آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

نهاية وسقوط مشروع يمننة الجنوب العربي
بقلم/ د. حسين لقور بن عيدان
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 10 أيام
الأحد 21 أكتوبر-تشرين الأول 2012 06:51 م

قرن من الزمان أو يقل عن ذلك منذ ظهور اول فكرة لليمننة السياسية في منطقة جنوب الجزيرة العربية وذلك بإعلان قيام المملكة المتوكلية اليمنية بدلا عن المملكة المتوكلية الهاشمية, في محاولة للخروج من القمقم المذهبي لمشروع الدولة ( المملكة المتوكلية الهاشمية) الذي قامت عليه سلطة الأئمة الزيديين منذ وصولهم لهذه الركن من شبه الجزيرة العربية, الى مشروع الدولة الوطنية التي ترتبط بالمكان بعيدا عن التمذهب المحدود والمحاط بخصوم كثر بعد أدراك الإمام يحي بن حميد الدين عمق المتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية  بعد الحرب العالمية الأولى,  خصوصا انكفاء الدولة العثمانية و تقاسم ارثها بين اطراف محلية واخرى دولية.

في ضوء هذا المعطى الجديد كبرت احلام الإمام وزادت أطماعه في ضم المزيد من الأراضي لزيادة مداخيله من الخراج من مناطق يحلم بضمها الى مملكته فكان ان اعتبر ان ما هو جنوب الطائف ومكة الى مضيق هرمز يدخل ضمن حدود مملكته الطبيعية , وبطبيعة الحال هذا يشمل الجنوب العربي, ولذلك دخل حروبه المعروفة ضد الادارسة في اقليم عسير ونجران وضد سلطنات الجنوب ابتداءا من بداية القرن الماضي لينتهي به الامر الى توقيع اتفاقية الطائف بعد خسارة حربه ووصول القوات السعودية الى بيت الفقية قرب الحديدة في 1934م واتفاقية اعتراف مع سلطنات الجنوب وبريطانيا في الجنوب , لينسحب بموجبها من بعض الأطراف التي احتلتها قواته في حدود المناطق الجنوبية المحتلة ويقر فيها بالحدود القائمة بين الطرفين.

استفادت اليمن بعد انقلاب سبتمبر من حالة المد القومي التي عمت المنطقة العربية والدعوة الى توحد الامة لكي تعيد إحياء مشروع الأئمة في إلحاق الجنوب العربي بما يسمى اليمن ولعبت العناصر اليمنية المهاجرة الى الجنوب للعمل ( كولية ) دورا لا يستهان في تزييف الوعي واستغلت عناصرها في حركة القوميين العرب لتجيير نشاط الحركة في هذا الاتجاه وبالمقابل تم شن حملة شعواء على الاحزاب الوطنية الجنوبية وخصوصا على اهمها واكبرها واقدمها رابطة ابناء الجنوب العربي وتم الإساءة الى كل ما قدمته من اجل قضية استقلال الجنوب العربي في المحافل الدولية ونضالها من اجل وضع قضية الجنوب امام لجنة تصفية الاستعمار في الامم المتحدة, لكي يتم فسح المجال امام الحركات الوافدة من اليمن لتأخذ الدور الأكبر في الإعلام فكان إسقاط كلمة الجنوب اليمني على الجبهة القومية هو خطوة في طريق يمننة الجنوب لينتهي بها الامر الى تسلم الحكم في 1967م بعد مؤامرة استبعاد كل القوى الجنوبية الاخرى وتشريدها بالتعاون مع بريطانيا ويصبح مسمى الجنوب العربي (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) ليس هذا فقط ما جرى بل تبعه عمليات تجريف شاملة لكل القوى والشخصيات الجنوبية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية من خلال السجون والقتل والإخفاء المنتهي بالقتل والتشريد. فيصل عبداللطيف تم التخلص منه بانقلاب 69م لانه كان يريد اصدار قانون الجنسية الجنوبية وسالم ربيع تم التخلص منه لانه رفض ان يصبح المعارضين اليمنيين ضمن الحزب الحاكم في الجنوب, قادة الجيش الجنوبي تم تصفيتهم لكي يفتح المجال امام المليشيا الحزبية, وقادت هذه السياسة عناصر معروفة للجميع, حتى قرار التأميم تم ابلاغ الكثير من التجار اليمنيين به قبل صدوره لكي يتخلصوا من املاكهم ويتجنبوا الخسائر وهذه مسائل ليست خفية على الكثيرين كل هذا قاد الى فرض اليمننة القسرية على الجنوبيين بعد ان تم تزييف التاريخ وتجاهل كل نضالات الجنوبيين في مواجهة البريطانيين وقبلهم في مواجهة ائمة اليمن قبل ما يسمى ثورة 14 أكتوبر والحديث المزيف عن واحدية الشعب والثورة الام وصنعاء العاصمة التاريخية و هلم جرا...., حتى وصلنا الى تسليم الجنوب لقمة سائغة لجحافل الطامعين في عام90م ويتم استباحة كل ما هو جنوبي عام 94م في الحرب العدوانية على الجنوب ليصبح الجنوبيين مواطنون من الدرجة الثانية في أرضهم .

تحول فكرة الوحدة من اتحاد بين دولتين يهدف إلى تنمية البلدين وتحقيق الاستقرار وتحسين حياة الناس كما نظر لها الكثيرين لم يدم طويلا فقد تحول هذا الحلم المثالي للوحدة بين الدولتين الى مجرد ضم وإلحاق دفع الجنوبيين للوقوف في وجه هذا المسعى الذي قاده أكثر ابناء اليمن تخلفاً(شيوخ قبائل, عسكريين ورجال دين) وبدلا ان يتم تعزيز الوحدة وجعلها جاذبة للجميع جرى اقصاء واستبعاد الجنوب شعبا و قانونا و ثقافة وابقوا عليه ارضا مستباحة وهو ما دفع الشعب الجنوبي العربي ان ينتفض ويرفض الاستكانة لهذا المصير الذي ارادته هذه القوى المتخلفة له وليخلع عنه وبصورة مستمرة لا لبس فيها يمننة لم يكن له اي راي فيها في اختيارها.

إن الحصيلة السوداوية لما اسمي بالوحدة كانت كافية لاسقاط مشروع يمننة الجنوب و تراجع المدافعين عنها وخروجها من وعي الجنوبيين، وبالتالي أصبحنا نعيش المشاهد الأخيرة لفكرة اليمننة التي ابتليَ بها الجنوب طوال 45 عام والى الأبد.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالرحمن الراشد
هل يتمُّ الانقلاب على بايدن؟
عبدالرحمن الراشد
كتابات
موسى العيزقيتعالوا نتفق !
موسى العيزقي
معاذ الخميسيالإتاوات!!
معاذ الخميسي
د. محمد حسين النظاريمَنْ يُحاورُ مَنْ ؟؟!
د. محمد حسين النظاري
مشاهدة المزيد