آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

المتاجرة بالوجع!!
بقلم/ حسن زياد
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 11 يوماً
الثلاثاء 19 فبراير-شباط 2013 07:13 م

المتاجرة بالوجع جزء من تراجيديا الفشل وهو لذة تمارسها قوىً محسوبة على النظام السابق وهو ما بات واضحاً في ممارسات وفعاليات تطالعنا بها العديد من الوسائل الإعلامية كل يوم صباحاً ومساء ...

لا شيء أدعى للقرف من أن ترى (الزعيم) يتصدر مشهد معالجة جرحى الثورة الشبابية الشعبية وهو أصلاً جرحنا الذي لم يندمل بعد ..لكنها المتاجرة بالوجع ..

قبل أيام يحدثني أحد أنصار الرئيس المخلوع بحرقة بالغة وأسىً تقطع له قلبي يحدثني عن نكران وخذلان عميقين لجراحات شباب الثورة فيما هو نفسه كان يروي روايات الأصباغ وأحاديث شراب الفيمتو حين كانت دماء شباب الثورة تسيل في ساحات الحرية والتغيير وهاهو اليوم يتاجر بأوجاعهم كما لو أنه قائد الثورة وملهمها الوحيد وحارسها الأمين ..لكنها مرة أخرى المتاجرة بالوجع ..

في الجنوب أوجاع منثورة على رؤوس الجبال تتقاذفها سنوات عجاف منذ الثمانينات مروراً بأحداث التسعينات ثم تطفو على السطح قيادات "الوجع الجنوبي" لتتصدر منصة الدفاع عن الجنوب في ما يسمى (القضية الجنوبية) بينما هم قضية الجنوب الشائكة وبؤرة احتراقه الملتهبة ..

في صعدة ...حيث الجرح العميق المسمى (بالحوثي )والذي صار وجعاً مضاعفاً قضى على الحياة هناك وأذاق جيرانه أوجاعاً باتت عصية على النسيان ، ينادي بالموت لأمريكا ويقتل أبناء حجة معتقدا أنها عاصمة بلاد العم سام فسام أهلها سوء العذاب وألواناً من التنكيل وما زال متاجراً بالوجع عابراً به المساحة والوقاحة وأشياء أخرى لا تكاد تذكر أو تعد ..

في تهامة حيث لا حدود ولا انتهاء لأوجاعها المصبوبة على الرؤوس صباً...تهامة حيث الوجع المحمول على الرؤوس والأكف والألسن ،حيث الوجع الملقى على قارعة الطريق رغم أن لا طريق فيها على ما يبدو صالحاً لعرض أوجاعها إذ أنه موجوع أصلاً منذ زمن ...

في تهامة وحدها ما يكفي لأن تدرك تماماً كم هي الحياة مُره حين ترى اللص يقيم المحاكم العلنية ليدافع عن قضية عادلة بكلمة حق أريد بها باطل ...

في تهامة ما يكفي لأن يلقيك ضاحكاً مستلقياً على ظهرك من سذاجة ما ترى مبادرات ومنظمات وهيئات تتاجر بأوجاع البسطاء والفقراء والمغلوبين على حالهم ولا شيء أسوأ من أن يرتدي الشيطان ثوب الواعظين ..

في تهامة تتعالى صيحات (الحراك التهامي) وتتمادى إلى مسامعنا تفاعلات (القضية التهامية ) ويتراشق أولئك أوجاعنا كما لو أننا لا نعي ما يدور حولنا ولا ندرك أن كثيراً منهم هو "وجعنا الأزلي " الذي لابد من استئصاله .

لا عتب على كل أولئك الزائفين المتاجرين بأوجاعنا ولا عتب عليهم إن تطاولوا في الكذب والزيف لأن قوى الثورة أعطت لهم مساحة فارغة لتصدر قضايانا الموجعة العصية على المحاصصة والتقاسم الحزبي والطائفي والمناطقي ..ودمتم ثائرين