آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

وهكذا يصبح الدين أفيوناً للجميع
بقلم/ محمد عبدربه الغليسي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و يومين
الإثنين 30 يناير-كانون الثاني 2012 12:32 ص

يوما ما كان احد المنفذين لأمر الله – كما يرى – قد صرخ بأعلى صوته في المسجد بعد أن سدد بضعة طعنات من خنجره في جسد عثمان ابن عفان (ذو النورين) ثالث الخلفاء الراشدين وزوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وقبل أن يتقرب أحمق مثله بقتل الإمام علي (ابن عم وصهر رسول الله) ولوجه الله تعالى فقط!! .. وفي معركة مسلمين بين صفوف المختلفين لم تتطاير سوى رؤؤس مسلمة وبسيوف رفعت على أسنتها قبيل المعركة المصاحف، ذلك الكتاب الذي يبين لأتباعه حرمة الدم (ومن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا )، وكلا المتحاربين يسفكون دماء بعضهم دفاعا عن سنة نبييهم الذي يقول (لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ) .

ربما ليس هو التاريخ الإسلامي الوحيد التي يستغل فيها المختلفين بشحن العوام واستغلال العاطفة الدينية باسم الرب والجنة والنار .. تاريخ أوروبا شهد اكبر مجازر عرفتها البشرية في القرون الوسطى ، وكلها باسم الرب والدين المسيحي .

صورة سيئة يقدمها المتدينون للدين ، وبما أنهم الفاهمون وحدهم لمراد الله فهم المخولون بإنشاء المحاكم ، وإصدار الأحكام ، ولا سواهم يمتلك الحق في تنفيذ أمر الله ، وربما مشكلة الأمة الإسلامية اليوم جماعات هي على هذه الشاكلة ، وربما لن استثني احد وان بنسب مختلفة . وان كان الاختلاف والتباين هي من ظواهر الصحة في أي امة ، غير ان الاختلاف على هذه الشاكلة هي من عوامل الفناء والدمار .. وهكذا يصبح الدين أفيون للشعوب .

الحالة اليمنية ليست استثناء حتى في التاريخ الحالي، في منتصف القرن الماضي لما قامت الثورة ضد حكم الأئمة استخدم الطرفان الدين رجاء ان يلتف الناس حوله ، وفي القرن الحالي تمرد جزء من الشمال عن سيطرة الدولة ، وانتصارا لشريعة الرب كان الحوثي يجند أتباعه ضد من سماهم أولياء الغرب و استغل ولا يزال بلادة وتخلف أتباعه وطيلة ستة حروب كان أنصاره يقبلون على حياض الموت ، وفي المقابل وباسم الرب يتنقل شيوخ السلفية إلى معسكرات الدولة ويستغلون مثالب على الآخر وباسم الدين يتم الحشد لها .

أنصار الشريعة في أبين و شبوة يتقربون إلى الله برؤؤس العسكر ، وما الحوثي عندهم سوى اثنا عشري وعميل .. وهكذا الحوثي مع أنصار الشريعة سوى صنيعة أمريكية ، وما سلفيو دماج سوى وهابيين ومرتزقة ، وعملاء للسعودية ، تلك العميلة لأمريكا ، تلك العميلة لإسرائيل و إسرائيل هي عدوة المسلمين .

الله اكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل ...الخ، حتى الاصلاحيين في نظر جماعة الحوثي عملاء للغرب لأنهم يصافحون ويجتمعون مع الغربيين ، حتى وان كان الاصلاحيون في خطابهم اثناء الاقتتال الدائر بينهم والحوثيين في محافظتي حجة والجوف يرفعون مبدأ الدفاع عن النفس إلا انه يتم الحشد باسم الدين وانتصارا لعرض رسول الله.

الحالة اليمنية جدا مأساوية والوضع لا ينذر سوى بكارثة ، وربما أنا و أنت لن نأمن على رؤوسنا أن تقطع منا خلسة ونحن في الشارع وذلك مرضاة لله الذي يبغون ولسنا أفضل من عثمان أو علي رضي الله عنهم أجمعين.

يتأتى على شباب اليمن ومثقفيها من يساريين وإسلاميين وقوميين بعد فشل من سموا أنفسهم بعلماء ، أن يوحدوا جهودهم لبناء وطن الكل والذي يتسع لليمنيين على مختلف نحلهم ومللهم ولا وصاية لأحد على احد سوى القانون الذي يحترم ويعاقب الجميع ، والظرف الحالي لا يحتمل المناكفات من بعض الشباب ، والتمترس خلفها وما ذاك الا تشتيت للجهود وضياع لبقايا وطن . وعسى أن لا نكون قربة لمن أراد أن يتقرب بنا .