ألوطن المجروح...
بقلم/ فؤاد الحصري
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 21 يوماً
السبت 04 فبراير-شباط 2012 07:50 م
قلبي يزلزله حنينه

ويكاد يبكيني انينه

حزناً على وطن به قد عشت تحضنني جفونه

وحييت تفرحني أمانيه وتترحني شجونه

من غيبتي ومن اغترابي عنه ارأف بي سجونه

عز الحياة به على الأيام قد رسخت حصونه

(الفضول)

مذ أن خلقني الله واستخلفني في هذه الارض البائسة ووطني مايزال يعاني من جراحاته الدامية التي تكبر مع كبر سني ،وطني مازال يعاني من المؤامرات والاستفزازات والتدخلات الخارجية والمحلية ،وطني ألمصلوب في جدار قلبي يعاني من التشتت العرقي والمذهبي والإنتفاضة المناطقية التي بدأت تطفو مؤخراً على السطح بشكل مفرط ، وطني الذي انتمي اليه سرق منه أحلامه ذات يوم على حين غفلة وانتهكت كرامته ،ودمر مستقبلة،وصودرت حريته وحقوقه وأصبح بين عشية وضحاها لقمة يتكالب عليها الطامعين والعابثين ،وطني الحبيب جراحاته تكبر تارة تلو الأخرى ،جنوبه يعاني من التفكك ومهدد بالانفصال في اقرب وقت ممكن ، فيما شماله أيضاً يعاني من التعدديات المذهبية والطائفة العرقية الوقحة التي تمتطي بين فينة وأخرى لتجد لها موطئ قدم لتعلن دولتها المستقلة ،وتنظيم القاعدة يترنح ويتوسع إلى أكثر من مدينة ومحافظة وبالتالي فان الوطن الذي ننتمي اليه ونحمل أسمه على عاتقنا أينما يممنا وجهنا قد يصبح مقسم الى عدة دويلات وسلطنات وأقاليم نحن فى غنى

عنها ونتمنى من الله ان تكون تلك الأقاويل والحكايات مجرد كذبة إبريل، مانريده فقط هو أن نشد أيادينا ببعضها البعض وننسى الأحزاب المقيتة ونلتف نحو وطننا ولو لمرة واحدة بقلوب مغمورة بالحب لننتشله من عميق جراحاته ونجعله يرقص بكل الألوان الفرائحية ،نريد فقط ان نقدس عظمة هذا الوطن ونعلن ولائنا له لا أن نعلن ولائنا للأحزب المسخة التي جعلتنا نتناسى أحزان الوطن ونغرد خارج السرب.

لا احد يستيطع إقناعي مهما كان الأمر بان الوطن بخير وأصبح يستعيد عافيته من الشلل الذي أصابه جراء الإنفلات الأمني والأوضاع المتردية التي شهدتها البلاد الشهور الماضية،أيضاً لايستطيع أحداً كان من كان بان يملئ راسي بترهات واقاويل وحكاوي وخبابير وهلوسات ليقنعي في الأخير بان الدبور وأبو المشاكل قد رحل وان

رأس الأفعى التي أرعبتنا ردحاً من الزمن قد ماتت وان الثورة تلفض أنفاسها الأخيرة لمجرد رحيل الأفعى عن السلطة ،صحيح أن رأس الأفعى رحل ولكن المشكلة بأجزائها المنتشرة في الأزقة والمتارس والجبال في مختلف المحافظات والتي مازلت تمارس نشاطها القمعي والوحشي على مرأى ومسمع الجميع وعلى عين اللجنة العسكرية

والمبادرة الخليجية والحصانة المغلوب على أمرها التي قتلت في وقت مبكر، الثورة التي انطلقت منذ مايقارب العام يجب أن تصمد صمود الجبال أمام الأفاعي،والشباب الثائر عليهم بأن لا يغادروا الساحات والميادين ،وثورة المؤسسات أيضاً يجب أن تمارس نشاطها المعهود لركل الفاسدين من مناصبهم لأنه من المستحيل أن يرحل الفاسدين وبقايا النظام من مفاصل الدولة عن طريق القبيلة والمعروف ، لست مع من يطالب بمغاردة الشباب من الساحات والميادين بمختلف المحافظات ولست مع من يصرح ويشرعن القوانين والفتاوي الدينية للضغط على الشباب بالقبول والمشاركة في الإنتخابات الرئاسية المبكرة المزمع إجرائها في الـ 21 فبراير بمرشحها التوافقي

عبده ربه منصور هادي الذي لاشريك له ،ولاداعي للمنتفعين والمتملقين بان يكرسوا جهودهم المفضوحة ومؤامراتهم الخبيثة والتي يمارسها هذه الأيام الكثير من الدخلاء والغوغائيين ،نحن مع الشباب للبقاء في الساحات حتي تحقيق مطالبهم وأهداف ثورتهم السلمية، نحن مع الشباب لاسترداد حقوقهم المسلوبة ، مع الشباب

لمحاكمة القتلة ،مع الشباب ضد المؤامرة الخليجية والحصانة وعلى من خلفها ومن ضمنها وشرع بنودها لأجل القتله ومن تبعهم من الغاويين وناهبي ثروات الوطن وسارقي أحلام البسطاء وقاطعي الطرق ومصاصي دماء اليمنيين.

في غضون أسبوع واحد فقط وبعد أن تم منح النظام السابق الحصانة المشؤمة من قبل حكومة باسندوة ومجلس النواب الفاقد لشرعيته مارست بقايا النظام المتهالك عنفوانها بدءاً بالعمل الإجرامي المدبر لسعادة وزير الإعلام علي العمراني وهو خارج من مجلس الوزراء مروراً بالتهديدات المستفزة والتي طالت العديد من الزملاء الصحافيين حيث تم التهديد بالقتل وبطريقة العمد بالتصفية الجسدية لمدير عام مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام الزميل الأستاذ/سيف الحاضري من قبل قائد الحرس الجمهوري بمحافظة تعز الساذج مراد العوبلي ،يليه أيضاً التهديد بالتصفية الجسدية للزميل عزيز الصلوي مراسل شبكة التغيير للإعلام بمحافظة تعز والتفوه

عليه بألفاظ بذيئة ووصفه بــ "البرغلي" وأيضاً محاصرة الزملاء في صحيفة الثورة، هناك الكثير من التعسفات والتجاوزات التي تمارسها البلاطجة وبقايا النظام ضد حرية الكلمة والرآي،ومثل تلك التجاوزات المقيته التي يتفنن في ممارستها الجبناء في الأرض يوحي لنا بان ذيل الأفعى مازال حي ويحتاج لضربة قوية تغوص به الى أعماق الأرض كي لانراه مطلقاً في يوم ما ،مايحدث من قمع للصحفيين والشباب الثائر في الساحات ليس بجديد وليس بغريب فلقد تعودنا مراراً منذ بداية الثورة انه حينما تصطدم بقايا النظام بواقع مرير تكشر أنيابها صوب الثوار والصحفيين وتصب جم غضبها وسيل من التهديدات من قبل جنود وضباط في الأمن المركزي والحرس الجمهوري والأمن القومي والأمن السياسي.

في ظل الحصانة الممنوحة لقاتلي الشعب اليمني يحدث أنه إذا تفوهت بقول الحقيقة سيكون مصيرك في خبر كان أو إذا كانت قدرة الله فوق قدرتهم سيكون مصيرك شبيه ماحدث للبرلماني التعزي المغلوب على أمره عبد الحميد البتراء جراء ماتعرض له من هجوم شديد اللهجه في وجهه وهجوم شديد الانفجار على منزله من قبل قوات الحراس الجمهوري بقيادة"العوبلي " ربما ان هذا "المسخ" العوبلي من غبائه الممقوت وهمجيته المعروفة لم يدرك بعد بان الحصانة الممنوحة له ولأفراد شلته كان مصدرها من مجلس النواب الذي ينتمي إليه النائب البتراء الذي دمر منزله "العوبلي بطريقة مقيته وغير أخلاقية، بإمكان البرلمان التعزي"البتراء" أن يمتشق من ذهوله وينسف تلك الحصانة ليذهب العوبلي وكل من يتمترس وراء الزناد خلف القضبان ويحاسب جراء طلقة رصاصة طائشة أطلقت من فوه الكلاشنكوف دن أي سبب .

العابثين بامن الوطن ومن قتلوا المئات من الشباب والنساء والاطفال مازلوا يمارسوا حماقتهم ليل نهار وحكومة الوفاق مشغولة بالانتخابات الرئاسية المبكرة وكانها ضامنة ضمانة دولية بان الانتخابات ستير بطريقة ديمقراطية وشرعية ،لا اضن ان الانتخبات التي ينتظرها بعض من الساسة ستجرى بدقة متناهية كون العصابة الاجرامية وخاصة في القوات العسكرية والامنية بقيادة العائلة تمارس عنفوانها بحق الشعب ،بعد كل تلك التجاوزات والخروقات التي تنتهجها قوات الحراس الجمهوري والامن المركزي فان الشعب لن يصمت ولن يشارك في الانتخابات الرئاسية ،على الرئيس التوافقي عبده ربه منصور قبل ان يخوض غمار الانتخابات الرئاسية عليه ان

يخوض غمار القوة والحكنة وان يقيل كل فاسد ويطهر المؤسسة العسكرية والامنية من تلك النتوءات القذرة التي عاثت في الارض فساد ولو فعل ذلك اجزم بان الجميع سيوافق بل وسيشارك في الانتخابات وستسير تلك العملية بسلام وبطريقة ديمقراطية وسلسلة.