا لهم مش مننا، فكانت زيارتي في رمضان إفشال لهذا المخطط الذي كانت قوى سياسية أمريكية تدفع إلى ضرب اليمن.
*أفشلته بأنك أصبحت شريكاً للأمريكان في الحرب على الإرهاب؟
-اتفقنا أننا شركاء في الحرب على الإرهاب، ولسنا ضالعين في أحداث 11 سبتمبر..
* في خضم اندلاع الثورات في الوطن العربي.. زار الربيع العربي اليمن، ولا أدري إذا كنت تتوقع أن تحصل ثورة في اليمن، خصوصاً بعد أن شاهدت نظراءك في العالم العربي يتنحون؟
- لم أكن قلقاً عن ما يحدث في اليمن.. وما يحدث في الوطن العربي سيكون هو امتداد إلى كل الأقطار، لكننا لم نتوقع أن يحدث في اليمن، لأن اليمن بلد ديمقراطي واليمن بلد تعددي وفيه احترام لحقوق الإنسان وهناك حرية صحافة وحرية رأي ورأي آخر وهناك شراكة في المؤسسات، فما كان يجب أن يحصل ما حصل من اعتصامات، نحن نسميها اعتصامات أزمة قلدوا بها الآخرين ما حصل في تونس والقاهرة.
* هل كان هذا طبيعيا بالنسبة لنظرائك في الدول الأخرى وغير طبيعي في اليمن؟
- أنا سأحكي لك.. هذا تقليد ومثلما تحدثت معك في الحلقات السابقة هي إفرازات وتراكمات لدى القوى السياسية والمتضررة من الحكم مثل الإخوان المسلمين فشل شراكتهم في الائتلاف، الاشتراكيون نتيجة ما ارتكبوه من جريمة حول إعلان الانفصال وإشعال الحرب، الناصريون فشلهم في الانقلاب، الحوثيون نتيجة فشلهم في حربهم ضد السلطات في صعدة.. كل هذه تجمعت وأتت بهذه الاعتصامات والاحتجاجات والشرعنة لأعمال العنف ضد الجيش ضد الأمن ضد مؤسسات الدولة..احتلوا المؤسسات ونهبوا كل ممتلكاتها مثل أراضي وعقارات الدولة ووزارة التجارة ووكالة سبأ للأنباء والإدارة المحلية وشركة الطيران ومؤسسة المياه واللجنة الدائمة، هذا كان سطواً وليست ثورة، هذا نهب.
* متى آخر مرة تكلمت فيها مع زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية السابق أو حسني مبارك رئيس مصر السابق؟
- أعتقد في مؤتمرات القمة فقط ...
* تسمح لي نعود للتفاصيل.. المعارضة تقول إن الحوار وصل لطريق مسدود؟
- لالا.. أبداً هم سدوا، والمبادرة لم تأت بشيء جديد سوى ما أعلنتُه في البرلمان وأعلنتُه في 22 مايو واتفقنا عليها، بقيت مشكلة التوقيع، وقّعوا في البيوت في مساكنهم، أنا قلت لهم عندما جاء الزياني: تعالوا نوقع في القصر الجمهوري أو في دار الرئاسة، قالوا إنهم لن يدخلوا دار الرئاسة أو القصر الجمهوري فوقعوا مع الدكتور عبدالكريم الإرياني ومع آخرين، وبقي توقيع علي عبدالله صالح، قلت لهم تعالوا في اجتماع رسمي عبر الشاشة عبر الكاميرات نوقع، فرفضوا ورفضت التوقيع قامت القيامة وقعدت.
* بس كان عندهم سبب ولا بد؟
- أيش من سبب.. لايوجد سبب، مستحين خجلانين كيف يواجهوا علي عبدالله صالح لأن حجتي أقوى من حجتهم.
* هل كانوا خائفين من أي شيء؟
- لا .. هم عارفين أني رجل مسالم، أنا لا أتآمر على خصومي، ولا أتجه إلى التصفية الجسدية هذا ليس من ثقافتي ولا من أجندتي، لا أنا ولا من يعمل معي.. فرفضوا فاشتدت الأزمة تطاولت الأزمة، تم التواصل بيني وبين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقلت له سأبادر وآتي لكي أوقع، وفعلاً حسمت في خلال ساعة، واتصلنا بهم وهم غير مصدقين وذهبنا إلى الرياض ووقعنا تحت إشراف الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأتينا إلى تطبيق المبادرة.
* قبل التطبيق اسمح لي.. البعض يقول إن هناك أسباب موجبة للثورة، ويقولون إن هذه الأسباب التي أدت إلى الاحتقان مدة سنوات ما أوصل أليمن إلى ما وصل إليه، اسمح لي لأعطيك حق الرد لأننا نحكي عن تاريخ أذكر لك كل سبب بمفرده وحضرتك تعلق عليه ولو باختصار:
الفقر والبطالة في اليمن خلال الأيام القليلة الماضية استمعنا إلى أنه من أُولى الدول في العالم في نسبة سوء التغذية؟
- هذا صحيح.. مواردنا محدودة والمساعدات غير متوفرة عدا الفضل للملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
* ماذا عن الفساد الداخلي؟
- الفساد يأتي نتيجة وجود التخمة المالية، هي دعاية أكثر مما هي حقيقة.. طيب أعلنوا من هم الفاسدين لكي يذهبوا إلى المحاكم.
* يعني أنتم لا زلتم متنفذين كما يقولون في السلطة.. لا يستطيعون؟
- يذهبون إلى المحاكم يقدموا إدعاءات ويقدموا مبررات، أما مسألة الدعاية أن يلصقوا فشلهم بالفساد.. هم الآن يسعون في الأرض الفساد.
* ما كان في فساد أيام حكمك؟
- لا أستطيع أن أقول لا يوجد نهائياً.. كان هناك فساد بحجم بسيط جداً لأننا دولة غير متخمة بالمال لكي نكون فاسدين مثل ما هو الفساد في أمريكا أو في أوروبا.
* طيب لو نتابع في الأسباب الموجبة للثورة فشل النظام في التخلص من القاعدة؟
- الدولة بذلت كل الجهد مع التعاون الدولي مع الأمم المتحدة مع الاتحاد الأوروبي لمحاربة القاعدة.. لم تحملنا فشل إنهاء القاعدة.. لماذا لم تتحمل أمريكا فشل إنهاء القاعدة في أفغانستان وفي باكستان لماذا نتحملها نحن في اليمن
* فشل النظام في محاربة الحوثيين؟
- توقفت الحرب لا ضرر ولا ضرار.
* توقفت بسبب التغيرات حالياً بس يمكن تنشأ في أي لحظة؟
- مستحيل إلا إذا كان هناك مجانين يريدون أن يثيروها فهذا وضع آخر.
* فشل النظام في تنفيس الاحتقان عند الجنوبيين؟
- لا يوجد احتقان عند الجنوبيين.. هناك عناصر كانت أساسية في الجيش والأمن والأجهزة المدنية من مخلفات الحزب الاشتراكي الذين تضررت مصالحهم.. الذين أقصوا من مناصبهم بسبب الحرب وتكوّن ما يسمى بالحراك الجنوبي.. الآن باستطاعتهم أن يتفاهموا مع الرئيس هادي ورئيس الوزراء باسندوة.
* أنت تحمل المسئولية النظام الجديد؟
- إذا كنا نحن المسئولين والمعاندين لأي تسوية خلاص نحن رحلنا من السلطة، وهذه سلطة جديدة يمدوا أيديهم إلى يد هادي.
* نحكي عن 700 ألف عسكري ومدني؟
- الجيش والأمن والسلطة المحلية في عهدي أربعة أضعاف عما كانوا عليه قبل الوحدة، كان الجيش لا يزيد عن 37 ألفاً في الجنوب الآن هم فوق المائة والعشرين أو مائة وثلاثين.
* وإحالة هؤلاء إلى التقاعد؟
- التقاعد يتم على الجميع في الشمال والجنوب مش اختيار والقيادة مشتركة وزير الدفاع جنوبي نواب الأركان جنوبيون، المفاصل الأساسية من الجنوب.
* هم يشكون من التهميش في الوظائف القيادية؟
- لا (عاد) يشكوا، الآن القيادة في يد الجنوب السياسية والسلطة والوزارات السيادية كلها في أيدهم يحلوها إذا كان عليهم باطل، إن كان (تشيل) الشماليين وترحيلهم من الجنوب وتقول إنهم غير مقبولين، و(تشيل) الشماليين من المؤسسة العسكرية والمدنية وتحط عناصر من محافظة معينة لا يجوز، وهذا ما يسمى تحت إعادة هيكلة الدولة والجيش، هذه انتقائية من المبادرة الخليجية.
* تمت مصادرة أراضيهم في عدن ومحافظات أخرى من قبل متنفذين في الدولة؟
- الآن رئيس الدولة يجب أن ينهي هذا الافتتان.
* يعني أنت تعترف أن هذا صار؟
- أن لا أعترف.. إذا كان هذا موجود فعليه أن يتخلص منها رئيس الجمهورية الحالي.
* بس هو مطلوب من فخامتك التفسير لماذا حصل هذا أثناء عهدك ولماذا قبلت به؟
- حصل من عندي من الفاسدين هم الآن في ميدان التغيير أو في ساحة الاعتصام، هؤلاء هم الفاسدون الذين أفسدوا في الجنوب.. لكن هل علي عبدالله صالح يمتلك شبرا واحدا في الجنوب أو ابنه أو أخيه؟
* بما أنك ذكرت ابنك وأخيك.. من الأسباب الموجبة للثورة سيطرة أقربائك على معظم المفاصل في الدولة؟
- الآن أصحاب عبدربه منصور في السلطة.. الآن جاءوا بقيادة جديدة.
* طريقتك في الإجابة يعني أن لديك ذاكرة سياسية ذكية ودبلوماسية جداً ولكن هذا حصل في عهدك؟
- كل الأنظمة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أصغر دولة الحاكم يختار معاونيه الذين يثق فيهم وينفذون سياسته.
* كثرة الاتهامات في الفترة الأخيرة لدرجة أنها وصلت -بعد الثورة طبعاً- إلى كلام يمنيين عن تورط النظام السابق الذي كنت ترأسه بإبعاد واغتيال قيادات عسكرية رفضت التوريث؟
- من هم الذين اغتيلوا ومن هم الذين أبعدوا..
* يقولون إن من تم اغتيالهم هي رواية رسمية لها تفجير الطائرة العسكرية محمد إسماعيل ومحمد فرج؟
- هؤلاء أقربائي.. وهذا كله زيف وكذب، ولا أساس له من الصحة وجزء من التبرير للاعتصامات والأزمة وتضليل الرأي العام.
* روايتك هي الرواية الرسمية العطل الفني التي تعرضت له الطائرة؟
- طبعاً.. والتحقيق جاري، هذه كلها ادعاءات.
* حتى التوريث ادعاء؟
- كله ادعاء.. أعلنت أنا أنه لا توريث في خطاباتي ولا تمديد.
* أنا سمعتك طبعاً، ولكن متى كان ذلك؟
- قبل الأزمة.
* يقال أنه بدأ التحضير لذلك من قبل؟
- كذب، هو اتهام لقائد كفؤ..
أشكرك جزيلاً على رحابة صدرك فخامة الرئيس