نقد الذات..
بقلم/ مجيب حسن
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 15 يوماً
الثلاثاء 31 يوليو-تموز 2012 01:10 ص

كثير ما تعول الشعوب في التغيير على من نسميهم بالنخبة من مثقفين و كتاب وأكاديميين.... .الخ. أما في المجتمعات الإسلامية خصوصا تلك التي يقوم دستورها على أساس الشريعة الإسلامية.... كما فعل السادات في مصر حين قام بأسلمة مصر ودستورها ...\"لا حبا في الشرعية الإسلامية\".. ولكن ليختطف من الإخوان المسلمين قاعدتهم الشعبية التي كانت عامل تهديد للسادات ولنظامه.. \"أسلمة دغدغة العاطفة الدينية \"لضمان الكرسي وتجهيل منظم لشعب أرض الكنانة ...

مجتمعات كمجتمعاتنا يتربع فيها علماء الدين على\" النخبة\" التي يفترض ان يكونوا قادة حقيقيين للتغيير والتقدم ورقيب حقيقي على الحاكم وأخطاءه.... كونهم تعلموا وبحثوا واسترسلوا في بحثم وهم من لهم القدرة علي تعريف كل ما يستدعي التغيير والمبادرة ببدائل للفساد وأهله... ولكن وللأسف الشديد ان مقاييس النخبة تختلف في البلدان العربية ....وخصوصا في اليمن عندما هو متعارف عليه في أصقاع المعمورة !

فما يمييز النخبة في اليمن أنهم بدخل اكبر من غيرهم ...... فانعكس ذلك على بنيتهم وكروشهم المدندلة وبريق بشرتهم يسر الناظرين.. يقولوا....وان قالوا يعجبك قولهم !.... هذا ماوجدته في أغلب نخبة اليمن...اما نخبة الحاكم الصالح فلا داعي للخوض فيهم ...فخوضنا فيهم إهانة للقارئ وعقله ومضيعه لوقته ....فمن سنتاولهم هم النخبة المعنيين بالتغيير في اليمن.....علماء ومثقفيين....الخ.. فمنهم من أطلق لحيته فأساء لدينه وثقافته وعلمه هذا أن كان له علم اصلا...ومنهم من ربط عنقه وماله من \" كرفتته\" الا شكلها وخنقتها.... اما فكره وصدقه وتنوره فحدد وقيد وسجن في ثقافته الأم.... بزناجيرها المحكمة الإغلاق ......ثقافة الكبت والخوف والنفاق والمثل العليا التي لم ترى النور....وما كل ذلك الا واجهات إجتماعية تكسبهم احترام من حولهم من جهله مثلهم.... لذا فانا مازلت ابحث عن النخبة اليمنية المعنية بالتغيير في اليمن والبحث قائم.....

فبعد غياب أربعه عشر عاما عن اليمن ابتداء بالهند للدراسة ومرورا بماليزيا التى شديت الرحال منها الى فرنسا لتحصيل علمي فانتهى بي المطاف بهولندا وختاما ببريطانيا اللأتي أضفن الكثير لي على المستوى العلمي وبدون شك على المستوى الفكري والسياسي في مشواري العلمي وحياتي العملية.....إضافات أعطتني ما لا يؤخذ من كتب ولا مجلدات ولا جامعات.... كنت حريص ان أتعمق في المجتمع الذي أصل إليه بكل ما تعنيه كلمه التعمق ....للتعرف على التركيبة الدينية والسياسية و الاجتماعية و ما لها من ملامح وتعقيدات ومدى تأثيرها على حياة ومعامله الناس في حياتهم اليومية في تلك المجتمعات...كنت فعلا ابحث عن سر تعايشهم وتدرجهم في النجاح في إدارة البلاد ....فرأيت نجاحت أكثر وخطابات اقل...لسبب رئيسي واحد وهو\"إطلاق العقل من سجون الحكام والتقاليد البائدة\" و تطبيق عدالة اجتماعيه وحقوق وحريات واجبات وإلزام الجميع ان يحترم الجميع بسيادة القانون ....الذي نسميه نحن \"بالوضعي\"....فما ذقنا لا بلح الشام ولا عنب اليمن......!

ورأيت شفافية في التعامل وبعد عن مخطوطات المثاليات المتوارثة عندنا....التي مثلت مخرج لمقترف الجريمة في مجتمعنا.....فأي هادر للحقوق ومهمش للعدل لايكترث بدين ولا قيم....يعلم ان مخرجه في حلف اليمين ...فما عليه هو مد يده للمصحف ليخرج من عقاب مؤكد ....فهل هذا منطقي؟! ....قضيت سنوات متأمل بمتعه وشغف واحترام كلما زاد تعمقي في ثقافة العالم الأول المتحضر.....وان كانوا هم من أعطوا أنفسهم هذه الصفات إلا أنهم أهل لها وما كانت لتعطى لغيرهم.........! كنت أقارن كل مجتمع بأخر وأقارن الجميع فرأيت نظام مستشري كاستشراء الهمجية في بلادنا ..رغم أني كنت في البداية لا استطيع الاعتراف بفشل ثقافتي الأم كمسلم عربي و يمني ...! وكأننا نحن من ثقافة ملائكيه خلقنا من نور وما عدانا اقل ما يمكن القول عليهم أنهم مجتمعات حيوانيه .....لا يمكن لها ان تسموا بسمونا نحن ..

لم أكن على استعداد ان أزيل الأحكام المسبقة التي تشبعت بها من البداية عن الغرب وثقافتهم...مكابرا كنت كما هو الحال في بلادنا ....وان كنت اقر في داخلي بنجاح مذهل لثقافات وانظمه \"الثقافة الند\" بتفاوت ثقافاتهم انجازاتهم.....فلا ينزع مني اعتراف بنجاح الند وان كنت مؤمن به.....الا بعد عودتي لمجتمعي الذي زادت فيه العقد همجية و تخلف لا تطاق ولا يمكن التعايش معها همجية معمقه وعزز عمقها الصالح ونظامه....... . كنت مختلط بتيارات عده في اليمن وخارجه منذ الدراسة الاعداية وحتى اللحظة...فإسلامي وقومي وعلماني وليبرالي وغير المسلم ...الخ......كلها حفظت تعريفها وفهمتها عن قرب...فالبعض اعتبر ذاك فسق وفجور ....وأخر اعتبره تخبط وقصور...ومنهم من قال عنه انفتاح سلبي وعرضه للضياع ...ولكني انتزعت تعريفي للغير ببحثي الخاص الذي يغنيني عن تعاريف الأخريين للآخرين دون علم ...وان ادعوا معرفتهم.......فعدت لصنعاء متعطش لعناقها بعد غياب طال....كي ابشر حبيبتي بما جنيت وبما سنحصده سويا .... فبدأت ابحث عن النخبة الفاعلة والطامحة للتغيير قضيت سنوات فبدئت المقارنة بين نخبه المجتمعات الأخرى ونخبه من لا نزال نعول عليهم في اليمن فأوجعتني الضربة!

اضطررت ان أفصح عن حقيقتنا نحن في نفي الأخر .وفي لبس الأقنعة وحكم مسبق عن الغير ...فتأكدت ان برمجتنا المحلية ماهي الا وسيلة للسكوت والرضى بأخطائنا نحن ....والرضي بمررات الظلم بكل حلقاته ..... وتهيئة للبس أقنعة الزيف التي لبسها كبارنا كتصاريح مرور لممارساتهم وزيفهم ومثاليتهم المفبركة..... تحت مسميات عده منها .... التدين والعلم بالدين كعلماء السلطة ... أفضل وأغلى الأقنعة لأنها واقي يسهل مرور صاحبه المحافظ وغيره التمسك بالأعراف القبلية وما نسمعه عن مقاييس الرجولة المحلية التي تنسف مخطوطات الدين والنظام والقيم والإنسانية