آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

عن عودة باعوم!
بقلم/ شفيع العبد
نشر منذ: 12 سنة و 3 أسابيع و 3 أيام
الخميس 07 يونيو-حزيران 2012 05:53 م

تحدثت معلومات تداولتها مواقع الكترونية مختلفة، عن عودة مرتقبة للمناضل "حسن احمد باعوم" رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي، يوم غداً الجمعة بعد رحلة علاجية امتدت منذ منتصف يناير الماضي، جاءت عقب الإفراج عنه من سجون النظام يوم الأربعاء الموافق 7 ديسمبر 2011م، وكانت السلطات قد اعتقلته من مستشفى النقيب حيث كان يتلقى العلاج في 19 فبراير 2011م.

بعيداً عن الترتيبات الجارية لإستقبال "باعوم" التي أعلنتها مكونات الحراك الجنوبي، فإن السؤال العقلاني الذي يطرح نفسه: إلى أي مدى ستسهم عودة باعوم في لملمة الشتات الجنوبي؟

بالتأكيد لا يخفى على أحد الوضع الذي يعيشه الحراك الجنوبي تحديداً باعتباره الحامل الشعبي والجماهيري للقضية الجنوبية، ذلك مادفع الدكتور محمد حيدرة مسدوس إلى إطلاق دعوة الفرصة الأخيرة لفرقاء العمل الثوري والسياسي في الجنوب، وإذا ما أهدروها فالرجل الذي أشتهر بـ"مُنظّر القضية الجنوبية" يُعلن وداعه لهذا العبث والحماقات التي تضعف القضية وتسيء إليها، بعد انتهاء مهمته التي وصفها بـ"تثبيت القضية"، التي بات الخوف عليها اليوم من الجنوبيين أنفسهم ونزعاتهم الذاتية، و عدم استفادتهم من تاريخهم المليء بالعبر والعضات، وماضيهم المبني أساساً على الإقصاء والإلغاء و "اللحس" و"الدحس" والشطب من الذاكرة الوطنية، ونعت الآخر بشتى صنوف العمالة والخيانة والإرتهان للقوى "الرجعية" و"الإمبريالية العالمية" التي يجتهد البعض هذه الأيام للإرتهان الحقيقي والعلني لها، تحت ذريعة أوهن من خيط العنكبوت باطنها فيه الرحمة وظاهرها من قبله العذاب، ذريعة عنوانها "حل القضية الجنوبية"، وسط تأييد جزء من الشارع المنقسم على نفسه غير المدرك لتبعات ذلك الأمر الذي سيرهن حل القضية بمصالح تلك القوى التي لا تحمل "طيّباً" لليمنيين جنوباً وشمالاً، وإن صوّرها هذا البعض على غير حقيقتها، وأضاف لوجهها القبيح الذي يكشف ما تحمله قلوبها الوان زاهية وفق أحدث مواصفات كبريات شركات "الماكياج العالمي، لأن "القُبح" تجاه الشعوب الأخرى يعد اساساً لإستمرارية حكمهم.

شخصياً لست متفائلاً بتقارب جنوبي – جنوبي، او أن تسهم عودة "باعوم" في تحقيق شيء من هذا، وهو – أي باعوم- كما ان له رصيده النضالي الناصع فإنه يشترك مع رفيقه ناصر النوبة في التأسيس للخلافات داخل الحراك الجنوبي حين انفردا بإشهار هيئة مستقلة بهما في مطلع 2008 وتلك حقيقة تاريخية لا يمكن تجاهلها.

عدم تفاؤلي مرده لحالة التشظي التي بلغت مداها، ولها أسبابها الضاربة جذورها في عمق الماضي، وتوقف تفكير البعض عند لحظة تاريخية معينة، يستمد منها وقوده لتأجيج المشاعر على طريق إنتهاز فرصة قادمة لرد الدين لأصحابه كيفما اتفق مستغلاً بشكل إنتهازي حالة المزاج الشعبي الغاضب تجاه الماضي وفشل محاولات كبح جماحه، لايهمه حجم الأثر السلبي وتأثير النتائج على النسيج الإجتماعي الجنوبي، لأنه يعمل وفق منهجية "ما تموت العرب إلا متوافية".

صرت أكثر اقتناعاً من أي وقت مضى إن الجنوب في خطر، ذلك الخطر ليس "الأعداء" الذين تجتهد بعض وسائل الإعلام الجنوبية- التي تفتقر للمهنية وأخلاقياتها- في توسيع دائرتها وإضافة أطراف لها مع إشراقة شمس كل يوماً جديد.

كما انه ليس "قوات الاحتلال"، ولا "عرب 48" الذي جعله البعض شعاراً له لتمرير أهداف غير سوية وغير أخلاقية، مما أضر بالقضية الجنوبية في عمقها بهكذا شعار، وأساء لعدالتها التي باتت مسوقاً عبثياً للبعض لممارسة عنصرية مقيتة، كما انه قد فتح باب التحريض واسعاً على مصراعيه، وفتح أبواباً واسعة لعنف مجتمعي لن ينجو منه أحد، بمن فيهم أصحاب المشروع التحريضي.

الخطر الحقيقي الذي يتجاهله الجنوبيين اليوم، يتمثل في ذواتهم ونزوعهم لرفض الآخر الجنوبي، لأنه مختلف بتفكيره وبمشروعه السياسي وبطريقة تفكيره لحل القضية الجنوبية، غير مدركين أنهم بسلوكياتهم تلك لن يتقدموا خطوة واحدة ايجابية على طريق الحل العادل لقضيتهم، وسينشغلون يوماً عن آخر بأنفسهم، وبمكوناتهم المتناسلة الرافضة للآخر، وستضيق الدائرة وبالتالي ستقل معها فرص التقارب على اقل تقدير في الفعل السياسي والثوري. فهل يسارع الجنوبيين إلى تبديد تلك المخاوف وإستغلال الحضور الشعبي لباعوم لتحقيق تقارب ما، أم أن التشظي بات خياراً وحيد؟! وكفى