انتصر الثوار وبدأت الثورة
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 13 سنة و أسبوعين و 3 أيام
الخميس 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:19 م

من حق الشباب في ساحات الحرية وميادين التغيير أن يفرحوا , وأن يظهروا فرحتهم , ومن حق من ساند ودعم وأيد ثورة الشباب أن يزغرد , وأن يفرح , وأن يبتهج في هذه اللحظات التاريخية التي كان ينتظرها اليمنيون وشباب الثورة على فارغ الصبر , وعلى أحر من الجمر , وهي لحظات توقيع الرئيس السابق على صالح على مبادرة إنهاء حكمه لليمن "33" عاما , فالرئيس السابق عندما وقع على المبادرة الخليجية وقع وهو يعلم أنه وقع على تنحيه , يعلم أنه وقع على خروجه من حكم اليمن بموجب هذه المبادرة.

صحيح أن المبادرة فيها ثغرات فيها جوانب نقص , فيها بعض الظلم والإجحاف في حق الشعب , وفي حق شباب الثورة ! لكن أجمل ما فيها هو تنحي على عبد الله صالح عن سدة الحكم , وهو الذي تم بالتوقيع عليها في الرياض , وبموجب هذا التوقيع انتهى حكم الرئيس صالح لليمن , انتهت حقبة "33 " عاما من حكم اليمن , ودخل اليمن في حقبة جديدة , وفي عهد جديد في تأريخ 23 نوفمبر 2011م , وهذا اليوم سيضاف إلى سجلات التأريخ , وإلى الأعياد الوطنية اليمنية في المستقبل القريب , أو هكذا يجب أن يكون وهذا كله بفضل تضحيات شباب الثورة , بصمود الثوار في ساحات الحرية وميادين التغيير , بفضل دماء الشهداء الزكية وأنات الجرحى الشجية.

نعم انتصر شباب الثورة ومن خلفهم الشعب اليمني الذي ساندهم وتحمل معهم عذابات العقاب الجماعي الذي مارسه نظام الرئيس السابق على عبد الله صالح طيلة أشهر الثورة العشرة , انتصروا على الرئيس السابق على عبد الله صالح , ومعظم أركان نظامه , هذا الانتصار يجب أن يهدى للشهداء والجرحى ولكل من صمد في الساحات , نعم انتصر شباب الثورة وبدأت الثورة الحقيقية الآن بدأت الثورة بعد رحيل الرئيس صالح , ونقول رحيل لأنه لا يوجد في الدستور اليمني ما ينص على وجود رئيس شرفي أو فخري على الإطلاق وعليه فلا يجوز أن نؤمن ببعض الدستور ونكفر ببعض أو نفسره طبقا لرغباتنا رغم أن بعض بنود المبادرة جعلت من المبادرة بصيغتها فوق الدستور والقانون وهذا خطأ فادح وقعت فيه أحزاب المعارضة عندما قبلت بهذا النص.

صحيح أيضا أن الرئيس صالح قد ذهب ورحل لكن هناك بعض بقايا نظامه مازالت موجودة , وبالتالي فالمرحلة ما زالت طويلة , ذهب ما هو مهم , وبقى ما هو أهم , وهو التخلص من هذا النظام بكل أدواته , وأساليبه , وأشخاصه الذين عاثوا في الأرض الفساد , وصبوا عليها صوت عذاب , وقتلوا الشباب في كل ساحات الحرية وميادين التغيير , ويلهثون وراء الحصول على الضمانات والحصانات التي لن تستطيع أي قوة في الأرض إعطاءها لهم , إلا أصحاب الحقوق أنفسهم , وهم أسر الشهداء والجرحى طبقا لكل القوانين الدولية والشرائع السماوية مهما شرعت لهم من قوانين وهذا كله محض هراء وهنا ندعو كل الكتل البرلمانية للمشترك والمستقلين من الحزب الحاكم إلى الاستقالة نهائيا من البرلمان فإن لم يكن ذلك متاحا فمن أحزابهم على ألأقل حتى لا يتم التصويت في البرلمان على تلك الضمانات.

إن هناك عوامل عدة كانت سببا في انطلاق هذه الثورة المباركة العظيمة , وهذه العوامل لا تزال ماثلة حتى الآن , وهي ثقافة التخلف , والفقر , والجهل , والأمية ثقافة المحسوبية , والوساطة , والرشوة , ثقافة نهب الحقوق , والأموال , والثروات , ثقافة مراكز النفوذ , والقوة , والمال وسيطرة المشييخ , ثقافة كل ما هو سيئ والتي كرسها هذا النظام طيلة فترة حكمه , وهذه كلها عوامل مهمة في استمرارية الثورة لأن بقاء كل هذه العوامل لا يمكن أن تسمح بإقامة دولة مدنية يسود فيها القانون , والعدالة , والمساواة التي ينشدها الثوار , ويطمح إليها الشعب اليمني منذ زمن , وبالتالي فلابد من التخلص من كل هذه العوامل وكل ما يمت إلى هذا النظام بصلة.

لقد حققت الثورة أول أهدافها المتمثل بإسقاط رأس النظام , وبالتالي تبقى بقية الأهداف , وهو إسقاط النظام بكل موزه , وأدواته , وثقافته , وفلسفته , وبناء الدولة المدنية دولة العدالة , والمساواة , والحرية , والديمقراطية الحقيقية , والرخاء , والرفاهية التي افتقدها المواطن طلية كل تلك الفترة , وهنا يجب أن لا نفرط في التفاؤل بل يجب على الجميع أخذ الحيطة والحذر فما بعد التوقيع أصعب مما قبله في تحقيق بقية أهداف الثورة وعلى رأسها إيصال مجرمي الحرب في اليمن ضد شباب الثورة إلى القضاء الوطني أو الدولي.

*المعارضة وتكرار أخطاء النظام 

لا تزال المعارضة تكرر نفس الأخطاء التي ارتكبها النظام في تعامله مع الثورة باستهانة , ومحاولته مرارا وتكرارا تصوير الثورة على أنها أزمة , وليست ثورة , وهو ما تتعامل به المعارضة اليوم , فالكثير من رموزها , أو لنقل البعض منهم يحاول التماهي مع رغبات النظام التي تنكر بأن في اليمن ثورة وإنما أزمة , وهذا ليس تجنيا وإنما حقيقة , فالسيد على الصراري أحد أقطاب المعارضة وفي حواره في قناة العربية في برنامج بنورا ما ليوم الأربعاء 23 /11 تسأله المذيعة وأخيرا انتهت الأزمة في اليمن لم يوضح لها على الإطلاق أنها ليست أزمة , وإنما ثورة بل تعاطا معها على مدار البرنامج بأنها أزمة , ولم يصحح لها المفهوم على الإطلاق , فبالله عليكم كيف سيقنعون الشباب إذا كانوا بهذه العقلية وهذا التعامل.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
الذيباني.. بطولات على درب سبتمبر المجيد
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د.مروان الغفوري
كيف انهارت الصهيونية ذات المائة عام؟
د.مروان الغفوري
كتابات
محمد محمد المقالحلا تركنوا لحسن نواياهم
محمد محمد المقالح
مشاهدة المزيد