مفاوضات مسقط تقترب من صفقة النهاية .. شبكة حقوقية تطالب بضغط دولي
اشتعال الموجهات من جديد وقوات الجيش تفشل هجوماً حوثياً على مأرب وتقتل قيادياً
تعرف على ثروة أغنى أغنياء العالم.. إيلون ماسك في المقدمة
أردوغان يكشف عن فخ خبيث.. وتركيا تعلن غلق حدودها مع سوريا
10 أشياء في الحياة إياك أن تبوح بها للآخرين
بعد مظاهرات عارمة محكمة كندية قرارات مخزية بحق مخيم مؤيد للفلسطينيين بجامعة تورونتو
صفقة مفاجئة وغير متوقعة بين تركيا والسعودية
أكبر كارثة في أجواء الخليج.. صاروخ أمريكي يخترق قلب طائرة مدنية
بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل
تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء
في رقعة الشطرنج الجندي وحده لا يمكن أن يتراجع للخلف أو ينسحب ويتقهقر وهذا الأمر معروف لان جميع عناصر القوة موجودون ابتداء من رأس الهرم ( الملك ) لأدنى مستويات عناصر (اللعبة ) المعركة .
والأمر نفسه يسري على ميدان أي حرب إلا في معارك الجيش اليمني ، وساحة دوفس الدليل حيث كان الليل طويل والفجر حزين ودامي ، حيث كانت خناجر المتربصين خبثا من اتجاه البحر ، وقلوب ( البائعين )تترقب من بعيد لتشرب نخب الخيانة من مسافة تحدد دائما للجبناء ، في فجر دوفس حيث كانت خيوط شروق الشمس تزداد احمرارا وحسرة في معركة كان للخيانة متسع من الوقت للتجول على أجساد العشرات وبدم بارد وبتواطؤ مباشر أو غير مباشر ليتمكن دراكولا من العبث بدماء جنود هم أصلا من أشجع جنود الأرض بشهادة الكثيرين لولاء الغدر وخيبة قيادة قدمتهم أهداف سهلة لعدو لا يرحم .
يصعب على أي فرد أن يفسر ما جرى بسهولة في ذلك الفجر الدامي بين طرفين يفترض أن يكونا غير متكافئين بالعدة والعتاد ، إلا من شاهد هولاء الجنود ( القرابين ) ، لقد كانوا في وسط يقتلهم ألف مرة قبل الواقعة وإثناءها ومن ( نيران شقيقة ) ، وربما يقتلهم بعدها وهم جثث وجرحى وأسرى ، ابتداء من سؤ التغذية الواضحة على هيئاتهم إلى نوعية التدريب والتسليح ناهيك عن الجاهزية القتالية البائسة ( بحسب أقوال الناجيين من المذبحة ) ، حيث لا احد يستطيع إقناعنا بان الجندي المهزوم (داخليا وخارجيا ) يستطيع أن يقاوم وينتصر ، ابتداء من الجاهزية ، مرورا بالتغذية ومستوى معيشته وأسرته إلى الرعاية اللاحقة ناهيك عن الجوانب النفسية التي لازالت وصمة اجتماعية لم نستطع التخلص منها في حياتنا العامة فما بالكم بالمجال العسكري . ولسبب بسيط فالجندي المهزوم ( داخليا ) من السهل هزيمته والتفوق عليه بسهولة فكيف إذا كان الحديث أيضا عن خيانة .
ليس من باب المقارنة عندما نقول بان تكلفة البدلة العسكرية لجندي إسرائيلي تقارب ثلاثة ألف دولار وقس عليها بقية الجوانب الأخرى وعلى بقية جيوش العالم ، لن أتحدث عن البدلة العسكرية للجندي اليمني في ساحات القتال لأنني اشك إنها تساوي شئ على الأقل عند الجندي نفسه لا ماديا ولا معنويا ولا حتى من الناحية الرمزية وهنا الحديث عن مربط الفرس للانهزام ( العقيدة والولاء الوطني ) حيث ليس بالسلاح وحده يستطيع المرء أن يحرر بقعة أو يحافظ على ارض أو حتى ينجو بجلده ، دون أن تكون العقيدة العسكرية حاضرة والولاء الوطني مغروس .
وهذا ما كان عليه في ( بيعة ) دوفس ستشكل لجان وستدفن الجثث وسيبقى السؤال مشروع ، أي سلطة هذه منتجة للفشل حتى حين يتوفر عناصر للنجاح وفي أمور مصيرية متعلقة بالروح والأرض . أي قيادة هذه تركت أفرادها تباغث وتذبح على موائد البيع بالجملة في مشهد دموي دون محاسبة ، وأي نظام هذا يتجرع الهزيمة تلو الهزيمة ولا يزال يجادل في أهمية هيكلة جيشه وتوحيد ولائه وتعزيز عقيدته ، لقد تأخرنا كثيرا في ذلك كان يمكن أن نحفظ دماء زكية وأرواح طاهرة ، حيث كان يفترض ذلك منذ و زمن حينما تذوقنا نفس الهزيمة في جزر حنيش أمام دولة ناشئة
وحدث ما حدث ومن حقنا اليوم أن نسأل عن أي عقلية سلطة تتعامل مع أفراد ألوية عسكرية تواجه القاعدة وأنصار الشريعة كأنهم أبناء ( السودة ) كما يقول اليمنيون .
اجزم بان المجرم الحقيقي في هذه المذبحة ليس أفراد أنصار الشريعة أو القاعدة فحسب ، ولكن المجرم الأكبر هم من تساهلوا وتواطؤ على حساب هولاء العسكر الذي يفتقرون لشروط القوة للقيام بواجبهم كجيش مثل جيوش العالم .
أعجب كثيرا عندما نسمع إن كثير من هولاء الجنود قتل بسبب نفاذ ذخائرهم حيث كان مخصص لكل جندي فقط ثلاثون طلقة بحسب كلام احد الناجيين مع العلم إن الكلام هنا عن جند هم في حالة حرب وأمام عدو لا يمتلك أسلحة متطورة ولكن يمتلك عقيدة قتالية عالية . هذا ما لم يمتلكه جندي مغلوب على أمره كل شئ ضده بما فيه من يفترض يكون القدوة والنموذج في العقيدة والولاء ، ولكن كيف يكون القدوة من بعض لا يزال يشارك أفراده حتى رواتبهم الحقيرة أو تغذيتهم الهزيلة ، وكيف تستطيع إقناع فرد بالولاء والتضحية وهو يرى ولاء القائد لشخص و حزب أو قبيلة ، والوطن مجرد بقرة حلوب ليس إلا ، لذلك بقيا العقيدة والولاء هما الغائبان في دوفس فجر ذاك اليوم الدامي .
وبقيت رقعة الشطرنج في دوفس خالية إلا من محرك مجهول وجند لا حول لهم ولا قوة ، حيث لم يتبقى أمام المجرم إلا أن يطلق رصاصة الرحمة على جندي كاد أن يكون مقتول .