آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

استضافتي في قناة اليمن اليوم لا يقلل من ثورة الثائرين !
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 11 يوماً
السبت 15 ديسمبر-كانون الأول 2012 10:49 ص

بالصدفة اتصل بي واحدا من موظفي قناة اليمن اليوم فقال نريد استضافتك اليوم في الساعة التاسعة مساء هذا اليوم الجمعة الموافق الرابع عشر من ديسمبر للحديث عن الاستفتاء في جمهورية مصر العربية والذي سيبدأ يوم غد. وبدون أي تردد وافقت على الذهاب لإعطاء رأي حول الأحداث في مصر ،وكوني من أشد المعجبين بالتجربة المصرية ، وأساءني ما حل بها في الأسابيع الماضية ، ولإهتمامي الشديد بها ،فظننت أن في هذا البلد من الإعلاميين والسياسيين من يتابع كتابة وأراء المهتمين ، خصوصا وأنني كنت قد كتبت مقالا مطولا بعنوان \"ثورتي مصر واليمن بين الإعلان والدستور\" فاعتقدت أن هناك أسئلة تحتاج إلى مناقشة وان القناة ترغب في الاستيضاح أكثر وأنا أتوق لإشباع هذا الموضوع وبخاصة أنني ناقشت في مقالي المذكور مقاربة للثورتين من حيث الإعلانات الدستورية في مصر الشقيقة وتعطيل الدستور وكيف أن المبادرة الخليجية هي أيضاً بمثابة إعلان دستوري وضربت بالدستور القائم عرض الحائط ومُنح هادي صلاحية تُحصن كل قراراته السيادية والإدارية بموجبها!

مقدمتي هذه ليس الغرض منها التبرير والاعتذار لأنني ذهبت إلى قناة اليمن اليوم ،وكنت من أكثر الناس أُحرض على مقاطعتها باعتبارها أداة إعلامية تحريضية ومن أنها تمارس التضليل ،فكيف والحالة هذه وافقت على ظهوري فيها ؟ ؛ فهل أنا شخص متناقض أم ما الجيد الذي أستجد حتى أغير موقفي ؟؛ سأحاول مناقشة ذلك بكل هدوء لكي يعذرني القارئ الكريم إذا أراد!

لقد هالني حجم الردود المستنكرة لذهابي وظهوري بهذه القناة فقط لمجر أن أظهر فيها فقط ، ومن هؤلاء بعض أصدقائي والذين أكن لهم كل الحب والاحترام !

لقد كان اعتراضهم فقط كيف قبلت الذهاب ،وببراءة بعضهم أتهمني باستلام مبالغ من المال ،والبعض الأخر من أصدقائي الذين تعرفت عليهم من الساحات في الثورة وكنت فخورا جدا بصداقتهم ،لكنني فوجئت برسالة من احدهم فحواها إذا ذهب الدكتور إلى القناة فعلاقتنا تعتبر منتهية ،وأخر يقول أن أخي الدكتور سيف العسلي هو الذي دفعني للذهاب ،قليل منهم جداً أفاد أنت حر فأنا أحترم اختيارك !

من خلال تلك الردود التي لم تزعجني بقدر ما تحمل من اتهامات لا أصل لها أدركت ان المستقبل في ظل هكذا تفكير لا ينبئ بخير وان الثورة لم يوفق الله نجاحها حتى الآن ليختبرنا جميعا ونصل جميعنا إلى النضج الكافي الذي يؤهلنا ببناء دولة اليمن الجديد التي تؤمن بالعلمية والتخطيط وليس بالاتهامات التي قد يُخيل للمرء من خلال مراجعته لمواقفه أنه مع الثورة ، وإذا بكيل الاتهامات من بعض ثوارها توصل هذا المدعي ربما إلى السجن لو قدر الله وصعد مثل هؤلاء الذين يحكمون على الشكل دون الخوض في المضمون!

رجعت إلى نفسي وفكرت هل أكتب في هذا الموضوع أم اتركه وكل شخص هو حر بموقفه؟

فقررت تحليل هذا المشهد لعله يعطينا مؤشر للتفكير بالمستقبل، فإذا كان هذا هو تفكير ثوارنا والذي أوكد احترامي لهم ومهما كان رأيهم بما تصرفت به فهذا شيء يخصني وأنا أتحمل مسؤوليته أدبيا وأخلاقيا وكذلك تاريخيا ،وأعلن في هذا المقال إنني لست تابعا لتكتل أو حزب ولم أدعي تمثيل أيا كان ،ومن يقول أنني ارتكبت جريمة بحق الثوار والشهداء بظهوري في قناة من قنوات اليمن المصرح لها ويقال أنها تابعة لأحمد علي صالح ،فانه لا يجب ان يروح ببالنا ان قناته ان كانت كذلك تحميه وتبقيه في منصبه ،إنما من أبقاه وهو المتهم بقتل الشباب ، ولا يزال حي يرزق ، ويمارس كل مهامه حتى الآن قواته المسلحة التي لم تهيكل حتى الآن ، وإذا كان هناك أي لوم فاللوم على من انتخبوا هادي الذي مازال محافظا عليه ولم يقيله ، بل سمح لقناة يعتقد أنها تتبعه أن تمارس ما تريد وبتصريح من وزير الإعلام المحسوب على الثورة ،فكان الأجدى بمن تثير ثائرته على أنني ظهرت في هذه القناة عليهم وليس عليا!

ثم أن من مثلوا باسم الثوار وطلعوا إلى أعلى سلطة باسمهم ها هم اليوم يتهمون الثوار بأنهم فاشلون ،بل وأكثر من ذلك بألفاظ لا ترتقي إلى الحد الأدنى من الحصافة ! ؛ فلماذا يا أعزائي لا تثور ثائرتكم عليهم بل على شخص أقتنع أن من واجبه طالما أتيح له الفرصة على التعبير عما يريد أن يوصله وبأعلى صوت اعتمادا على إيمانه بالثورة وبالتغيير وكل ما قلته لا ينقص من ثورتكم بل في اعتقادي يترجمها ومع ذلك لا يلزمكم بشيء ولا يدعي تمثيلكم ثم لماذا لا تحركوا مسيرة مليونيه بغض النظر عن ظهوري أنا وغيري من عدمه إلى مبنى القناة وتعتصموا أمامها حتى يتم توقيفها إذا كانت هي السبب الوحيد في تعطيل ثورتكم التي أتمنى لها أن تصل إلى كامل أهدافها اليوم وليس عداً!

فعلا أعزائي أنا اجتهدت من خلال متابعتي لما يجري في مصر الشقيقة فوجدت أن الإعلام هو الذي يفعل فعله في التهييج والتخندق ، لأن كل وسيلة إعلامية توجه جمهورها لتعميق كراهيتها للآخر ، فقررت أن أقتحم هذه النافذة طالما دعيت لأخاطب جمهور تلك القناة ، والذين هم باعتقادي معظمهم طيبون لأقول لهم أن الطرف الآخر ليس شر مطلق كما يصور لكم إعلامكم، بل قد يملك حجج ومنطق وموضوعية وصدق يفوق أضعاف ما تروجه قنواتهم وهذا هو السبب الجوهري في ذهابي وأنا مقتنع بذلك!

فعندما نزلت بإرادتي وصدق توجه الشباب الطاهر فيما نادى به ، فأعلنت انضمامي للثورة وأنا على يقين من أنها ستحقق ما نادت به ،لكن ما نراه الآن أن الثورة صارت عصا بيد بعض القوى لتحسن شروطها التفاوضية بها ،أقول ذلك وكلي حسرة وأسف أن الثورة يراد لها أن تتحول إلى ذلك! ، فبدلا من أن يقوم الثوار بما أمنوا به نراهم متفرجين ومراقبين لمن له رأي هنا أو هناك لينتقدوه ويصبح في نظر بعضهم من الخائنين للثورة ودمائها ، بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً فالثوار حتى هذه اللحظة هم المتخاذلون عن تحقيق أهدافهم ، لأنهم سلموا إدارة الثورة كما يقال لأيادي أمينة ،فإذا بقيتم على هذا الحال فسترون من كان يتعاطف معكم ويؤيدكم يتراجع عن هذا التأييد ،لأنكم أنتم من تخليتم عن أهدافكم وأصبح منكم افراداً يبحثون عن مجد شخصي بدليل أن رئيس الوزراء قد أرتكب خطيئة في حق الثوار وذهب إليه بعض منكم ليعتذروا له بدلا من إقالته !

خلاصة الأمر أنا لست ممن يخذلون الثوار ولن أتوانى في أي محفل أُتيح لي أن أعبر بكل قناعة عما ينشده الثوار ،وأنا لست محلا للاستقطاب لا من بقايا العهد السابق ، ولا إلى من يدّعون أنهم ثوار في الساحات وهم في نفس الوقت يتحاورون على أن الثورة أزمة وينجحون في ذلك إلى حد ما ،وهم يبيعون الثورة في سوق النخاسة ،فأنا كما أنا فبل الاستضافة وبعدها ولا تغيير على الأقل من ناحيتي ، أما الآخرين ونظرتهم لي فهم أحرار فيما يعتقدون! ؛ وستكشف الأيام القادمة مواقف كل إنسان يؤمن بهذه الثورة! ؛ وأتمنى من الجميع التدقيق في مضمون الاستضافة وليس الذهاب إلى القناة ! وسامح الله من أساء إلي فيما قررته باختياري وقناعتي ، وكما أعتقد وأجزم أن ذهابي إلى قناة اليمن اليوم لا يقلل من ثورية الثوار ،ولا يوقف زحفهم إلى عروش من ثاروا عليهم ! أما من ناحيتي فسأضل داعما للثورة والثوار بما استطيع ، ولن أتخلى عن ذلك ما حييت !

alasaliali@yahoo.com