آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

نسيج الصوف والقطن
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 3 أيام
الإثنين 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:32 م

أردت أن أكتب عما يجيش بخاطري حول مبادرة الخليج وآثارها على أهداف ثورتنا ولكن تثاقلت اليد وتعثر القلم فماذا أقول وماذا يُقال ! فوجدتني أكتب عن قصص واقعية لطيفة حدثت منذ بضعة عقود وما زالت تحتفظ برونقها وما تدل عليه من معان جميلة ولطائف فريدة تعبر عن واقعنا السياسي والاجتماعي اليوم ! وعزائي أني أمام تطفل صوف السياسة على قطن الثورة قد سلكتُ أقصر الطرق وأقومها بين نقطتي الانطلاقة والعودة

1 ـ في صباح نقي غائم بحجم نقاء أهداف ثورتنا وضبابية سياسة قادتنا , خرج باكرا العم عوض الخليفي ( الجفر ) من منزله قاصدا أرضه الزراعية ليقوم بحصد أعواد الذرة مصطحبا معه المنجل الصغير والحبل الطويل .. وبدأ عمله مرددا أهازيج الحصاد ومخلفا وراءه عددا من حزم الذرة .. وفي غمرة انشغاله أقبل عليه العم حسين يوس من أهالي قريتي المجاورة لهم .. وبعد التحية والسلام وكنوع من الواجب عرض الجفر عليه أن يأخذ طعاما لأغنامه .. قاصدا بذلك أن يبدأ في حصاد ما يحتاجه من أعواد الذرة الواقفة على سوقها .. وبعد لحظة وجيزة حانت منه نظرة جانبية ليشاهد العم يوس عائدا إلى قريته وعلى ظهره حمولة كبيرة من حزم الذرة المشدودة بشاله الأحمر الطويل وفي التفاتة قوية للوراء وجد أنه قد أخذ كل ما حصده منذ الصباح .. فما كان منه إلا أن أطلق تنهيدة طويلة راميا بمنجله الصغير بين فتحات الطين .. وقفل راجعا إلى بيته يجر رجليه جرا .. خالي اليدين بدون حصاد ولا منجل وحبله الطويل ما زال ملفوفا على خصره النحيل ! والجميل أنه وهو في طريق عودته وبنفسيته المحطمة تلك ما زال يردد بكل أمل وانشراح أهازيج الحصاد وأناشيد الصباح !

2 ـ الشيخ الشطح الكازمي الخليفي كان لديه حمار يبيت مساء في إسطبل خشبي .. وفي ليلة شديدة المطر تجمعت فيها مع اشراقة الصباح سيول فيضانية خرجت عن حدودها لتخرب الأرض الزراعية والمنازل القريبة .. وكان أحد ضحاياها هذا الحمار الذي اقتلعت مسكنه لتأخذه في جولة مائية شاهد خلالها الموت عيانا , لكنه وبصراع مستميت تمكن من الخروج حيا .. وبعد أسابيع وقد ذهبت أثار هذا السيل العرمرم امتطى الشيخ حماره متوجها لقرية مجاورة وكان طريقه يمر في وسط هذا الوادي وحينما اقترب منه إذا بحماره يرفض النزول إليه بكل إصرار وقوة وحاول صاحبه ترغيبا وترهيبا دفعه للسير ولكن هيهات .. فبرغم جفاف الوادي تماما من الماء إلا أن عقل الحمار ما زال يذكر جيدا كل لحظات الموت والألم التي عاشها فيه وهو يصارع من أجل الحياة .. فما كان من الرجل الحكيم إلا أن ترجل عنه وسار على قدميه .. بينما عاد حماره نحو قريته في قفزات سريعة مرحة وله نهيق من شدة الفرح هو أقرب للصهيل !!

3 ـ اقترب العيد وله متطلبات كثيرة وقديما كان الناس يعانون من توفير أهم ضرورياته من ملبس وطعام وبُن وزنجبيل وغيرها .. وفي هذا الوضع المشحون والأزمة الخانقة خرج رجل من آل عمر بن حسن إلى مدينة عتق لعله يجد مخرجا له من هذه المشكلة العويصة إما بعمل يجني من وراءه ربحا أو سلفة يحصد منها ذلا .. فذهب يومه بلا طائل ولا جدوى .. فمر في أخر النهار على حلقة من فقهاء المدينة ( آل باجمال ) يتدارسون الساعة وعلاماتها .. وبعد السلام عليهم قال أحدهم : أتدري أن الساعة ستقوم قريبا .. فنظر له الرجل المهموم المتهالك اليائس والمشغول كيانه بقضيته الأساس وبهدفه الأهم .. قائلا : ويا ليتها قبل يوم العيد .

4 ـ أراد شاب أن يذهب إلى حفل زواج في قرية أخرى ووقف والده محذرا إياه من عاقبة ذلك حيث أن بينهم وبين آخرين عداوة ويخشى عليه من القتل في الطريق .. وبرغم تحذيرات الأب المتكررة لكن الولد أصر على رأيه .. وحدث ما كان يخشاه .. وعند دفنه جلس فقيه القرية يلقنه الشهادة وإجابة سؤال الملكين .. فقال له الأب المكلوم .. يا فقيه دعه .. لقد لقنته أنا وهو حي يسمع فما أجاب وما استجاب !!

5 ـ ضرب الابن الأكبر أخاه .. فصرخ مستنجدا بأمه وخشي الأكبر من العقاب فوضع نفسه رهن أوامر الصغير الذي طلب منه أن يحمله ويدور به 7 مرات على منزلهم .. فلما كانت اللفة السادسة تعب الكبير من حمولته وفي نوبة غضب عاود ضرب الصغير .. الذي صرخ ثانية بأمه .. فقال الأكبر خائفا معتذرا : لا بأس سأكمل بك اللفة السابعة .. ولكن الأصغر المكار قال : لا لقد ضربتني مجددا فلتحملني 7 لفات من جديد .. فرضخ له .. وعند السادسة سيعود مجددا لضربه وسيعاود اللفات من جديد .. فلا هو بالذي صبر وأكمل ولا بالذي لعقاب أمه تحمل .. وأما الصغير ففي قمة السعادة .. فما قيمة كف أو كفين مقابل 7 لفات محمولا على الكتفين !