أيها الجنوبيون ... هيا على الحوار
بقلم/ محمد بالطيف
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 7 أيام
الأحد 10 يونيو-حزيران 2012 04:44 م

المثل الشعبي البدوي يقول " إذا أقبلت الرجال فجر بلحاهم وإن أدبرت فامسك على لحيتك" .. معنى هذا الكلام أنه عليك أن تستغل الفرصة ولا تفوتها وقد قال الشاعر :

  إذا هبت رياحك فاغتنمها... فإن لكل خافقة سكون .

يذكرني هذا بما حدث عام 1947م عشية صدور قرار الجمعية العمومية بالأمم المتحدة والقاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين دولة فلسطينية ودولة يهودية حينها كان الزخم الثوري في الوطن العربي جارفا ولا صوت يعلوا فوق صوت المعركة والعواطف العربية جياشة والآمال والأحلام كبيرة أكثر من اللازم فرفض العرب والمسلمين هذا القرار جملة وتفصيلا واعتبروه خيانة وتفريط وظلت الأغاني والأناشيد الثورية الوطنية الحماسية العاطفية تصم الآذان . وضلت الشعوب العربية والإسلامية ننتظر إعلان تحرير فلسطين اليوم تلو الأخر والقمة تلو الأخرى ...طال انتظار الحلم ومل الأمل وخارت القوى وشاخت الأغاني الثورية وجاء عام 1993م ليجد العرب أنفسهم يلهثون في مدريد خلف وعد من ( إسرائيل ) بفتات رخيص يتمثل بحكم شبه ذاتي على غزة وأريحا أولا ...

ومنذ ذلك العام وحتى اليوم مرت عشرون سنة ولا يزال الفتات فتاتا والحلم سرابا والمشهد أكثر إيلاما ...

  إنه التاريخ فيه عبرة للأولى الأبصار وعضة لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد قال الشاعر قديما :

  اقرءوا التاريخ إذ فيه العبر *** ضل قومٌ ليس يدرون الخبر

أيها الجنوبيون إننا اليوم أمام لحظة تاريخية ربما لن تتكرر تتمثل في فرصة استغلال التوجه الدولي والإقليمي والمحلي الدافع بقوة لإنجاح عملية الحوار الوطني الشامل والذي من خلاله نستطيع أن نشرح قضيتنا الجنوبية ونعرضها على جميع المهتمين والمعنيين داخليا وخارجيا وبطريقة منطقية وواقعية ومحترمة ، ولنبدأ أولا بحوار جنوبي جنوبي لا يستثني أحدا من أبناء الجنوب لنخرج برؤية جنوبية مشتركة لحل القضية الجنوبية حلا عادلا ومنصفا ثم نتوجه بها إلى طاولة الحوار الوطني .

أخشي ما أخشاه أن تستبد بناء العواطف وتجنح بناء الآمال الخادعة والعنتريات الكاذبة فيفوت علينا القطار فلا نجد أنفسنا بعد عشرات السنوات إلا ونحن نبحث عن أي شئ ولو كان فتاتا وحتى الفتات ربما لا نجده