تعز والإقصاء العجيب !!
بقلم/ عزالدين سعيد الأصبحي
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 09 يناير-كانون الثاني 2013 04:25 م

اكتب  عن تعز  وكلي قلق من تهم عجيبة تصيب كل من يريد أن يقول بعض الإنصاف عن تعز تلك التهم التي تصيب كل من يقول بعض معاناة تعز من تهم الانفصالية والمناطقية إلى حد كره الوطن ( ولا يجب ان تسال ما هو الوطن !!)

وما أعادني للكتابة عن تعز لحظات تأمل خلال الأسابيع الماضية من البقاء فيها والمراقبة لما يحدث لها !

* أولى الملاحظات أن الكل من قادة السياسية والمتحكمين بالبلاد والعباد يرون ما يجري في تعز خطر عليهم وعلى البلد والمستقبل ؟!

والكل يصارحك القول انه يجب الانتباه إلى تعز ليس من باب الإنصاف والخوف عليها بل الخوف منها وأي قرار يمس تعز يأخذ من الصدى وردة الفعل ما لا يمكن ان تتوقعه !!

خذ مثلا صحف يومية وأسبوعية تخصص صدر صفحتها الأولى بشكل يومي ضد تعز وأصحاب تعز وبعداء عجيب لا يمكن لك ان تعرف مصدره ... مثلا يأخذ حيز خبر مقتل قائد في صنعاء وغارة في حضرموت وحريق سجن في إب وقتل عشرة مساجين او سرقة وقطع طريق في عدن يأخذ كل ذلك من الصحيفة وحيزها ربع ما يمكن من اهتمام وإبراز لشجار حول ارضية بتعز حيث يكون ابراز الشجار الذي حدث بتعز بأنه كارثة أمنية وانفلات تام ودمار وطني وفشل للمحافظ وانهيار قيم تعز المدنية وكل التهم العجيبة !

ترى لو كان محافظ تعز شوقي احمد هائل هو الذي فشل في حملة شارك التي تمت بصنعاء او كان المسئول الأمني عن مدينة تم فيها مقتل قائد عسكري بحجم مستشار وزير الدفاع ؟؟ وجرى القتل في باب موسى بتعز وليس باب اليمن بصنعاء ؟

لو كان لمحافظ تعز أمر توجيه بشراء 25 سيارة ؟

أو تم قطع الطريق أمام الحاويات ؟ او تم ضرب تعز بالطيران بدون طيار او ....الخ

ماذا كان سيقول هؤلاء ؟ أظن اقلها إخراج تعز من الخارطة اليمنية وجعلها تتبع الصومال وليس اخراج شوقي هائل من قيادة المحافظة فقط ؟؟ اقول هذا ليس دفاعا عن شوقي الذي لا يحتاج الى دفاع ولكن عن حالة الهجود التي تتعرض له تعز وليس كما نظن بسطحية ان الهجوم لشخص المسئول فيها ولكن الى استقرارها وسمعتها كمدينة وكمعطى حضاري يرتبط ذكر اسمه بالاستقرار والامن والثقافة والمدنية والتسامح وقبول الأخر  لهذا هناك تركيز ومن أطراف عدة لضرب هذه الصورة المتخيلة عن تعز وجعلها قرية مليئة بالخوف والأسلحة !!

* إن ما يجري لتعز من قبل قيادة الأحزاب الحاكمة بصدق وصراحة حقن طائفي ومناطقي مخيف وعداء لا يمكن تبريره إلا بان هناك من يريد لتعز ان تفقد أعصابها وتنزلق نحو دعوات الطائفية والمناطقية المقيتة وتطالب بفك الارتباط !

* إن ضرب تعز لا يأتي فقط في الإقصاء العجيب ولكن من شن الحملات الإعلامية العجيبة بتصويرها المنطقة المصدرة للرعب ويشارك نشطاء للأسف بهذه المهمة العجيبة بينما يتم غض الطرف عن انفلات كل الوطن والمدن الأخرى بوعي !!

وهي حالة تحتاج الى تحليل لابد ان نقف عنده لأن ضرب أي نموذج ايجابي مدني باليمن يخدم الفوضى وجميعنا يساهم بذلك مثل انجرارنا لحملات إعلامية لا ناقة لنا بها ولا جمل تصور انه لا امل في نجاح البلد وان الحكم من خلال الفوضى هو الصح

*وتعز تدفع الثمن الآن لهذا يضرب أي تقارب فيها وتدمر أي جسور للثقة وتضخم أي أخطاء تتم وتهول أي أحداث جانبية  !

اقول ذلك لأني لم أجد ما يبرر إبراز تعز أنها مجرد محافظة للفوضى وهي غير ذلك إلا انه تمهيد إما لضرب تعز التي يجب تأديبها لأنها قادت الثورة وفجرت الغضب الشعبي العارم وهو تصرف لابد لتعز ان تدفع ثمنه على ما يبدو او تمهيد لحقن مناطقي مقيت يأتي ليمهد لقضية ستزيد من تشظي الوطن

*إن أبناء تعز يؤمنون بأهمية وحدة الوطن القائمة على المساواة والعدالة وعدم احتكار السلطة والثورة من أي فئة كانت ويؤمنون بالديمقراطية والمدنية بكل قوة

لأن هذين المسارين هما ركيزة تعز كون ابناء تعز هم من يمثل نصف صنعاء الشمالية ونصف عدن الجنوبية وبالتالي لا يزايد احدا علينا بالوحدة القائمة على العدالة والمساواة وليس وحدة الضم والإلحاق وإلغاء الأخر التي رفضتها تعز مبكرا

وتعز لا يمكن ان تكون تجمع عشائري وقبلي ولا تعود الى ما قبل الدولة لأن ذلك يناقض بنيتها الاجتماعية والثقافية باختصار

*ودعوني المس الجرح بصدق وأقول إذا أرادت الأحزاب السياسية ان تغير بقيادة محافظة تعز من وكلاء محافظة وقرارات تحتاج إلى قرار جمهوري يتخذ من رئيس الجمهورية او قرارات تتخذ من رئيس الحكومة فذلك يتم بإدارة  و تنسيق حكومة الوفاق من المشترك والمؤتمر  وبطريقة لا تحتاج الى أي تردد  ولا لأي شحن طائفي ولا تحميل المسئولية شوقي هائل ولا أبناء تعز

وإذا كانت هذه الأحزاب قلبها على تعز بجد فهي أحزاب حاكمة ويكفي ان توجه الرئيس والحكومة لأن يلتفتوا إلى تعز ويقدمون لها العون الاقتصادي والمالي والاستقرار ويغيرون الوكلاء المطلوبين او يتم تدوير وظائفهم كالأخرين - هذا ببساطة وبدون تحليلات نكذب بها على أنفسنا

* ان مراجعة لكل التعينات التي شملت السلك العسكري والمدني خلال الثورة سنجدها خالية من تعز ومن أي شخصيات ثورية من تعز تحت حجة إننا نريد ثورة خالية من الدسم !!

( حتى الذين دخلوا الحكومة ومسقط رأسهم من تعز يعرف الكل يعرف ان مسقط قلوبهم ليس معها  ولا يعرفونها إلا ما رحم ربي .. وليس كل من ولد ابوه  بمنطقة يعني انه ينتسب لها ... هنا علينا أن ندرك ان الانتماء الى تعز معطى حضاري ..وليس مناطقي ضيق )

 ويجب ان نكبر هنا صمت أبناء تعز أمام كل ذلك على أساس ان الوطن فوق الجميع ولا يجب ان ننجر الى منزلق نقاش مناطقي وطائفي مقيت

* الصرخة التي يجب ان يسمعها كل من يهتم بشان البلد الان وبسرعة وصدق هي كالتالي:- 

ليس من صالح احد حتى وان كان يملك القوة والمال استمرار اضطهاد تعز سواء بالإقصاء المباشر العجيب ولا باتهامها بكل أنواع الفشل او بتصدير المشاكل والاضطراب إليها ليس من صالح احد ان يكون قلب اليمن ومخزنه البشري بحالة غليان مستمر وشعور بالقهر

وليس من صالحة تضخيم كل شيئ في تعز لدفعها لأن تنتفض ضد نفسها وضد الجميع إلا إذا كان هناك من يهوى الخراب.