آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

الحوار ومأزق انقسام الجيش
بقلم/ مجدي الحقب
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و يومين
السبت 30 مارس - آذار 2013 04:50 م

تعد مؤسسة الجيش أداة الدولة القهرية والضبطية التي تحتكر شرعية استخدام القوة من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن والنظام داخل المجتمع.
وهذا ما يجعل من وحدة الجيش وتماسك مؤسساته أساس مهم يدعم من شرعيته بين الناس، باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي يخول لها استخدام القوة لفرض سيادة الدستور والقانون الذي ارتضاه الناس حاكما لهم.
لكن اليمن لها قصة مختلفة مع هذه المؤسسة، حيث تعاني من انقسام قيادتها واحتكار وحداتها لصالح مراكز نفوذ معينة، وهو ما يجعلها اداة خطرة على الأمن والاستقرار الداخلي أكثر من كونها أداة لحفظ الأمن والاستقرار، خاصة في المراحل الاستثنائية والحرجة التي تحتاج إلى حضور الجيش بأبعاده الوطنية .
وقد دخل اليمنيون مؤتمر الحوار الوطني اهم مراحل الفترة الانتقالية فيما الجيش لا يزال منقسما عمليا وتحكمه تلك التركيبة غير الوطنية، وهذا المسار يعد مجازفة غير محسوبة النتائج، لأن الحوار مع بقاء الجيش منقسما يجعل الأجواء غير مطمئنة وغير مهيأة للدخول في حوار جاد قادر على اخراج البلد من ازماته المتراكمة،بسبب الحساسية التي يثيرها هذا الملف الشائك عند الكثير من القوى.
وهذا يرجع بدوره الى الخلفية التاريخية غير الوطنية التي ارتبطت بدور الجيش، خاصة في المراحل الاستثنائية حيث ظل عبر التاريخ أداة من أدوات الحسم لصالح القوى التي تهيمن علية،ولم يسبق له ان كان أداة محايدة ووطنية، بل ظل اسير لمراكز نفوذ معينة، وأداة لبسط هيمنتها وإقصاء الآخرين وتهميشهم.
كل هذا يجعل من التباطؤ الذي يبديه الرئيس عبد ربه في حسم مشكلة انقسام الجيش، محل سخط واستياء عند الكثير من القوى المشاركة في مؤتمر الحوار خاصة تلك القوى المقصية والمبعدة من مراكز صنع القرار داخل الجيش،والتي تخشى من تمرير شرعية جديدة تعيد إنتاج الأوضاع السابقة، تحت غطاء حوار شكلي محسوم مسبقا.
بالتالي فإن استمرار الحوار الوطني مع بقاء الوضع الانقسامي للجيش على حاله يجعل طريق الحوار محفوف بمخاطر الانقسام الحاد،الذي قد يهيئ الأوضاع للقوى التي تسيطر على الجيش ان تنقض مرة أخرى على الجميع وتعيد إنتاج نفسها، أو أن ينفجر الوضع عسكريا بين القوى المختلفة.
كل هذه المخاطر التي تحدق بالحوار، تحتم على الرئيس عبد ربه منصور ان يعجل من خطوات توحيد الجيش وهيكلته قبل دخول الحوار الى مراحله الحاسمة، من خلال التنفيذ العملي لقرارات الهيكلة التي صدرت واستكمال توحيد قيادته، حتى لا يصبح وضع الجيش الانقسامي شماعة تعلق عليه القوى التي تسعى لإفشال الحوار كل تبريراتها الانقسامية، وان لا يصبح ايضا وسيلة استغلال من قبل القوى النافذة فيه لتنفيذ اغتيالات وتفجير توترات تعكر الأجواء وتعيدنا الى مربع الصفر