اللهم اجعلهم كلهم روؤساء
بقلم/ أحمد غراب
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 7 أيام
السبت 08 أكتوبر-تشرين الأول 2011 08:44 م

زمان قبل اكثر من الف سنة ، ايام ما كنت " خليفة " ، كنت اجلس فوق الكرسي واحلف:" والله لو طحس حمار في نقيل سمارة ، او اشترغت بقرة في سهل تهامة لخشيت ان يسألني الله عنهما ".

اليوم وانا زعيم ، اصبحت اجلس فوق الكرسي وانا احلف : " والله لو وضعوا مجلس الامن في يميني ومجلس التعاون الخليجي في يساري على ان اترك هذا الكرسي ما تركته حتى افنى او يفنى الشعب ".

سار من كل شئ احسنه حتى الكراسي ، كرسي زمان كان مثل الغيل يسقي الناس كلهم ، وكلما شربوا منه يبارك الله فيه فيصب صبا وكأنه شلال ، اليوم الكرسي مثل " الوايت".

زمان عندما كنت " والي قشقندر " ( ورجاءا لاتسألوني اين تقع قشقندر هذه ؟ ) كنت اطفي الشمعة ، واجلس بالغدراء ، لأن الشمعة من بيت مال المسلمين.

 اليوم الكهرباء كلها عندي من امامي لمبة ومن خلفي لمبة وعن يميني لمبة وعن شمالي لمبة ، والشعب كله غارق في " الظلمي" ، ليش؟! لأن الشعب نور والكرسي ظلام فالكرسي هو من يحتاج الكهرباء.

زمان عندما كنت " حاكم " في بلاد ما وراء العصيد ، كنت كلما جيت اخطب بالشعب واقول لهم :" أحييكم.. " ينهض فلاح مسكين ويهتف في وجهي : " لا حيا ولا قوا ، الا بعدما تقول لنا من فين أديت " الصندل" الجديد اللي في ارجلك ؟! ".

اما اليوم أنا اسأل وما احد يسألني ، مرة واحد سألني: من اين لك هذا ؟.

بعد خمس دقائق كان يسأل : أين أنا يا هذا ؟!

زمان المهاتما غاندي ذهب لإستقبال ملك انجلترا وهو شبه عاري ، فسأله الصحفيون لماذا استقبلت الملك عاريا ؟ فقال:" لقد كان يرتدي من الثياب ما يكفي لنا جميعا ".

واذكر انني انا ( المهاتما غرابي ) عندما كنت والي ولاة "خبانستان" كنت اسير اكل بطاط من حق الشاوش الله يرحمه واقوله انا فدى ابوك زيد السحاوق ، وكنت انام بنوم عيني وانا على ظهر الحمار حق جدي.

اما كراسي اليوم فحدث وفيه حرج ، اذا اشتي اخرج اجيب كيلو طماط من السوق امشي وبعدي عشرين مصفحة ، كلها ضد الرصاص ، وما اخرج الا بعدما يسوووا تعداد سكاني ، ويقشطوا الشوارع قشط وتعلن هيئة الأرصاد ان الاجواء غائمة الى غائمة جزئيا ، ويسووا فحص الدي ان أي لبائع الطماط ويقدموا لي عشرة تقارير تؤكد ان الطماطم والقنابل توأمان وتقرير يقول انهم اخوة من الرضاعة.

يحكى انه كان للحكيم لقمان سبعة نسور ، في كل فترة يموت نسر ، واقواها واطولها عمرا نسر اسمه " لبد " ، حتى لقمان ذاته لم يكن يعتقد ان هذا النسر سيضعف او يدركه الاجل كالنسور التي قبله ، لكن ما جرى عليها جرى عليه ، شاب فمات ، فقال لقمان : " طال الابد على لبد ، واتى أبد على لبد".

ويروى ان المسيح عليه السلام نزل بمدينة فآذاه أهلها فدعا عليهم فقال: " اللهم اجعلهم كلهم روؤساء".

يقول علي ولد زايد : ياليت لي قلب سالي ولا عليا ولا لي.

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك

عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي