جاءت من الفجر..
بقلم/ أسامة الشرمي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 8 أيام
السبت 15 سبتمبر-أيلول 2012 06:27 م

"مناهل ثابت" اسم تردد كثيراً في الفترة الماضية ، ماذا نعرف عن صاحبه ؟.. ببساطة لا شيء سوى أنها امرأة يمنية أنجزت شيئا استثنائيا في قياس سرعة الضوء ، لازلت إلى الآن أتذكر أحد الزملاء الذي قال لي: هل سمعت بمناهل ثابت؟.. أجبته: لا ، وسألته من هي؟ ، فرد: هذه يمنية وضعت "اينشتاين" على الرف ، تساءلت كيف ؟ ، أجابني: لقد أوجدت معادلة لقياس سرعة الضوء ، بالطبع أنا حينها لم أكن أعرف أن العلماء لم يتوصلوا إلى طريقة قياس هذه السرعة ، وكان آخر أسئلتي : هل هي مقيمة في اليمن؟ ، أجاب صديقي بالنفي طبعاً ، (إجابة منطقية).

لماذا لا يمكن أن تنتج اليمن عقولاً وفق نموذج "مناهل ثابت" ، أعرف ويعرف الجميع أن الأسباب كثيرة والمقام لا يتسع لتحليلها أو حتى فقط عدها فهي لا تحصى ، لكن السؤال الذي يحيرني لماذا لا يتم تكريم النموذج الذي جاءنا من السماء ، إمرأة يمنية صنعت إنجازاً علميا خارقا للعادة ، كم نحن بائسون عندما نستجدي الماضي أن يمن علينا بقصة كرتونية عن أبطال يقتلون سبعة أعداء بضربة سيف واحدة ، أو تفسير زائف لنص يقول أن اليمنيين كانوا أهل حضارة وعلم ، وفي ذات الوقت نهمل الحاضر والمستقبل ونهمل "مناهل".

لاحظت في وقت سابق أن كثيرا من شباب الثورة على الـ(فيس بوك) وضعوا صورة الباحثة اليمنية الفلتة "مناهل ثابت" مكان الصور الشخصية على صفحاتهم ، لكن هذا الاهتمام ورغم براءته إلا أنه غير منظم ولا يؤدي إلى نتيجة ، بالمقابل لم ألمس أي تفاعل رسمي مع أخبار الدكتور "مناهل" ، في بلد تطلع شعبه بثورتهم إلى المستقبل ، أي مستقبل ننشده ونحن نهمل مفكرينا ومبدعينا وعلمائنا ، ونتمسك بالخرافة ، أعتقد أن علينا إعادة النظر في آليات تفكيرنا بشي بسيط من التدبر المنطقي.

سؤالي: ما الفارق بين "مناهل ثابت" اليمنية ، والمصري "محمد زويل" ؟ ، جميعهم جاؤوا من الفجر إلى شعوبهم التي لازالت تعيش في الظلام فقط كي تنام ، لكن لماذا احتفى المصريون بـ"زويل" حتى ظنناه فرعوناً جديداً كما أسماه أحد الكتاب المصريين ، أنا لا أريد لمناهل أن تصبح بلقيس جديدة على طريقة (الكاتب المصري) لكن ما أريده هنا أن تصبح كل فتاة يمنية "مناهل ثابت" من خلال تكريسنا لهذه القدوة في عقول طالباتنا وبناتنا.

التغيير للأفضل لا يكون عبر استبدال الرئيس المخلوع بالرئيس الشعبي أو التوافقي ، التغيير الحقيقي يبدأ من العقل والثقافة عن طريق استبدال الشيخ بالعالم ، مع عدم الاستغناء عن أيٍ منهم ، أعرف بأن كثيرا من السياسيين يتابعون مقالاتي ومنهم بعض الوزراء لذا أتمنى أن تنظر حكومتنا الحالية لمناهل ثبات كبوابة للمستقبل، وأعتقد أو لعلي متيقن من أنها زاهدة في المناصب فلا تخشوها على كراسيكم ، لكن أشعرونا بأن وسائل إنتاج المستقبل ستختلف عن وسائل إنتاج الحاضر والتي استخدمها العابثون في ماضينا القريب والبعيد.