الظلم...!!
بقلم/ معاذ الخميسي
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 5 أيام
السبت 21 إبريل-نيسان 2012 03:53 م

ما اقسى الظلم حين يمتد لسنوات كثيرة ولا تهتز أمامه شعرة للظالم أو للظلمة الذين يسرحون ويمرحون دون أن توقظهم أحوال الدنيا المتقلبة والمصائب والمحن التي نتوقع أن تضعهم أمام ضرورة صحوة الضمير ولو متأخراً وتأخذهم إلى كشف حساب ما سبق ليعرف الإنسان ما قدم وما أخر ..وما الذي اقترفه من مظالم تجاه الآخرين ليحاول في أقل الأحوال أن لا يقع من جديد في الظلم لأنه ظلمات يوم القيامة ..!

<عدد من الظلمة والجبابرة تواروا عن هذه الحياة ولم يأخذوا معهم سوى أعمالهم التي هي بالتأكيد شاهدة عليهم ولن يفلتوا من المحاسبة ولا من العقاب خاصة في حق "المخلوق"..وكثير من الذين تولوا المسئولية الرفيعة مدنياً أو أمنياً أو عسكرياً غادروا مناصبهم في أوقات سابقة أو حالياً وبالتالي نزلوا من أبراجهم العاجية وفقدوا مصالحهم ..وافتقدوا القدرة على " الهنجمة" وما يسبقها من (شخيط ونخيط) وما يتبعها من تصرفات عدوانية تحمل الكم الكبير من الظلم وإلحاق الأذى بمن هم تحت مسئوليتهم ولم يروقوا لهم ولم يدخلوا مزاجهم أو أنهم ليسوا من حبايبهم ولامن منطقتهم ..وما أبشع هذه المفردة (المنطقة) حين تدخل في أشياء كثيرة من قبل بعض الضعفاء والمرضى فتدمر القيم والأخلاق والأعمال ..وفي الأخير وجد اولئك (الكثير) أنفسهم خارج إطار الزمن يستجدون حتى النظرة ولا يجدونها لأنهم لم يقدموا في سجلاتهم السابقة سوى ما يجلب عليهم السخط والمقت والاستياء وهم يشغلون المسئولية وايضا بعد أن يتركوها وهم يحاولون شغل الفراغ دون أن يستطيعوا ..وربما يصلون إلى وداع الدنيا في لحظة لا بد أن تأتي ولا يمشي في جنائزهم سوى القلة..

< هناك ممن غادروا كراسي المهمات الكبيرة يعيشون في لحظات سعيدة وضمائرهم مرتاحة مطمئنة وربما يجدون انفسهم أكثر راحة بعد أن تركوا مناصبهم لانهم لم يرتبطوا بها على أساس المصلحة الذاتية ولم يعملوا على استثمار كل شيء في مصلحتهم ولم يدخلوا عبر مسئولياتهم في الفساد والمال الحرام وبطرق كثيرة تبحث عن المكسب لا عن الخسارة ولم ينظروا إلى من تحتهم من المدراء والموظفين من زاوية حادة ولم يهربوا أويتهربوا في يوم ما منهم ومن منحهم حقوقهم .. ولم يسطو على أراضي وممتلكات الناس ..ولم يشجعوا ويساندوا من يعمل لديهم على إيذاء الآخرين واتباع سياسة البسط على الأرض والسهل والجبل ..ولم يحولوا حياتهم إلى سباق ساخن على طريقة "هل من مزيد" وبأساليب اللطش والبطش !

< يكفي في حالة المسئولين الشرفاء والأكثر تواضعاً وطيبة وصلاحاً أنهم ينامون في هدوء وسكينة ويضعون رؤؤسهم على المخدات ونفوسهم مطمئنة وضمائرهم راضية ولا يشغلهم شيء إلا البحث عن ما يتزودون به للآخرة..وغيرهم رغم ما كنزه وما لطشه وما وفره من وسائل الحياة الباذخه لايجد طعم الراحة ولا الاستقرار ..وهي المظالم التي اقترفها تعذبه وتحول حياته إلى جحيم وهو يظن كذباً وزوراً أنه اسعد الناس..وهو أتعسهم وأشقاهم!

< لا تذهبوا بعيداً ..الظلم بالتأكيد سيظل موجوداً ..وبين ما مضى ومانعيشه وماهو قادم يبدو أننا بحاجة إلى أن نكون أكثر تركيزاً على مظالم أشد جوراً وافتك ظلماً..ولايمنع ذلك أن نذكر ما بين وقت وآخر ..وأن نكشف ما هو مخبأ أو ما يحاول البعض أن يلبسه ثوبا آخر مستنداً إلى صكوك خاصة أو ممنوحة قد يتصور معها أن بإمكانه فعل مايريد وليس ثمة من يحاسبه ..ولا من يضبطه..!

< لذلك ..أجزم أنكم تشاركونني القناعة والرأي بأن أي ظلم لابد أن يعود على صاحبه بما هو أفدح منه .. وجميل جداً أن ربيع البارود العربي فتح مساحات ومناخات أوسع حتى نقول للظالم ظالم في عينه..إلا إذا تفاجأنا بمن يعتبر حرية التعبير جريمة ..والمطالبة بالحقوق مخالفة.. والدعوة إلى اعتصام خيانة ..ونصب خيمة هنا أو هناك مؤامرة.. والكتابة بالقلم أو بالكيبورد " تهمة ".