محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد
في مناسبة اجتماعية كريمة أعجبتني كلمة ألقاها أحدُ وجهاء محافظة النماص بالمملكة العربية السعودية وجه فيها الحاضرين إلى استشعار النعمة الكريمة والمنحة العظيمة من رخاء واستقرار , والحفاظ عليها بالوقوف مع قيادة الوطن الرشيدة وعدم الانجراف وراء الصيحات المبحوحة التي تنعق بما ضرره أكثر من نفعه .. أعجبتني كلمته لان فيها قدرا كبيرا من الحكمة واستشعار الخطر الذي قد يحيط بهم من دعوات تحررية انفتاحية غير محسوبة العواقب أو مذهبية عدائية أو عصبيات قبلية وقوميات مذمومة , ومع هذا الإعجاب كان التعجب ! فلماذا أساسا تنطلق مثلُ هذه الصرخات التغييرية في نظام كنظام المملكة , فمهما كان حجمُ التقصير الذي يرونه فهو لا يمكن أن يصلَ إلى عُشر الضرر الحاصل بوقوع الفتنة وجر البلاد إليها , فالسعودي ينعم بكل عوامل الخير والأمن والعدل والاستقرار , ولا يعاني كثيرا مما يتجرعه أخوه المواطن العربي والإسلامي من ظلم حكامه وفاقة عيشه .. فلا أظن مواطنا يتمنى أن تقوم فيها ثورةٌ هوجاءُ تحيل خيرهم شرا واستقرارهم فوضى وأمنهم فتنا ..
ولكن لا يخلو الأمر من شواذ يظنون أن الحالَ يجب أن يتبدل بحجج واهية كعدم الانفتاح التام على متطلبات الحياة العصرية , متناسين في خضم أحلامهم تلك حجم الانتهاكات في بلدان أخرى مما يفقد أهلها أدنى معايير البشرية والكرامة الإنسانية , فالدول التي قامت فيها الثورات كانت لها أسبابها الجوهرية حيث بلغ حجمُ الظلم والفساد وسوءُ المعيشة فيها أعلى درجاته , مع انعدام شبه تام لأي تطور في البنية التحتية للبلاد ونقص في كثير من متطلبات الحياة اليومية ! بينما تشهد المملكة رقيا في كل مجالات الحياة والمعيشة .. جبالا تُدك وأنفاقا تُحفر وبنيانا يُشاد وحضارة تُعمر . قامت في هذه الدول ثورات لأن نظامهم الحاكم ظلمهم بالضرائب والإتاوات والمكوس وشتى أنواع الفساد المادي والإداري , ناهيك عن البسط والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم دون أدنى تعويض أو استحلال , فعاش مواطنوهم حياة خوف وقلق في حلهم وترحالهم .!
وفي أرضكم يُنعمُ عليكم وليُ أمركم بشتى أنواع العطايا والمنح والهبات والإكراميات والقروض وبعد سنين يسقطها عن كاهلكم دون تثريب , وتجوبون بقاع وطنكم أمنين ليلا أو نهارا . فلا أدري الساعة ما ذا يريد البعض من المملكة ؟ وأي تغيير يريدون إحداثه فيها ؟ أما يرون الناسَ من حولهم كيف يعيشون في قلق وهم وفتن ؟ هل يرضيهم تقسيمها دويلات وتوزيعها مذاهب وجماعات , فبدلا من راية واحدة خضراء لامعة تزينها شهادة الإسلام تتعدد الرايات بين حمراء وصفراء وسوداء وتتنوع الشعارات بين بكر وتغلب والحسين والرفاعي ومالكي وشافعي وعصبيات مذمومة ! بأي عقل يفكرون وبأي منطق يتحدثون ! يحمل بعضهم على ولاة أمرهم عدم تركهم الحبل على غاربه في أمور الحياة ؟! وهم يرون الجرائم والمنكرات وما لا تحمد عقباه في بلاد الحريات المطلقة .
ويتهمهم البعض بتحجيم الجهاد وفتح البلاد كقاعدة عسكرية لدول خارجية , وهؤلاء يعلمون أن المملكة تتعامل بحكمة وصبر مع شطط أبنائها ولكن حينما يصل أذاهم إلى الأطفال والنساء قتلا وتجريحا ويتعدى ضررهم إلى الممتلكات العامة تدميرا وتفجيرا , فعندها وجب عليها شرعا أن تقوم بواجبها لحماية المواطنين والحفاظ على منجزات الوطن فكفت أيديهم وأنزلتهم السجون ليتم الحوار معهم لعلهم يهتدون , وأما الجهاد الإسلامي المنضبط تحت راية مشهودة وقيادة رشيدة فيعلم الجميع أن المملكة لم ولن تقصر يوما في بذل كل أسبا ب العزة والنصر لهذا الدين ويشهد لها بذلك تاريخ مجيد في مواطن الحق ومنازل العقيدة , مستمدة مواقفها من أحكام شرعية قد تخفى على أهل العاطفة والحمية , حيث ترى أنه لزاما عليها أن تحفظ وحدة أرضها وأمن شعبها بأحكام سلطانية ومصالح مرسلة فلا حرج في جلب مفسدة صغرى يتم بها درء أكابر المفسدات , كما أن الحاكم قد يرى بعينه الفاحصة الخبيرة ما لا يراه غيره من القادة والعوام فيتخذ قررا مفوتا به منفعة أنية ليحقق به مصلحة مستقبلية , فقد وقع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) اتفاق مصالحة مع كفار قريش يوم الحديبية وهو بكل مقاييس الديمقراطية وحقوق الإنسان اليوم يعد جائرا وظالما , وعارضه خيرة الصحابة كعلي وعمر وغيرهم ( رضي الله عنهم ) ولكنه ( عليه الصلاة والسلام ) وبرغم ما في بنوده من قهر وافق عليه وأمضاه , فقد كان يرى عبر هذا الصلح الجائر فتحا قريبا . وثورات الربيع العربي قامت لوصول مستوى حياتهم إلى قمة الخريف في كل شي , وأما أنتم ففي ربيع زاهر فلا تحولوه إلى خريف متناثر . وأما يكفيكم فخرا أن تكون بلادكم قبلة للمحتاجين وعزة للمستضعفين , فكم سياسي هارب من موطنه عاش فيها كريما حتى يبلغ مأمنه , وكم رجل ضاق به العيش في بلده فكانت له حصنا وموردا كريما , فهل تريدون بمزاعمكم الخاطئة ورؤيتكم القاصرة أن تكونوا أنتم غدا المشردين المقهورين ؟ ورب تقصير قد ذاب في بحر الحسنات العظام ..
ورب صبر وحكمة أبعدت شرا ونقمة , فأنتم في خير ونعمة يفتقدهما كثيرون من أهل المعمورة فلا تضيعوها بأيديكم .. فلتنظر أخي السعودي حولك وأمعن النظر ودقق البصر ثم اسجد لله شاكرا وبكل جارحة فيك قل هاتفا : اللهم باركها نعمة وأحفظها من الزوال .