أيها الإسلاميون... كونوا بحجم المسؤولية
بقلم/ علي محمد صالح المغدي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 29 يوماً
الأربعاء 27 يونيو-حزيران 2012 04:45 م

وصل الدكتور محمد مرسي الى عرش مصر .. وأصبح رئيسا لها عبر أنزه انتخابات عرفها شعب مصر الشقيق.. وشهد لها القريب والبعيد..

الف أهلا ومرحبا بك أيها الرئيس الجديد... توجت نضال حركتك الأكبر عالميا بانتصار من نوع ثقيل... حسب بعض الصحف الأمريكية –بتصرف

حقا كنتم أيها الإخوان مثالا للمواطن الصالح.. الحريص على وطنه .. وشعبه.. وأمته..

مثلتم حركتكم خير تمثيل وانتم خارج الحكم .. كمواطنين .. ورجال أعمال.. ونشطاء سياسيين وإعلاميين..ومفكرين وأدباء ..

لو كان غيركم من المتشدقين بحقوق الإنسان.. وحقوق المرأة وحقوق الأقليات .. والمتكلمين زورا عن الحريات ؟؟ ونالهم جزء يسير مما نالكم من السجن والتهجير والتعذيب ومصادرة الحقوق... لأعلنوا البراءة من الأوطان.. والدين.. بل و لأعلنوا التبرؤ من ذواتهم وإنسانيتهم.. وانسلخوا من كل ما يمت الى البشرية بصلة.

لكنه قدركم أيها الإخوان ... ان تكونوا مدرسة ونموذجا رائعا للإنسان الحـــر .. وللرجل القوي الأمين .. والحريص على وطنه وأمته.. لم تنزلقوا الى العنف والمواجهة مع قدرتكم عليها.. – والدليل تأييد الناس لكم في الانتخابات – وهكذا هي أخلاق النبلاء .. حين يتحملون ويصبرون لا لأجل مصالحهم..؟ بل لأجل الإبقاء على استقرار أوطانهم.. والحفاظ على اللحمة الوطنية لشعوبهم... ويا ليت قومي يعلمون....

في أخر انتخابات ... او بالأصح في أخر مهزلة انتخابية أقامها المخلوع مبارك حصل على الأغلبية الكاسحة ... واخرج خصومه صفر اليدين.. وكأنهم لا وجود لهم في ارض الوطن المصري .. وكأن الملايين التي منحت الشرعية لمرشح الإخوان- مؤخرا - الخارج من السجن والمعارض سابقا– كأنهم كانوا في المريخ يسكنون ..!!! حيث لم يظهر لهم النظام البائد صوتا.

والأعجب والأدهى والأمر من ذلك ..؟؟ ان منظمات دولية راقبت الانتخابات ؟ او المهزلة الانتخابية .. بالأصح لم تعترض على تلكم النتائج وهذا ما يجعلنا كمواطنين عرب نعيد النظر في مصداقية مثل هذه المنظمات والمؤسسات – حتى وان كانت قادمة من الغرب ؟؟ لان البعض وللأسف أصبح عنده هوس بالغرب وما يأتي منه؟؟

فكيف يعقل ان تبارك تلك المنظمات نتائج انتخابات مزوره ؟؟ اثبت المواطن المصري بعدها بأقل من عام.. انه لم يكون يريد ذلك النظام.؟ ولا رموزه ..؟ بل هو يريد ويصوت لمن يعارض ذلك النظام ... اذا برأيي الشخصي .. هي المصالح والسياسات – تؤثر على القيم احيانا .. او غالبا.. بالذات عند الغربيين ..

الخلاصة أيها الإسلاميون كما بدأت الثناء والترحيب بكم .. وانتم تكتسحون الساحات .. وتنالون الثقة من شعوبكم .. فبقدر فرحي وسعادتي بكم .. وبقدر مودتي واحترامي لكم .. وبقدر إيماني وثقتي بقدراتكم ..

أقول احذروا أيها الإسلاميون؟؟ باختصار ... ان تفشل تجربتكم .. فان المتربصين كثر .. لا أقول هكذا كلام .. متامرا ؟ ولا متحاملا.. ولا طامعا.. ولا راجيا.. الا ان تمثلوا الإسلام تمثيلا صحيحا.. سليما.. صادقا.

فما أكثر ما الحق به أعداؤه .. وخصومه .. بل وللأسف كثير من أبناءه .. الحقوا به ما ليس منه ؟؟ وشوهوه بما هو برئ منه..

فلتكونوا انتم الصفحة الناصعة التي تبرز محاسن هذا الدين.. وتطبقه كنظام شامل للحياة بنظرياته المليئة بالعزة .. والكرامة.. والقوة.. وكذلك .. بالمحبة.. والحرية.. والتعايش .. والسلام.