ما بعد تحرير جعار و زنجبار
بقلم/ محمد سعيد الشرعبي
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 27 يوماً
الثلاثاء 12 يونيو-حزيران 2012 10:41 م

في اعتراف ضمني لهزيمتهم في مواجهة الجيش وفرار مقاتليهم من مدينتي جعار وزنجبار ،نشرت وكالة مدد الأخبارية التابعة لـ " تنظيم القاعدة في جزيرة العرب " على الموقع الإجتماعي الفيسبوك خبرا جاء فيه " أنصار الشريعة ينسحبون من وقار وزنجبار " في رد على اعلان وزارة الدفاع اليمني تحرير مدينة زنجبار صباح اليوم الثلاثاء بعد يوم من تحرير مدينة جعار بعد عام من سيطرة هذه الجماعة على مدن ومديريات ابين وإعلانها امارة اسلامية خاصة بهم قبل عام من الآن ..

وفي مفارقة مضحكة لجماعة ارهابية دموية تسبيح الدم اليمني وتكبد البلد خسائر اقتصادية فادحة ،برر مصدر اعلامي في جماعة أنصار الشريعة انسحابهم من جعار وزنجبار بـ " حقنا لدماء المسلمين خاصة في إمارة وقار " ،وهذا ما يثير السخرية والمخاوف من مخاطرهم الارهابية القادمة على الأمن والاستقرار في البلد ..

وفي ظل نفي الجماعة الارهابية للهزيمة على يد قوات الجيش واللجان الشعبية ،يبدو أن التعاطي الإعلامي لأنصار الشريعة موحدا ويحمل في ثناياه تهديدا يشي بمخطط انتقامي (الذئب المنفرد) يستهدف قوات الجيش ووحدات الأمن في ابين وغيرها الذين يخوضون حربا ضارية ضد هذه الجماعة الارهابية في حرب "السيوف الذهبية " ..

ليس هذا وحسب ،فالحرب مع القاعدة حربا حاسمة لن تنتهي بتحرير تلك المدن من سيطرة مسلحي انصار الشريعة ،بل بداية لحرب مفتوحة نظرا لما تُشكله تلك الجماعة من تهديدا الأمن والاستقرار والمصالح الأجنبية والمنشآت النفطية وغيرها من الاهداف الافتراضية لهذه الجماعة التي يتفق جميع فرقاء العمل السياسي وأطياف المجتمع على ضرورة استئصالها من البلاد ..

من بداية سيطرتهم على ابين وعدد من محافظات جنوب وشرق البلاد قبل عام ،توقع كثيرين قدرة الجيش في حال توفرت الإرادة السياسية والعسكرية على وقف تمدد هذه الجماعة الجهنمية و دحرها في اوكارها مهما حصلوا على تسهيلات امنية في التنقل ودعما عسكريا من قبل فلول النظام ..

كما أن المحافظات الجنوبية بشكل عام بئية غير حاضنة لمثل هذه الجماعات وفكرها الهدام ،وتجلي الرفض المجتمعي لهذا السرطان في المساندة الشعبية غير المسبوقة لقوات الجيش في حربهم ضد جماعة انصار الشريعة التي زرعها المخلوع علي صالح ونظامه الدموي ..

وبحسب اتهامات صريحة محلية ودولية ، ساعد صالح ونظامه هذه الجماعة في تمدد انشطتها والسيطرة على محافظات ومدن جنوبية لغايات خسيسة مختلفة ابرزها ضمان تدفق الدعم الدولي لنظامه ،وأيضا لضرب القضية الجنوبية العادلة بحرف انظار الداخل والخارج لمطالب الحراك الجنوبي السلمي الذي انطلق قبل خمس سنوات لأسباب معروفة وبمطالب مشروعة ،ولا غرابة في رأي من يدرك بطش دسائس النظام لو وصل الحد بأبناء الجنوب الى مطلب فك الإرتباط ...

وعودة الى موضوعنا ،يُعد انتصار قوات جيشنا البواسل صباح اليوم على مسلحي انصار " الشُعيرية " _ اقصد الشريعة_ في ابين حدثاً متوقعاً وبداية لإنتصار متوقعا انجازه على جماعة دموية تثبت الاحداث توحد الشعب ضدها ونبذه لفكرها السرطاني المتذرع المغلف بوهم الدين من قبل عاهات مجتمعة محلية ووافدة تبرر جرائمهما بحق امن بلدنا واستقراره بذرائع واهية ابرزها نصرة الشريعة ... فعن اي يتحدثون عن نصرتها ؟؟ وممن ؟؟

حتما ستنهزم انصار الشريعة وغيرها من الجماعات الارهابية الظلامية العابثين بحياة الناس ومستقبل وطن ،لكن مواجهة جماعات ارهابية من هذا النوع وتحديدا انصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة ،تستدعي من قيام الدولة بعدة تدابير عجلة واستراتيجة من خلال الجيش وأجهزة الأمن لمواجهة هذا السرطان المخيف ..

 يفترض بالدولة ممثلة بالرئيس عبدربه هادي وحكومته وضع وتنفيذ خطة امنية عسكرية متكاملة وصارمة لتأمين ابين وما جاورها لضمان هذا لانتصار ويخدم إعادة الاستقرار اليهما ، في حال وسارعت الدولة وأجهزتها المعنية في تنفيذ خطتها المنشودة ،اعتقد بأن استئصال سرطان القاعدة من ابين وأينما تواجد مسلحيها المناطق والمحافظات ..

وكما هو معروف على جماعات العنف بأسم الله او بأسم الشيطان،تنشط القاعدة وأخواتها في بئية يعاني سوادها من الفقر والتخلف ايضا،وجغرافيا سيطرة او تواجد انصار الشريعة دليل على ذلك ،علاوة استغلالها الممنهج لهذه الجزئية مكنها من تجنيدها عشرات من اليمنيين للقتال في صفوفها في معاركها بعيدا عن اي معايير عقائدية كما عُرفت آليات القاعدة والانتماء اليها من قبل ... 

ولكي لا اقفز على واقع هش يساعد على تغلل او تمدد القاعدة وما عدها من جماعات العنف الدموي بشعارات نصرة الله وشريعته ،اثق بقدرة اليمنيين حكاما ومحكومين على الانتصار على جماعات العنف وتجفيف منابع فكرها الاجرامي اينما ولت ،في حال وجدت دولة القانون والعدل والمواطنة المتساوية ،وهذا حلمنا الجمعي المنشود لذا يستوجب منا العمل الجاد لإنجازه بلا تأخير ما دامت في قلوبنا ذرة حب وانتماء لهذا الوطن ...

واكرر يجب علينا العمل الوطني لتجاوز هذا الواقع المرعب الى واقع آخر تشهد فيه البلد عودة الأمن والإستقرار ،في حال توفرت الإرادة الرسمية والشعبية،وعمل الجميع على ابعاد البلد وتحصين المجتمع من افكار الموت وجماعات العنف الوافدة من خارج حدود البلاد والطارئة على مجتمعنا الواعي بمخاطر العنف والنابذ لأفكار التطرف ...