آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

إرحلوا جميعاً...
بقلم/ بشار الطيب
نشر منذ: 12 سنة و شهر و يومين
الأربعاء 30 مايو 2012 04:26 م

لقد استبان لى أن هناك فئة من الناس حين تريد حوارا مع مخالفيهم فإنما هم يحملون سيفا لا قلما: يشككون فى نياتهم، ويسخرون من تراثهم، يغمزون ويلمزون، يتعمدون الى الحقائق، ويعتمدون الروايات الضعيفة لبث الفتنة، ويتحدثون فى الشكل، ويتركون المضمون.

وما كان الاعتماد بالشكل فى شيء إلا ضر بالمضمون فكم من رسم جميل خلا من معنى رفيع، يجتزئون قضاياهم، ولديهم جهل تام بمقاصد دينهم وبطبيعة مجتمعهم النفسية والثقافية، يعجزون عن استقبال الحقائق بقلب نقى ولا عجب فقلوبهم مريضة وعقولهم مشبعة بمعاداة هذا الحق، يتعمدون إثارة الجدل والخلافات فى أى مكان حلوا فيه، يغمطون العظماء حقهم وقدرهم، يتصيدون الشبهات ولا عجب فهذا ميدانهم الذى يحسنون الغمز واللمز فيه.

وهم حين يفعلون ذلك فإنهم يفعلونه لا لشيء سوى لأنهم يعتقدون فى أنفسهم – اعتقادا زائفا أنما وُهِبُوا هم العقل وغيرهم هباء لا يؤبه لهم- أنهم على شيء، ولقد استبان لى أن المنبهر بعقله - المستكفى به- سوف يحقر الآخرين وما يبدعونه من إنتاج، وهؤلاء يرفضون الحق علوا واستكبارا، وكم من أبي جهل في حياتنا المعاصرة صم بكم عمى ينعقون بما لا يسمعون.

لقد استبان لى أن من نكد الحياة أن يرضى المرء بسيئ كان قد رفضه من قبل خشية أن يقبل ما هو أسوأ وكأن الحياة عبر القادرين والطغاة حين تخيرنا بين أمرين تخيرنا بين ما هو سيء وبين ما هو أسوأ!!

 لقد استبان لى أن علو الهمة ليس ترفا يزهد فيه الناس لا سيما العقلاء ...إن النابغين لا يقبلون إلا بالأحسن، تراهم قادرين على اتخاذ القرارات، يستنهضون أنفسهم من داخلهم لا من عبارات المدح، لا ينضغطون لمدح الآخرين، لا يتقبلون النصح فقط بل يستفيدون منه عملا وتطورا وإبداعا، يعرفون ماذا يريدون فيفسح لهم الخاملون الطريق ليسيروا... وقديما قالوا أنت تنجح بذكائك أو بغباء الآخرين، والنابغون ينجحون بعوامل كثيرة ...ولا جرم فصناعة الحضارة لا تقوم بغيرهم...وإن كثيرا من الناس ليعيشون عالة عليهم، بل يتوجهون للنابغين العاملين المخلصين بالذم والقدح ... وتلك ضريبة التقدم أن يحسدهم المتأخرون عقلا وعملا ومكانة .

لقد استبان لى أن الطبيعة الإنسانية من سماتها أحيانا أنها :

* تجنح إلى التواصل الإنساني مهما بدا عليها من انعزال.

* تعشق المدح مهما نأت بنفسها عنه .

* تميل إلى الدعة والراحة إلا أن يصير العمل عادة ولا جرم فالعادة طبع ثان .

* تميل إلى الجدال والمراء \" وكان الإنسان أكثر شيء جدلا \".

وبناء على ذلك نقول إن الإنسان يمكن أن يكون مدخله- غالبا- الكلام المرسل الذى يشبع فيه تلك المرغوبية سواء النفسية أو الاجتماعية ذلك أن الإنسان عادة لا يصدق أنه سيء أو شرير فهو يدفع عن نفسه العيوب بجدال صاخب عنيف...ولربما رأيته يضحك متهكما من جرائمه أو على بعضها .

ونصيحتي لا تسمح لهؤلاء أن يسرقوك : يسرقونك بأن يستهلكوا عمرك فى الدفاع عنهم أو فى تبرير أخطائهم .

لقد استبان لى أن أهل الباطل يغيظهم تقدم أهل الحق لا جرم...\" قل موتوا بغيظكم \" وهنيئا لكم فوبيا أهل الحق...إن المعركة أمامكم أرونا أنفسكم فالميدان يسع الجميع، وحين يلفظكم الناس فلا تتباكوا فقد بدت سوءاتكم...لا تتباكوا بكاء البلهاء تروحون وتجيئون على (لا شيء) ذلك أنكم على أحسن تقدير تساوون عند الفاقهين ( لا شيء) ولقد استبان لى أن تجميع الأصفار الكثيرة – إن كانت ثمة أصفار كثيرة أصلا- لا ينتج عددا ذا قيمة .

وإنما تكمن المصيبة –حقا- حين يظن أهل الباطل أنهم كانوا على شيء وهم ليسوا على شيء...ألا فلنتدبر سويا هذه الآيات وأرجو ألا نمر عليها مرور الغافلين :

يقول تعالى( \" يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ *أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ \" البقرة 9-13

ويقول تعالى \" قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً \" الكهف 103-104

ويقول تعالى \" وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ * إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ\" ص 62-64

فى النهاية

أسأل الله العفو والعافية فى الدنيا والآخرة لنا جميعا.

رائد محمد سيفالرجل المريض
رائد محمد سيف
مشاهدة المزيد