مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران
كان توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية لمخرج سياسي للأوضاع في اليمن ونقل السلطة بعد مماطلة لأكثر من 7 أشهر، وقد قتل منذ إعلان هذه المبادرة قرابة 2000 يمني ودمر الاقتصاد.. كان هذا التوقيع هو آخر قارب لنجاة هذا النظام..
ولم يتفاجأ الكثيرون بهذا التوقيع المتأخر للرجل الذي وقع مجبراً بعد أن أصبح الملف اليمني على بعد أقدام من تدخل دولي مسلح وقد فقد السيطرة على الداخل ولم يعد يستطيع سوى القتل وقطع الكهرباء والمواد التموينية عن المواطنين، بل إن الذي فاجئهم هو كيف أن هذا الرجل رابع الأربعة نجا بجلده وخرج خروجاً مشرفاً بعد كل هذا..
والأكيد أن علي صالح عندما وقع على المبادرة التي وصفها النائب شوقي القاضي بأنها "بقرة بني إسرائيل" لكثرة التعديلات والمماطلات التي أدخلت عليها، ذبحها وما كاد "يفعل"، والكثيرون يدركون أن أيدي صالح الذي وقع وقيل إنه سيذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويعود للإقامة في دولة خليجية، لا تزال تقطع الكهرباء وتقتل الناس في تعز وصنعاء، والناس يدركون أنه لن يترك للنائب الفريق عبدربه منصور هادي التحرك بسلام ولا حل الأزمة، لكن توقيعه بحد ذاته يعتبر بداية العد التنازلي للعناد..
في اليوم التالي للتوقيع على آلية بن عمر التي بموجبها يكون صالح رئيساً شرفياً فقط، أطلت علينا وسائل الإعلام الحكومية، بخبر مفاده أن الرئيس يوجه بتشكيل لجنة للتحقيق بقتل المتظاهرين في صنعاء، وهي الخطوة التي وصفها المجلس الوطني لقوى الثورة بأنها أول تجاوز علني للمبادرة الخليجية!..
أما اليوم فقد عاد علي عبدالله صالح بنفسه، وعودته تعني الكثير والكثير جداً، إذ لم نعد نأمل به خيراً، وما غصن الزيتون الذي حمله العودة السابقة عنا ببعيد الذي تبين أنه غصن "نيرون"، إذ ساد الرعب وشهدت صنعاء أصعب لحظاتها التاريخية، قبل أن يتدخل المجتمع الدولي بالمزيد من الضغط ويصل الملف اليمني في مجلس الأمن إلى قرار دولي.. وتداولت بعض وسائل الإعلام يومها خبراً بأن الرئيس عاد بعد أن علم أن النائب المفوض بالتوقيع، قرر التوقيع وذلك لإفشاله..
هذه المرة، صدر أول قرار جمهوري في تاريخ الجمهورية اليمنية الفتية، من غير صالح، الذي يدعي التداول السلمي للسلطة، في حين تدور أحاديث عن خلافات بين النائب الرئيس، والرئيس الشرفي، حول إصدار هذا القرار.. وربما أن هذا القرار كان هزة عنيفة للرجل الذي لم يعد يتخيل أن يعيش خارج السلطة، أو أن بالإمكان أن يسير اليمن بدونه.. فسارع لعودة ليلية أيضاً لإفشال ما يمكن إفشاله...
من جانب آخر، تقرأ هذه العودة على أنها تراخي غير معلن من الموقف الدولي، وبالأخص من أطراف في الولايات المتحدة الأمريكية، فربما أن هناك دوائر أمنية وسياسية في واشنطن لا تزال بحاجة إلى ورقة صالح لتحقيق بعض الأغراض في الضغط على المعارضة وإمكانية التدخل الدولي الذي يجعل اليمن في المرحلة القادمة تحت الوصاية الغربية بشكل أكبر مما تكون المعارضة قدمته من التنازلات.. أما بقاء صالح فمؤكد لدى الجميع أنه لن يبقى، ولكن بالإمكان استخدامه كورقة.. وربما أنها تريد التخلص منه بما في جعبته من أسرار وفضائح مشتركة يجب إغلاقها لتجنب نفسها مخاوف الزلزال والهبات القادمة التي بإمكانها أن تضعه أمام المحاكمة فيفضح الجميع..
ومن جانب ثالث تجيب هذه العودة على السؤال العريض: كيف نجا علي عبدالله صالح وخرج خروجاً مشرفاً، بعد أن عبث بالوطن لعقود.. وسعى إلى تدميره دفعة واحدة في الشهور الأخيرة؟ فالرئيس عاد ليخرج خروجاً عادلاً، ويلاقي مصيراً أسوأ مما كان..
الرئيس الذي عاد اليوم، أقصى أمانيه تدمير اليمن.. والمرجح أن لولا مخاوفه من النيتو لما وقع المبادرة، وهو الذي صرح قبل يومين من التوقيع بأنه يمتلك العدة لحرب 20 سنة قادمة.. واليمنيون بدونه وبدون عائلته سينتصرون على كل أخطائهم، وسوف نتفاجأ جميعاً بأن اليمن سهل إلى هذه الدرجة بدون صالح.. ولهذا عاد عودته الليلية الجديدة..
على الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً المملكة العربية السعودية، الإدراك التام بأن الأزمة اليمنية بلغت ذروتها ولم تعد تحتمل المزيد من الصبر فالمواطن يحترق عطشاً ويموت جوعاً إن حالفه الحظ بالنجاة من قذائف ورصاص صالح، وإن دمار سيدفع ثمنه الجميع من أمنهم ومستقبلهم وخصوصاً الخليج العربي.. ولم يعد هناك أي أمل بخير من علي عبدالله صالح وعليهم تحمل مسئولياتهم.