مفاوضات مسقط تقترب من صفقة النهاية .. شبكة حقوقية تطالب بضغط دولي
اشتعال الموجهات من جديد وقوات الجيش تفشل هجوماً حوثياً على مأرب وتقتل قيادياً
تعرف على ثروة أغنى أغنياء العالم.. إيلون ماسك في المقدمة
أردوغان يكشف عن فخ خبيث.. وتركيا تعلن غلق حدودها مع سوريا
10 أشياء في الحياة إياك أن تبوح بها للآخرين
بعد مظاهرات عارمة محكمة كندية قرارات مخزية بحق مخيم مؤيد للفلسطينيين بجامعة تورونتو
صفقة مفاجئة وغير متوقعة بين تركيا والسعودية
أكبر كارثة في أجواء الخليج.. صاروخ أمريكي يخترق قلب طائرة مدنية
بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل
تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء
لم يشغل بال الأمريكان كثيرا الخسائر البشرية والمادية ، عندما ضُربت الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر في عقر دارها ، وانهار البرجان بما فيهما ، وانتهكت حرمة البنتاجون والولايات المتحدة ، بقدر ما شغل فكرهم الخسارة الأكبر ، هيبة الدولة وسمعتها وموقعها العالمي ، والأمر ببساطة إن بهيبة الدول تحفظ الأرواح وتصان الحقوق و تستقيم كثير من الأمور ، وتجعلها محترمة ومهابة ، لدى مواطنيها والعالم اجمع.
لاشك إن قوة القانون ، واحترامه ، وصون حقوق الإنسان ، والاقتصاد القوي ، والديمقراطية ، والمساواة في الحقوق والواجبات ، كل تلك أعمدة رئيسية تحدد هيبة الدول وقوتها وتجعلها حاضره في وجدان الناس وهمهم اليومي .
منذ زمن ونحن نعيش في دولة هلامية هيبتها تنتهي عند عتبة شيخ و قاطع طريق ، وشجاعتها تتراجع أمام قبيلة ، وقوتها لا تتعدى حدود الخطاب السياسي والعرض العسكري ، ومؤسساتها المختلفة ملكيات خاصة يتوارثها الأبناء كما يتوارث المرء مقتنيات أبائه وأجداده .
عندما فرض شيخ الجعاشن كلمته آنذاك على ألدوله ومسح بقانونها الأرض ، وشرد من شرد وسجن من سجن وقتل أيضا لم تستطع ألدوله عمل شي ، وظل عشرات الأسر شيوخ ونساء وأطفال مهجرين من قراهم وملتحفين الأرض لا حوله لهم ولا دولة ، حينا أمام مؤسسات حكومية ظن إنها ستنصفهم وخاب ضنهم وحينا أخر أمام جمعيات ومنظمات دولية يبحثوا عن هيبة الدولة وحقوق الإنسان أينما كان ذلك ، ولا هذا ولا ذاك استطاع إنصافهم وعندها انهزمت الدولة أمام ( الشيخ ) وسقطت الهيبة.
وعندما عادت لجنة برلمانية من مشارف ( ألدويله الجعشنية ) ولم تستطع الدخول بحجج مختلفة ، فعلى مشارف هذه الدويلة ، ضاعت هيبة اللجنة والبرلمان والدولة .
عندما تقوم الدولة بتلبية مطالب قاطع طريق وتكون الطرف الأضعف وبدلا من معاقبته تعطي له الأموال والأسلحة والوظائف نزولا تحت رغبته تكون الدولة هنا قد مسحت هيبتها بالأرض.
عندما يقوم من يقوم بضرب خطوط الكهرباء مع سبق الإصرار والترصد ويعيش الناس في ظلام دامس ويتضرر من يتضرر ويموت من يموت ولم تستطع الدولة عمل شي ، إلا القبول بالأمر الواقع أو التوسل لشيوخ القبيلة ، وعندما تتحول دموع شيخهم إلى رسائل رجاء وتوسل علا الدموع تستطع عمل ما لم تعمله السلطة ، هنا تتحول هيبة الدول إلى هيبة فار بحديقة قرود .
وعندما حاولت الدولة يائسة استعادة جزء من هذه الهيبة وحركت حملة عسكرية باتجاه مأرب للقبض على أعداء النور وأبطال الظلام ، وتعود بخفي حنين تحت حجة أنهم اعترضوها تكون الدولة قد حاولت أن تثبت لنا للمرة الألف بان هيبتها لا تعدو أن تكون بهررة أرنب .
عندما يباع الغاز بيعة سارق ويؤجر اعرق ميناء بصفقة مشبوهة في ليلة ظلماء ولا يحاسب الفاعل ونناشد ليل نهار للكشف عن بائعي السمعة والسيادة ، المتورطين ومحاسبتهم دون فائدة ، نكون كمن يطلب من لص محترف براءة ذمة .
عندما يصدر قرار رئاسي بعزل قائد عسكري ويرفض الأمر يجب أن لا نتعجب من ذلك لأنه أدرى بشكل الدولة الذي ساهم في إضعافها وضياع هيبتها طيلة سنوات الفساد.
عندما يُعزل مدير مؤسسة فاسد ، ويحشد بلاطجته لمنع تنفيذ القرار ، أو يماطل في تنفيذ الأمر لتشيلح ما تبقى من هذه المؤسسة الحكومية ويضيف مليارات جديدة لملياراته السابقة ويغادر بدون محاسبة نكون في دولة قوتها اوهن من جنح ذبابة وهيبتها سراب أمام لص .
عندما يخترق انتحاري بروفة استعراض عسكري ، وأمام قيادة الجيش والأمن يجري إبادة سرية كاملة في ظل انقسام الجيش والأمن ونجد من لا يزال يجادل ويرفض توحيد وهيكلة هذه القوات لمآرب ضيقة ، يحق لنا القول أنهم من ساعد على إضعاف هيبة هذه المؤسسات كما اضعفوا هيبة الدولة ، وهم أنفسهم من يتسلل العدو من بين صفوفهم ليقتل بدم بارد .
وعندما....
لا ادري بعد ذلك بماذا نحن اليمنيون يجب أن نفاخر ، وأي دولة فاشلة هذه ستوفر لنا الأمن والاستقرار والمساواة ، ونحن نتجرع نتائج غياب تلك الهيبة ، بسبب نظام ظل يمارس هوايته في ( تشليح ) هيبته أمام نفسه وأمام الآخرين يدفعه في ذلك إدمانه للفشل والجشع والمراوغة والمماحكة .
هكذا إذاً كانت تسقط هيبة الدولة وتسقط الآن وستسقط غدا ، إن مر بصيص الأمل هذا ، ولم توتي الدماء التي سقطت في ميادين التغيير ( اُكلها ) أو توقفت حناجر الثوار عن الصراخ ، حتى نعيد لليمن مجده وهيبته ونفاخر به بين الأمم ، أو نظل نراوح المكان والزمان ، وتظل هيبة الدولة هي الغائب ، وقوانينها تظل كما هي على الورق ، والفساد يبقى سيد الموقف .